عروبة الإخباري –
يُعدّ العلم الأردني أحد أبرز رموز الدولة الأردنية الحديثة، وعنواناً صريحاً للهوية الوطنية والسيادة والاستقلال. فلا تقتصر أهميته على كونه راية ترفرف في الميادين وعلى المباني الرسمية، بل يحمل في ألوانه وتصميمه حمولة تاريخية وثقافية ووطنية تعبّر عن عمق الانتماء، وامتداد الجذور، ورؤية الدولة الأردنية المعاصرة.
ألوان تحكي التاريخ
يتكوّن العلم الأردني من ثلاثة أشرطة أفقية: الأسود، والأبيض، والأخضر، يعلوها مثلث أحمر من جهة السارية تتوسّطه نجمة بيضاء سباعية. وتحمل هذه العناصر دلالات رمزية متجذّرة في الوجدان العربي والإسلامي:
– الأسود: يرمز إلى الدولة العباسية.
– الأبيض: يشير إلى الدولة الأموية.
– الأخضر: يمثل الدولة الفاطمية.
– المثلث الأحمر: يرمز إلى الثورة العربية الكبرى التي انطلقت عام 1916 بقيادة الشريف الحسين بن علي، وكانت المنطلق الأول لتأسيس الدولة الأردنية الحديثة.
– النجمة البيضاء السباعية: تمثل السبع المثاني الواردة في سورة الفاتحة، كما ترمز إلى الوحدة، والإيمان، والعدالة، والإنسانية، والتواضع، والاحترام، والطموح—وهي القيم التي تنهض عليها الدولة الأردنية.
أبعاد تتجاوز الشكل
الرمزية في العلم الأردني لا تنحصر في أبعاده التاريخية والدينية فقط، بل تتجاوز ذلك لتشكّل إطاراً وجدانياً يوحّد الشعب الأردني، ويعزز الشعور بالانتماء لكل من يعيش تحت رايته. فالعلم هو عنوان للسيادة، ومرآة للثبات في وجه التحديات، وتعبير عن التلاحم بين القيادة والشعب.
وفي كل مرة يُرفع فيها العلم، سواء في ساحات المدارس، أو فوق المؤسسات الحكومية، أو في المحافل الدولية، تتجدد معاني الولاء والانتماء، ويستذكر الأردنيون تاريخ دولتهم الذي كُتب بالتضحية والعمل والنهضة المستمرة.
بين الرمزية والمسؤولية
يحمل العلم في طيّاته مسؤولية أخلاقية ووطنية تجاه من يرفعه، فهو ليس مجرد رمز بل عهد والتزام بالقيم التي يمثلها. ومن هنا، فإن احترام العلم وصونه، ليس فقط واجباً قانونياً، بل واجباً وجدانياً يعكس وعي المواطن وانتماءه العميق.
العلم في وجدان الأردنيين
إن ارتباط الأردنيين بعلمهم هو ارتباط وجداني يتجاوز الطقوس الرسمية. ويظهر ذلك جلياً في المناسبات الوطنية، حيث تتزيّن المدن والبيوت والشوارع بالعلم، ليغدو حاضراً في كل مشهد وطني جامع. كما تسعى المؤسسات التعليمية إلى غرس رمزية العلم في نفوس الطلبة، من خلال تحية العلم والنشيد الوطني، في سياق تربوي يعزّز القيم الوطنية منذ الصغر.
العلم الأردني، راية ترفرف في السماء؛ هو وثيقة بصرية تحمل ذاكرة الأمة، وتختزل معاني النضال والوحدة والهوية. ومن خلاله، يتحد الأردنيون في خطاب رمزي جامع، يتجاوز الاختلافات ويكرّس الانتماء لوطن يجمعهم تحت راية واحدة، راسخة بثباتها، شامخة بقيمها، وخفّاقة بأحلام شعبها.