عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن –
اشير في بداية مقالتي الى قول الله تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (6) سورة الجن اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: في الجاهلية كان الرجل منهم إذا نـزل الوادي فبات به، قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه، فزاد الإنس بالجن باستعاذتهم بعزيزهم، جراءة عليهم، وازدادوا بذلك إثما وأشار احد المفسرين، وازدادت الجنّ عليهم بذلك جراءة، وبعضهم قال: زادهم الجنّ خوفا، وقال آخرون: بل عني بذلك أن الكفار زادوا بذلك طغيانا، وهناك حكمة شعبية مصرية تقول “اللي بيخاف من العفريت بيطلعله”، وهذا ما ينطبق تماماً الى الدول التي تسمح للصهاينة والولايات المتحدة التدخل في شونها .
لم تدخل الولايات المتحدة الامريكية “الفتوة الذي صنعته الصهيونية العالمية” الى منطقة او بلد ما في هذا الكون الا وزرعت فيها ما يضمن عدم استقرارها فهي تتبع السياسة الاستعمارية “فرق تسد” بحيث تتحكم في مصير الشعوب والحكومات وتبقيها ضمن سيطرتها لنهب ثرواتها ومقدراتها وتستغل أية حالة من الفوضى لتستطيع مد يدها داخل البلد او المنطقة اما بشكل عسكري مباشر او من خلال شكل انساني لتبدأ بعدها التحرك في اثارة الفتن والنعرات حتى يضطر احد الأطراف للاستنجاد بها لتعيث فساداً بعد ذلك ولم يسجل لها في تاريخها انها قامت بانهاء أي خلاف بشكل نهائي وهذا اكثر ما يخيف او يثير القلق على الثورة السورية والتي نجحت في التخلص من نظام الأسد حيث رحبت دول عدة بسقوط نظام الأسد، كما رحب بذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أما الولايات المتحدة فكان لها موقف مختلف بعض الشيء ففي أول تعليق له على معارك سوريا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سوريا “في حالة فوضى، لكنها ليست صديقتنا، ويجب ألا تكون للولايات المتحدة أي علاقة بها. هذا ليس صراعنا. دعوا الأمور تسير بطريقتها.”لا تتورطوا!” فهي تريد تحقيق اعلى المكاسب دون دفع اية اثمان..!
لقد أمضى الرئيس السوري احمد الشرع سنوات في العمل على تحسين صورته وصورة الثورة السورية، فحارب داعش ومنع جماعته من تنفيذ هجمات في الخارج. منذ توليه السلطة، عمل وحكومته على كسب القبول الغربي والدولي، ووعدوا بحكم سوريا على نحو شامل، وتعهدوا بتجنب الصراع مع الكيان الصهيوني الا ان الكيان الصهيوني لطالما عمل على استفزاز السوريين من خلال احتلال أراضي سورية واستهدافات عديدة لمواقع سورية وعلى الرغم من ضبط النفس الا ان الإدارة الصهيونية الامريكية تطلب المزيد قبل حتى الحديث “مواقف وتنازلات مجانية” .
قال عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري كوري ميلز خلال زيارة رسمية لسوريا إن رفع العقوبات عن سوريا يتطلب الكثير من الخطوات، خلال زيارة إلى حي جوبر الدمشقي إن واشنطن تريد أن ترى واقعا يسود فيه الاستقرار وحكومة سورية منتخبة بشكل ديمقراطي تمثل كل السوريين وأضاف “أعتقد أن ذلك ممكن، السياسة الخارجية في الولايات المتحدة مرهونة بقرارات الرئيس، والرئيس بلا شك حين يرى الواقع الأمثل في سوريا وبعد أن يتشاور مع مستشاريه ووزرائه -وكما رأينا- يتحمس بشأن اللقاءات كما كان الحال في لقاء مع رئيس كوريا الشمالية، أشياء لم يقدم عليها أحد من السبعينيات” ومن جانبها، قالت عضوة الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري مارلين ستوتزمان لدى زيارتها إلى سوريا إن واشنطن ترى فرصة لحكومة صديقة لها وللغرب والمنطقة في خطوة لابتزاز سوريا لتقديم الكثير من الأمور والتنازلات قبل البدء في طلباتها الاستعمارية اللاحقة والحقيقية اذ انه من اهم المطالب الامريكية مقابل النظر في تخفيف العقوبات حظر جميع الفصائل الفلسطينية والأنشطة السياسية وترحيل أعضائها بحجة “تهدئة مخاوف الكيان الصهيوني” والذي كان قد أعلن رسمياً بانه ينوي احتلال سورية لضمها الى ما وصفه مسؤولين في الحكومة الكيان “إسرائيل الكبرى” والموافقة على قيام أميركا باستهداف أي شخص تعتبره واشنطن تهديدا لأمنها والاعلان رسميا عن ان “الحرس الثوري” الإيراني و “حزب الله” اللبناني تنظيما إرهابيا وتبني التبعية الكاملة للكيان الصهيوني والصهيونية العالمية ولم تتضمن القائمة مطلبا يتعلق بتشكيل “حكومة جامعة” أو أمورا ملموسة تتعلق بالعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان والإصلاح الدستوري والعملية السياسية اذ انها ليست من الأساسيات، لكنها ذكرت في إطار الإضافات وليس البنود التنفيذية. ووعدت الوثيقة في المقابل بتخفيف العقوبات وتمديدها الإعفاءات لدى انتهاء مدة الستة أشهر في يوليو/تموز المقبل بعد إعلان قرار الإعفاءات في 6 يناير/كانون الثاني الماضي. وهناك من وعد بأنه في حال تحقق التقدم في المطالب، يمكن أن يصدر الرئيس دونالد ترامب قرارا تنفيذيا بتجميد “قانون قيصر” لفترة معينة، وهو القانون الذي يشكل العقبة الأساسية أمام تحرك الاقتصاد السوري وتقديم مساعدات خارجية .
النظام او الدولة الذين ينتظرون المساعدة من الأمريكيين تماما كما ورد في الآية الكريمة، حيث ان الامريكان والصهاينة سيزيدونهم انقساماً وتبعيةً واعباءَ إضافية عسكرية واقتصادية وعدم الامن واعباءُ أخرى في شتى مناحي الحياة، فالصهاينة الذين يقودون الولايات المتحدة لن يسمحوا للسوريين بنيل حقوقهم وسيسعون دائماً لابقائها في حالة ضعف من كافة النواحي فهم يريدونها دولة تابعة لهم ولن يسمحوا لها بالاستقلال بقرارها فالذي يقتل او يدعم قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين او يزودهم بالسلاح او حتى يقوم بحماية القتلة ويسمي عمليات قتل الأطفال والنساء بالحرب لا يمكن ان يكون من البشر وعلى البشرية التخلص منهم فهم فعلاَ من لا امان.. ولا عهد لهم
لا عهد لهم.. يستعمرون البلاد واهلها بالاحتيال..!
13