عروبة الإخباري –
في الوقت الذي تتقدم لائحة “نسيج طرابلس” إلى الاستحقاق البلدي بثقةٍ ورؤيةٍ واضحة، مُعلنةً عن تشكيلتها النهائية، من ضمنها الدكتورة رويدا مصطفى الرافعي، التي تجمع بين الكفاءة، النزاهة، والالتزام التام بتحقيق تنمية مستدامة للمدينة وأهلها، هذه التشكيلة تمثل تجسيداً حياً لمفاهيم التغيير الجذري، حيث تتضافر فيها الخبرات الأكاديمية والإدارية مع القيم المجتمعية الرفيعة.
في لحظة فارقة من عمر طرابلس، وفي زمنٍ باتت فيه الحاجة ملحّة إلى وجوه تحمل الأمل والفكر معًا، تتقدّم لائحة “نسيج طرابلس” إلى الاستحقاق البلدي بثقة راسخة، حاملةً مشروعًا تنموياً ورؤية إصلاحية متكاملة. في قلب هذا النسيج المتماسك، تتلألأ قامةٌ استثنائية بحضورها وعطاءها: الدكتورة رويدا مصطفى الرافعي، امرأة جمعت بين رفعة الفكر، ونقاء الضمير، وصدق الالتزام بقضايا الإنسان والمجتمع.
إن ترشيح الدكتورة الرافعي لا يُمثّل مجرد اختيار إداري أو سياسي، بل هو رهان على قيمة علمية وثقافية من الطراز الرفيع، ورمزٌ لامرأة جعلت من المعرفة رسالة، ومن العمل العام واجبًا أخلاقيًا، ومن الثقافة جسراً للتغيير العميق.
سليلة بيتٍ عريق في العلم والقضاء، ابنة القاضي العلامة مصطفى الرافعي، أحد أعمدة القضاء الشرعي والفكر الديني في طرابلس ولبنان، تحمل رويدا هذا الإرث بكل فخر، لا كمجرد خلفية عائلية، بل كمنظومة أخلاقية ومعرفية متكاملة تتجلى في كل خطوة من مسيرتها.
لقد جمعت الدكتورة رويدا الرافعي المجد من أطرافه كافة، فهي ليست فقط أكاديمية مرموقة وأستاذة محاضرة في عدد من الجامعات اللبنانية، بل أيضًا فنانة تشكيلية بارزة، تركت بصمتها على المشهد الفني والثقافي محليًا وعربيًا ودوليًا. بحسّها الإبداعي العميق ونظرتها الفكرية الثاقبة، استطاعت أن تُعيد رسم العلاقة بين الجمال والهوية والسياسة، فكان لها حضورها اللافت في ملتقيات ومهرجانات دولية، مثّلت فيها لبنان خير تمثيل، ورفعت راية الفن التشكيلي كأداة ناعمة للتغيير والتواصل بين الثقافات.
ناشطة فاعلة في نقابات واتحادات فنية، لم تكتفِ بموقع المتلقّي، بل كانت دومًا في موقع الريادة والمبادرة، ساعية إلى تمكين الفنانين، وتكريس الفن كقيمة مجتمعية وإنسانية. ولها عدة إصدارات فكرية وفنية تُعد مراجع متقدمة في تحليل الواقع من زوايا جمالية ورمزية، تُرسّخ حضورها كثقافية موسوعية تحمل من التعدد ما يجعلها قادرة على مخاطبة شرائح متعددة بلغة راقية وعميقة في آن.
في الجامعة اللبنانية، عرفها طلابها وأقرانها أستاذة متميزة في عطائها، دقيقة في بحثها، إنسانية في تعاملها، ويُعد كتابها الموسوعي “الواقع السياسي في المشرق العربي – قراءة تشكيلية” مرجعًا نوعيًا يُضيء تحولات المنطقة من منظور تحليلي وجمالي غير مسبوق.
بانضمامها إلى لائحة “نسيج طرابلس”، تُدخل الدكتورة الرافعي صوتًا عقلانيًا متزنًا إلى العمل البلدي، يحمل من العمق الاجتماعي والثقافي ما يُعيد لهذا الحقل اعتباره، ويربط بين الفكر والممارسة في سبيل تنمية تبدأ من الإنسان وتتجه به نحو أفقٍ أكثر إشراقًا.
إن هذه اللائحة ليست مجرد مجموعة أسماء، بل مشروع نهضوي متكامل يجمع بين التجربة الميدانية والرصيد المعرفي والقيم المجتمعية الأصيلة. كل مرشح فيها يعكس إرادة جماعية لتحويل طرابلس إلى مدينة نابضة بالحياة، عادلة في إدارتها، ومبدعة في حلولها، حيث لا تُختزل المشاركة في هذا الاستحقاق بصناديق الاقتراع، بل تُترجم إلى التزامٍ صادق ببناء مستقبل يليق بأبناء المدينة.
وجود الدكتورة رويدا في لائحة “نسيج طرابلس” هو إضافة نوعية قلّ نظيرها. هي ضميرٌ حي، عقلٌ نير، وقلبٌ نابض بهذه المدينة وتاريخها وتطلعات أبنائها، وليست مجرد مرشحة، بل حالة فكرية وإنسانية متكاملة، تليق بها طرابلس، وتليق هي بها.