عروبة الإخباري –
لم تكن تصريحات وزير التجارة الأمريكي هوارد لا تينك تصريحات عابرة، إلا أن تعاملنا، لم يكن بمستوى الاستفزاز الذي شهدناه من الجانب الأمريكي، فأولى ملاحظاتنا على ردة الفعل الكويتية، أنها تأخرت. وكان الأجدر أن يكون ردنا سريعاً، حازماً، على مستوى الاستفزاز الأمريكي ذاته. اليوم، نعيش في دائرة إقليمية وعالمية لم تعد كما السابق، من ناحيتين، الأولى أن الصراعات كثرت، فبداية أحداث غزة لا تزال مستمرة بل وتشتد، وهي بلا شك، إلى جانب الناحية الإنسانية والإسلامية، تؤثر فينا سياسياً وأمنياً وعلى جميع الأصعدة، هذا فضلاً عن الحرب الروسية – الأوكرانية التي لا تزال رحاها تدور، ليس في المنطقة فقط، بل عالمياً، فضلاً عن أحداث تركيا الأخيرة والتوترات التي تشهدها، بالتالي فإننا أمنياً، وسياسياً، نحتاج إلى مزيد من التواجد الدولي، وألا نترك الملفات الدبلوماسية عالقة، بل علينا حلها أولا بأول.
من الناحية أخرى، وهي إيجابية بلا شك، بأن اخواننا وأشقاءنا، يسيرون في ركب التنمية والتطور والعمران، والسياحة وغيرها بسرعة كبيرة ومستحقة بلا شك، مما يثلج صدورنا، إلا أننا خارج هذه الدائرة للأسف، ولم نستطع أن نواكب هذا التطور، رغم بعض التحركات والمحاولات.
انشغلنا أخيراً بملفات داخلية، غيَّبتنا عن الساحة الدولية إلا فيما ندر، فلم نستطع أن نحافظ على دورنا السابق في دولة وسيطة ومهمة في ملفات المنطقة، بل استمر تراجعنا الدولي إلى درجة أننا كنا بحاجة لأكثر من ٦ أيام حتى نرد على الإدارة الأمريكية عبر سفيرتنا في الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح، ثم تبعها تصريح من «الخارجية».
ورغم أنني لن أنكر جهود الدبلوماسية الكويتية، فإن ما شهدناه من استفزاز أمريكي أخيراً، أكد أن الإدارة الأمريكية تنوي، وإن لم تعلن، أن تستغل حرب التحرير ربما لكسب مكاسب مالية منا، الأمر الذي كان يتطلب أن يكون ردنا سريعاً، حازماً وصارماً، حتى لا نعطي تلك الصورة المغايرة للواقع بأننا الدولة الضعيفة التي يمكن استغلالها ببساطة، وإرغامها على دفع مكاسب مالية لدول أخرى، فالرد الحازم في أول استفزاز، كان سيكون كفيلاً بأن يجنبنا الكثير من الاستفزازات المقبلة، كلما رغبت الإدارة الأمريكية أن تلوِّح بورقة تحرير الكويت.
وختاماً.. علينا العمل سريعاً، حتى لا نكون متأخرين عن التنمية في المنطقة، ولا عن تجنب آثار الصراعات الإقليمية، ولا عن الملفات الدبلوماسية، وكلنا ثقة بأن الحكومة مدركة لضرورة العمل سريعاً.