عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
قال عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين “الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وأنتظار نتائج مختلفة” وهذا ما ينطبق تماماً على وضع العرب بشكل عام في صراعنا مع الكيان الصهيوني بما في ذلك الوثوق بالضامن الامريكي لعملية سلام في الشرق الاوسط .
ذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غاراتها على قطاع غزة اليوم الثلاثاء وقالت ليفيت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز “تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلةالماضية” حيث استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة الفلسطيني في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 18/3/2025 ، وذلك بعد توقف استمر نحو شهرين مخلفا اكثر من اربعمائة شهيد اغلبهم من النساء والأطفال والمدنيين الامنين وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “مثلما أوضح الرئيس ترامب فإن حماس والحوثيين وإيران وكل من يسعى لإرهاب ليس “إسرائيل” فحسب حسب وصفها، وإنما الولايات المتحدة أيضا سيدفع ثمنا باهظا، ستُفتح أبواب الجحيم” .
وسبق أن أصدر ترامب تحذيرا علنيا مستخدما كلمات مماثلة، قائلا إن على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى في غزة وإلا “فستفتح أبواب الجحيم على مصراعيها” وواجه ترامب استنكارا أيضا بسبب خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة وفرض سيطرة أميركية على القطاع وتقول منظمات حقوقية والأمم المتحدة وفلسطينيون ودول عربية إن اقتراح ترامب -والذي وصفه بأنه خطة لإعادة تطوير القطاع- يصل إلى مستوى التطهير العرقي .
الرئيس الامريكي دونالد ترامب لطالما تفاخر بانه استطاع وقف حرب الابادة الجماعية على قطاع غزة الا انه قد عاد واظهر وجهه الصهيوني الاجرامي الحقيقي وما فعله في السابق هو فقط لشراء الوقت من خلال اتفاق وقف اطلاق النار الذي اعلن عنه والمتضمن ثلاث مراحل حيث وافق عليه جميع الاطراف بضمانة من الوسيطين القطري والمصري بالاضافة الى الضمانة الامريكية والذي هو مقترحها في الاساس استطاع الكيان الصهيوني استعادة عدد من اسراه الا ان الكيان الصهيوني وخلال المرحلة الاولى كان دائم التنصل من بنود الاتفاق على عكس المقاومة الفلسطينية التي التزمت بكافة بنود الاتفاق بحذافيرها ليعود ليصدر النتن ياهو تعليماته للمنسق الامريكي ستيف ويتكوف بغييرات جوهرية في بنود الاتفاق الذي سارع بدوه الى تبنيها تبني اعمى وهذا ما يشكل نقضاً للمعاهدة بشكل عام .
اود ان اذكر هنا باتفاق اوسلو قبل ثلاثين عاماً والذي تم ايضاً بالرعاية الامريكية وكان في الاساس على قاعدة قرار مجلس الامن 242 والقاضي بانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني الى حدود الرابع من حزيران 1967 واقامة دولة فلسطينية الى جانب ما يسمى بدولة الكيان الصهيوني وفق مراحل على ان لا تتجاوز الخمسة اعوام هو ما روجت له الولايات المتحدة الامريكية بما عرف بحل الدولتين والذي عاد الكيان الصهيوني للتنصل منه حيث نص إعلان المبادئ للاتفاق الذي تم بالرعاية والضمانة الامريكية على إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي فلسطينية ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، للوصول إلى تسوية دائمة بناء على قراري الأمم المتحدة 242 و338 بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية ولم يلتزم الكيان الصهيوني باي من بنودها ولم تحاول الادارات الامريكية المتعاقبة الزام الكيان الصهيوني على الالتزام ببنودها بل على العكس تماما عملت جاهدة على تخليص الكيان الصهيوني من اية التزامات او تعهدات او مواثيق بطرق ابسط ما يمكن وصفها بالوقحة والاحتيالية اذ ان الولايات المتحدة وخلال تاريخها لم تفي باية تعهدات قدمت لا دولة عربية بل على العكس تماما فهي لم تنهي اي صراع بل اينما حلت تكون هناك حرب واستيلاء على ثروات ومقدرات الشعوب بدون ان نحاول طردهم من المطقة فمع كل التكرارات التي سعت اليها كافة الدول العربية في نحاولات تجنب الصدام مع الولايات المتحدة الصهيوامريكية والتي لم تجر الى المنطقة بشكل عام سوى المزيد من التبعية والاستسلام ومحاولاتها عدم اغضابها وتكرار محاولاتنا بدون ان نغير اي من عناصر المعادلة ليس غباءً بالتأكيد كما قال انشتاين بل ان فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وأنتظار نتائج مختلفة بل انه الخيانة.. فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..!
لا عهد لهم.. الوثوق بامريكا خيانة..!
17