عروبة الإخباري – لارا نون –
منذ كنا صغاراً، كان الكبار يهمسون لنا: “محظوظ هو من ينتقل إلى ديار الآب في زمن الميلاد أو الفصح…
لأن أبواب السماء تكون مفتوحة… والرحمة تفيض بلا حساب”…
واليوم ترحل يا بابا الفقراء في يوم القيامة… كأنك أردت أن تجعل من رحيلك شهادةً جديدة على الإيمان بالقيامة…
وعلى أن الموت ليس نهاية، بل عبور إلى حياة الحق والنور…
أنت الذي جئت من أقاصي الأرض، من احياء الارجنتين… إبن عامل سكك الحديد…
انت الراهب اليسوعي المتواضع الذي حمل اسم “فرنسيس” على مثال قديس الفقر والبساطة…
منذ اللحظة الأولى على كرسي بطرس… ألبست الكرسي تواضع الرعاة ودفء الآباء…
مشيت في الدروب الضيقة… غسلت الأرجل… احتضنت المنبوذين… وبكيت مع المتألمين… ورفضت الظلم والحروب والإبادة والتهجير…
آمنت أن الكنيسة ليست برجاً من العاج، بل خيمة من رحمة…
ناديت بالعقل في زمن التصلّب، وبالمحبة في زمن الأحكام، وقلت: “الزمن أقوى من الفضاء، والواقع أهم من الفكرة”…
ترحل اليوم والقيامة تُعلن على المذابح…
ترحل اليوم لتعانق رفاقك في الرسالة السماوية، يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر… ليس كخلف لعرش… بل كأخ في الحلم الإلهي الأبدي…
نم بسلام يا خادم الخدام…
نتركك بكلماتك التي ستبقى ترنّ في قلوبنا:
“الرب لا ينظر إلى ما نفعله، بل إلى الحب الذي نضعه في ما نفعله”…
وما أعظم هذا الحب في ما فعلت… في حياتنا وحياة الكثيرين!
المسيح قام!
