عروبة الإخباري – طلال السكر –
في لحظة مفصلية تعيشها طرابلس – الفيحاء، حيث تتقاطع التحديات التنموية والاجتماعية مع الحاجة الماسّة إلى رؤية قيادية متجددة، يبرز ترشّحٌ استثنائي، من سوية الدكتورة، رويدا مصطفى الرافعي، وهي تحمل في طيّاته ملامح مشروع نهضوي حقيقي، إنه ترشّح لا يُبنى على الطموح الشخصي فقط، بل على رصيد من العمل الثقافي والأكاديمي والإنساني، وعلى إيمان راسخ بأن خدمة المدينة مسؤولية لا تقل شأنًا عن أي مسؤولية وطنية.
ويأتي ترشّح الدكتورة رويدا، ليؤكد أن طرابلس، بتاريخها العريق وثقافتها المتجذرة، تستحق أكثر من مجرد إدارة بلدية تقليدية؛ إنها تستحق قيادة تحمل فكرًا، ووجهاً يُجسد القيم قبل الشعارات، والرؤية قبل الوعود.
لا شك بأن الدكتورة رويدا مصطفى الرافعي، تمثل نموذجًا نادرًا للمرأة اللبنانية الواعية، المثقفة، الملتزمة بقضايا مجتمعها، لا من موقع التنظير، بل من موقع الفعل والمبادرة، هي نفسها التي لم تكتفِ بأن تكون فنانة تشكيلية مشهود لها في لبنان والعالم العربي، بل جعلت من الفن منبرًا للمقاومة الفكرية، ولغة للارتقاء بالوعي العام، ومدخلًا لفهم الواقع السياسي والاجتماعي.
عقود من العمل الأكاديمي في الجامعة اللبنانية، وإسهامات فكرية رائدة في تحليل العلاقة بين الفن والهوية والسياسة، جعلت منها أيقونة ثقافية تتجاوز حدود الاختصاص، إلى رحاب القيادة الملهمة. لا تُقاس قيمتها بعدد المعارض أو الدراسات، بل بعمق التأثير الذي تركته في الأجيال، في طلابها، وفي الحياة الثقافية الطرابلسية.
ترشّحها اليوم ليس انتقالًا من الفن إلى السياسة، بل هو تكامل طبيعي بين المعرفة والخدمة العامة، هو انتقال من قاعات المحاضرات إلى ساحات القرار، حيث تُصبح الكفاءة والنزاهة عناصر أساسية في مشروع الإنقاذ المحلي.
في خضم واقع طرابلس المعقد، تمثل رويدا الرافعي رسالة أمل واضحة: أن النخبة المثقفة ليست غائبة عن المشهد، بل قادرة على خوضه بجدارة. وهي بذلك، تُجسّد ما تحتاجه المدينة فعليًا – مشروعًا مبنيًا على العقل، والالتزام، والرؤية الحضارية.
طرابلس اليوم لا تبحث فقط عمّن يُدير شؤونها، بل عمّن يُلهمها، يعيد إليها مكانتها، ويقودها نحو نهضة تُعبّر عن عمقها الثقافي وهويتها الأصيلة. وفي هذا الإطار، تبدو، د. رويدا الرافعي أكثر من مرشّحة… إنها مشروع مدينة.