عروبة الإخباري –
بدعوة من المجلس الوطني للإعلام، التأم عدد من الفاعليات الفكرية والثقافية والإعلامية والفنية والنقابية في مقر المجلس، في إطار اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات، حيث جرى نقاش موسّع حول سبل تشكيل حاملة اجتماعية قادرة على ترجمة مضامين خطاب القسم للرئيس جوزاف عون إلى خطوات عملية وممارسات ملموسة على الأرض.
في مستهل اللقاء، طرح رئيس المجلس الوطني للإعلام ومنسق الاجتماع، الأستاذ عبد الهادي محفوظ، مجموعة من المحاور الأساسية للنقاش، ركّزت على ضرورة إعادة الاعتبار لفكرة المواطنة، والدولة المدنية، ورفض الطائفية باعتبارها مدخلاً للفتنة الأهلية التي لا تصب إلا في مصلحة العدو الإسرائيلي.
وتوقّف محفوظ عند أهمية التجربة الشهابية التي لاقت صدى لدى الإمام موسى الصدر والمطران غريغوار حداد، باعتبارها مقاربة جدية لبناء دولة تحتضن جميع مكونات المجتمع. كما شدّد على أهمية العدالة الاجتماعية، وإحياء الطبقة المتوسطة بوصفها ركيزة أساسية للاستقرار المجتمعي، ومصدر إنجاب النخب والمثقفين.
ولم يغفل اللقاء أهمية إنصاف المرأة عبر مواجهة الثقافة الذكورية، والإصلاح السياسي والإداري بمساندة شعبية، إلى جانب الدعوة للحوار كوسيلة لمعالجة الخلافات الداخلية، ودعم الحوار الجاري بين قائد الجيش العماد جوزاف عون وحزب الله وصولاً إلى استراتيجية دفاعية موحدة تُعيد قرار السلم والحرب إلى الدولة.
كما شدد المجتمعون على ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، ودعم الجيش اللبناني بصفته الضامن الأول للوحدة الوطنية، إضافة إلى حماية حقوق المودعين ومحاسبة الفاسدين، وتعزيز مبدأ الكفاءة في التوظيف العام.
وأشار محفوظ إلى أن خطاب القسم يمكن أن يشكّل خريطة طريق حقيقية للنخب، شرط أن تتوافر الإرادة المجتمعية لتكوّن حاملة اجتماعية تتخطى الانقسامات والطائفية، وتُسهم في إحداث التغيير المرجو.
شهد اللقاء مداخلات من نخبة من الشخصيات، بينهم: الدكتور ريمون غوش، الأستاذ سركيس أبو زيد، الدكتور جورج جريج، الدكتور نسيم خوري، الدكتورة فلك الرافعي، السيدة لينا قاروط، والفنان القدير صلاح تيزاني (أبو سليم) الذي قدّم شهادة صريحة من تجربته الغنية.
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة، على أن تُعقد الجلسة المقبلة في نقابة الصحافة، يليها لقاء آخر في مدينة طرابلس.