عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
كيف لصبيح المصري والفريق الذي اختاره وفي المقدمة سهل دودين، ان يعرب الجمل الصعبة في واحة ايله وأن يبنوا على البحر وأن يستوقفوا التاريخ ويسألوه عن آيلة القديمة، واول موقع لصك النقود في العالم، حين جاءها النبي سليمان من اليمن ليصك فيها النقود ويربطها بتجارته ورحلته.
هذا النص التاريخي (الحي)، آيلة، أعربه صبيح المصري بمشروع ضخم أسماه “واحة إيلة” جسد فيه إنجازاً غير مسبوق على البحر الأحمر ، الذي اسمته العرب “بحر القلزم”.
وفي هذه البقعة الجميلة من الأردن على شاطئ العقبة الشمالي، اصر رواد المشروع أن يبنوه على مراحل بكلفة تجاوزت المليار دينار، وان يميّزوه عن غيره ليكون مقصدا للسكان والزوار، الذين يعيشون في آيلة أنشطة منها الترفيهية، والرياضية والفن والثقافة.
الفكرة من انشاء إيلة فكرة سياحية إبداعية، فيها المغامرة والريادة وركوب البحر، ليصبح مسكناً، فقد ألقى المستثمر القبض على البحر وجره او سحبه، ليقيم عليه وبين امواجه مساكن فارهة واستراحات وملاعب وأماكن ترفيه.
البحر الآن في آيلة في قبضة السياحة وجرى تسخيره لخدمتها ووجدت حتى الأسماك أنها في فضاء جديد، غير فضائها التقليدي الذي كان ينته لشطوط ثابتة، ولذا دخل الى المنطقة الجديدة الموسعة بمياه البحر في العقبة أسماك وبحريات مختلفة اقتحمت الماء ودخلت الى حرم آيلة تبحث عن الجديد وتستقبل الزوار.
من ما ميز آيلة ملعب الجولف الأشهر في المنطقة كلها والحاصل على جوائز، لتميزه، والذي أقيم على مساحة 800 ألف متر مربع، زرت الملعب الذي كان يمارس عليه مجموعات من السياح الأجانب هوايتهم وقد شرح لي خبير. التسويق الشاب منصور الكباريتي، وهو مسؤول العلاقات العامة في الموقع ماذا يعني أن يكون في العقبة ملعب جولف بهذا المستوى ولا ينافسه في هذا الميدان أي شبيه في كل حوض البحر الأحمر وشواطئه.
لم تغلق آيلة نفسها على ملعب الجولف الشهير، بل فتحت المجال لرياضيات أخرى، مثل رياضة الدراجات الهوائية والركض والرياضات البحرية ووالسباحة ومجمع من ملاعب كرة القدم والسلة والتنس الأرضي.
ومن النجوم الساطعة على أرض آيلة مرسى آيلة وفيه 231 رصيفا بحريا لليخوت وقد احتوت كافة الخدمات.
استوقفني في آيلة المدينة المتكاملة التي أنذرها أبو خالد للسياحة وامد شغف الأردنيين بما احبوا وغيرهم ممن أحبوا البحر الاحمر وكان هناك ايضاً تحفة الفنادق وأجملها في العقبة “حياة ريجنسي” الذي يضم 286 غرفة.
تجولت في شقق الجزر وشقق آزور الشاطئية، حيث نقل واستزراع الشعاب المرجانية، في البحيرات الصناعية التي أقيمت بمواصفات عالمية.
هنا “العلم الأزرق” وهنا أيضاً( المفتاح )ونادي B12، ومطعم سيلكا، هنا مدينة مميزة وهنا الرفاه الراقي واستحضار العالم الى المكان وامتلاك أجمل مساحات المناخ، من كان في آيلة سائحاً أو مالكاً لشقة، فهو ليس بحاجة الى العالم الممتدة جغرافيته، فالعالم جاء الى آيلة وقدم أفضل الخدمات من نوادي وحديقة تزلج على الماء وملاهي رايز للمغامرة وصالة الألعاب الرياضية.
آيلة الآن في أوج توهجها، وما زالت تختزن مراحل اخرى وهي تهتم بالتوظيف والاستخدام في المراحل الأولى التي أنجزتها، وكل ذلك ينعكس على سياسات التشغيل والتاهيل على الموارد البشرية الأردنية وخاصة المحلية بتطوير البرامج والمهارات حيث توفر 1300 فرصة عمل.
لم يذهب جهد سهل دودين، مدير عام شركة آيلة سُداً وهو يشرح منذ وضع المؤسس حجر ألاساس قبل سنوات طويلة من الزمن، والى اليوم بل إن ما قاله، تحقق واصبح ملموساً وجاء أكثر مما كان متوقعاً، الآن يمكن لسهل دودين والذين يعملون معه أن يستعينوا بالواقع القائم والنماذج الماثلة منه في النماذج السياحية والترفيهية، دون الحاجة الى كلام كثير، فقد نجحت آيلة ونجح تسويقها،وهي الآن تتفاعل مع زوارها الذين يأتونها من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ووقتا جميلا ورعاية ومتعة.
تشرق اضواء آيلة وانت تسير تحتها ليلاً وسط أضواء لا تغطى على توهج القمر ليلة الرابع عشر، فالقمر في آيلة ووادي رم يجدفرصته للاقتراب من الأرض ليكون الأقرب الى السياح الذين يمطرونه بالتصوير ليتحدثوا عن ملاقاته ومحاكاته في قصص ينقولونها للعالم.
أنجز، صبيح المصري، ما وعدّ وقدم إضافة مميزة للسياحة الأردنية، وحقق هذا الحلم الذي يعتبره الأبرز من بين المشاريع التي انفق العمر ليتفوق في تقديمها، ومن حقه أن يفخر بذلك.
ستظل آيلة معلماً حضارياً للسياحة، فقد نقلت مدينة العقبة لتكون شيئاً آخر يحرص الكثيرون على زياته والاستمتاع بما فيه.
يستحق العاملون في آيلة الثناء، فقد عشقوها وقدموها عروساً جميلة
واحة ايله. شهر العسل
31
المقالة السابقة