عروبة الإخباري –
في عالم الإعلام حيث تتلاقى السياسة بالمجتمع، وتتجلى القضايا الروحية وسط زخم الأخبار، تتجلى إبداعات الإعلامية لارا نون، مثل صوت ينساب بين الحقائق بموضوعية واحتراف، حاملةً شعلة النور بين ركام العتمة، وقد استطاعت بمهارتها الفريدة أن تلامس القلوب والعقول معًا، إذ لا تكتفي بنقل الخبر، بل تضيف إليه لمسة إنسانية تُشعر المستمع بأنه جزء من الحدث لا مجرد متلقٍّ.
مما لا شك فيه بأن لارا، قد أبدعت في تغطية المواضيع الأكثر حساسية، بدءًا من السياسية الساخنة التي تشغل الرأي العام، مرورًا بالقضايا الاجتماعية التي تعكس هموم المواطن، وصولًا إلى المسائل الروحية التي تمنح الإنسان لحظة تأمل وسط صخب الحياة، ولم يكن إبداعها في هذا المجال محض صدفة، بل هو نتاج شغفها بالبحث عن الحقيقة وسعيها لنقلها بأسلوب يرتقي بالذائقة الإعلامية.
ومن بين أعمالها اللافتة، تميّزت لارا بسردها الرائع، ل”تساعيّة الطوباوي الأخ أسطفان نعمه”، حيث قدمت روحانيته العميقة بأسلوب سلس وبديع، جعلت من قصته نبراسًا للمؤمنين، وأبرزت معاني الإيمان والصبر في مواجهة تحديات الحياة. فبكلماتها الحيّة، استطاعت أن تنقل المستمع إلى عالم من الصفاء الروحي، حيث تصبح الكلمة صلاة، والعبارة تجلّيًا للحق.
وفي ختام مسيرتها الإعلامية الحافلة بالأمل والنور، توجهت لارا نون، بالتهنئة بمناسبة عيد الفطر السعيد، واختارت أن تخاطب جمهورها ببيت من الشعر، يعكس رؤيتها العميقة للحياة:
نَبقى على أمـلٍ بأنَّ غدًا لنا… مهما العواصِفُ مزّقتْ مَسعاهُ
يا عيدُ جِئْتَ ونحنُ نحملُ صبرَنا… ما خانَنا باللهِ يومٌ رجاهُ
فعسى الغدُ الآتي يُضيءُ دروبَنا… ويَعودُ العيد بعدَ جفاهُ
كلُّ عامٍ وأنتمُ في عِزِّكُم… والوطنُ يسمو
كلماتها هذه لم تكن مجرد تهنئة عابرة، بل كانت رسالة تفاؤل، تعكس إيمانها العميق بأن الأمل يبقى رغم العواصف، وأن العيد هو رمز للتجدد والانتصار على الألم.
الإعلامية، لارا نون، هي صوت يحمل بين طياته نبض الناس، ويترجم أحلامهم وهواجسهم، ويبث الأمل في القلوب التي أنهكها الانتظار. فهي بحق، سفيرة الحقيقة والإنسانية، التي تنقل الحدث برؤية تتجاوز السطحية، لتصل إلى جوهر الإنسان وروحه.