عروبة الإخباري –
يأتي عيد القيامة كنبض دافئ في قلب البرد، كحياة تُولد من بين الرماد، كرجاء لا يعرف الموت. في هذا العيد، لا نحتفل بذكرى عابرة، بل نعيش لحظة ولادة جديدة… لحظة تعيد تشكيل أرواحنا المنهكة وتهمس لنا بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم المكسور.
القيامة ليست فقط قصة تُروى، بل هي معجزة تُعاش في الداخل، فيسوع لم يقم ليُبهر العيون، بل ليُحرر القلوب. لقد مشى طريق الألم، عانق الصليب، وانحدر إلى ظلمة القبر، فقط ليقول لنا: “أنا معكم… حتى في الموت”.
وفي لحظة، تغير كل شيء، ولم يعد القبر نهاية، بل بوابة عبور. لم يعد الحزن هو الحكاية، بل بداية النور. في قيامة المسيح، نكتشف أن الحب لا يموت، وأن التضحية لا تذهب سدى، وأن الدموع التي تسقط في الخفاء، تثمر حياة لا تزول.
كم مرة سقطنا؟ كم مرة ضاقت بنا الحياة وظننا أن لا خلاص؟ ثم يجيء هذا العيد ليقول لنا بلطف لا يُوصف: “انهضوا… كما نهض هو. أغمضوا أعينكم عن الخوف، افتحوها على النور”. لأن القيامة ليست فقط حدثًا، بل دعوة…. دعوة لأن نقوم من موتنا الداخلي، من يأسنا، من انكساراتنا، ونختبر النور من جديد.
المسيح قام… حقًا قام.
وفي قيامته، يقوم فينا الرجاء، وتولد المحبة من جديد، وتنبض قلوبنا بنور لا يُطفأ.
كل عام وأنتم تغمرون العالم بنور قلوبكم، وتذكروا دومًا… لا ليل يدوم، فالفجر آتٍ، والمسيح قام.