عروبة الإخباري –
في فجر أحدٍ هادئ، حين كانت القلوب مثقلة بالحزن والعيون غارقة في الدموع، أشرقت شمس مختلفة. لم تكن مجرد بداية يوم جديد، بل بداية حياة جديدة، بداية الرجاء، وبداية القيامة.
عيد القيامة ليس مجرد حدث تاريخي يُستذكر، بل هو النبض الذي يعيد للإنسان إيمانه وسط اليأس، ونوره الذي يخترق ظلمات القلب، الذي هو وعد بالقيامة، ليس فقط من الموت، بل من كل ما يُميت الروح: من الخوف، من الحزن، من الفقد، ومن الانكسارات التي تتراكم في زوايا الحياة.
في القيامة، تنهار جدران القبر، ويتحول الحجر الذي خُتم على الأمل إلى شهادة حيّة على قدرة الله في تحويل المستحيل إلى معجزة، فاالمسيح الذي صُلب في صمت، قام في مجد، ليقول لكل من انكسر، لكل من بكى، ولكل من ظن أن النهاية قد كُتبت: “لا تخف، لأنني غلبت الموت.”
العيد ليس فقط احتفالًا بقيامة المسيح، بل دعوة شخصية لكل واحد منا لنقوم. أن ننهض من رماد خيباتنا، أن نغفر، أن نحب، أن نعود إلى النور. أن نؤمن أن بعد كل صليب هناك فجر، وبعد كل ظلمة، شمس لا بد أن تشرق.
عيد القيامة هو العيد الذي يعلمنا أن الألم لا يدوم، وأن الحب أقوى من الموت، وأن من وضع في القبر بقيامته، فتح لنا أبواب السماء.
فلنحتفل بهذا العيد لا كطقس تقليدي، بل كحقيقة تغيّر قلوبنا، تجدّد أرواحنا، وتمنحنا القوة لنقوم نحن أيضًا، كل يوم، من جديد.
المسيح قام… حقًا قام.