قال نائب رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لشؤون الأعمال المصرفية، ماتيو باتروني، إن البنك يطمح لاستثمار قرابة مليار يورو في الأردن خلال السنوات الثلاث المقبلة، تماشيا مع الاستراتيجية الجديدة مع الأردن التي سيوافق عليها مجلس إدارة البنك نهاية الشهر الحالي.
وفي مقابلة حصرية لـ “المملكة“، أكد أن البنك وقّع بالفعل على 6 مشاريع مع الأردن “حتى الآن” للعام الحالي، 5 منها للقطاع الخاص، واتفاق لدعم شركة الكهرباء الوطنية (نيبكو)، مشيرا إلى أن البنك يطمح لتمويل استثمارات لا تقل عن 200 مليون يورو للعام الحالي، “ليكون التمويل أعلى مما قدمه البنك في العام الماضي للأردن”.
وشهد عام 2024 مضاعفة استثمارات البنك؛ إذ جرى ضخ قرابة 170 مليون يورو، معظمها في القطاع الخاص، إضافة إلى تمويل مشاريع في القطاع العام، مقارنةً بـ62 مليون يورو في عام 2023.
وأوضح باتروني أن البنك استثمر منذ بدء عملياته في الأردن في 2012، ما مجموعه أكثر من ملياري يورو؛ فيما تجاوزت المحفظة الاستثمارية الحالية مليار يورو.
وبيّن أن 75% من استثمارات الملياري يورو كانت في القطاع الخاص، إضافة إلى عدد من المبادرات مع الحكومة؛ منها تحسين الحوكمة المؤسسية، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، مشاريع المساعدة الفنية، والشراكات مع البنك المركزي الأردني، وثالثا؛ تطوير رأس المال البشري، من خلال مبادرات التدريب المهني، سواء على المستوى الاستراتيجي والهيكلي مع الحكومة، أو مع القطاع الخاص.
وأكد أن الاستراتيجية الجديدة مع الأردن متوقّع الموافقة عليها من مجلس إدارة البنك بنهاية شهر نيسان الحالي، وترتكز على 3 مجالات رئيسة؛ هي الحوكمة الاقتصادية، رأس المال البشري والشمول، والثالث أمن الطاقة والتحول الأخضر، موضحا أن المشاريع خلال المرحلة المقبلة ستكون ضمن هذه المجالات تحديدا.
وأشار باتروني إلى أن البنك يعمل بشكل وثيق مع شركة الكهرباء الوطنية “نيبكو”، ووقّع التزاما في بداية العام الحالي لإنشاء محطة فرعية وتحسين الشبكة، ممّا يمهّد أيضا لاستثمارات جديدة في قطاع الطاقة المتجددة، سواء الشمسية أو طاقة الرياح.
وأوضح أن البنك يعمل مع عدد من الشركات الخاصة والبنوك لدعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويتضمن ذلك تحسين الوصول إلى رأس المال لرواد الأعمال من الشباب والنساء، كما أطلق البنك منتجاً خاصاً بالقطاع المصرفي يُسمى “مرفق الطاقة الخضراء”، الذي يعزز استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة.
وبيّن باتروني أن البنك الأوروبي يدعم البنوك المحلية في الأردن من خلال عدد من خطوط التمويل التي تُستخدم لإعادة الإقراض إلى قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن بين أهم هذه المنتجات؛ برنامج “المرأة في الأعمال”، لدعم رائدات الأعمال، ومرفق الطاقة الخضراء، الذي يدعم الاستثمارات في الطاقة الخضراء وكفاءة الطاقة، سواء على مستوى الأسر أو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وبشأن دعم مشروع الناقل الوطني للمياه، أكد أن المشروع “استراتيجي للغاية، ليس فقط للأردن، بل أيضا للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وفعليا لجميع المؤسسات المالية الدولية”، مؤكدا استعداد البنك لتعظيم مساهماته في تمويل المشروع، وإشراك البنوك من القطاع الخاص، لجذب التمويل من القطاع المالي الخاص.
ولفت النظر إلى أن البنك سينظم خلال الاجتماع السنوي له في أيار المقبل، جلسة مخصصة بشأن “الأردن: بوابة للاستثمار في تجارة عالمية”، موضحا أن هذه الجلسة تسلّط الضوء على البيئة الخصبة التي يوفرها الأردن من حيث الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص.
وأوضح أن المشاركة ستضم عددا من الشركات الخاصة، وعددا من الرؤساء التنفيذيين ورجال الأعمال من القطاع الخاص، إلى جانب أعضاء من الحكومة ومن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وخلال الحدث، سيتم عرض ما يقوم به البنك في الأردن من أجل تعزيز الاقتصاد المحلي، وأيضا جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الأردن.
وهذه هي الزيارة الأولى لباتروني، بصفته نائبا لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، إذ قال إن البنك “ملتزم بدعم الاقتصاد الأردني من خلال تطوير بنيته التحتية، وتعزيز الاستثمارات الخضراء، ورفع مستوى مشاركة المرأة والشباب في القوى العاملة”.
منذ بداية عملياته في الأردن في عام 2012، استثمر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ما يزيد على 2.3 مليار يورو لتمويل 75 مشروعا في جميع أنحاء البلاد. وتضمنت تلك المشاريع الدعم المالي لقطاع الطاقة، والبنية التحتية الحيوية، والقطاع المصرفي الأردني، والشركات الصغيرة والمتوسطة؛ وكانت نسبة 75% من ذلك التمويل موجهة نحو القطاع الخاص.