أكّد السفير الصيني تشن تشوان دونغ أنّ العديد من إجراءات الإصلاح والتنمية الصينية تتوافق بشكل كبير مع احتياجات الأردن لدفع عجلة التحديث؛ لافتًا إلى أنّ هذا العام يشهد الذكرى العاشرة لتأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن، كما تربط الصين والأردن علاقات اقتصادية متكاملة وصداقة عميقة وأفق واسع للتعاون، إذ سيكون البلدان شريكين قويين في ذلك، كما أنّ الصين على استعداد للعمل مع الأردن لتعزيز التنمية المشتركة، بما يعود بالخير على الشعبين، ويسهم في السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي وقدّم فيه نبذةً عن أهمّ أعمال ومخرجات دورتي الصين السنويتين: دورة مجلس النواب الصيني، ودورة المجلس الاستشاري السياسي، لهذا العام، واللتين اختتمتا؛ باعتبارهما أجندة سياسية مهمة، يتم وفقها رسم خطوط تنمية الصين في العالم الجديد، ونافذة مهمة للعالم لفهم سياسات الصين الداخلية والخارجية.
وتحدث تشن عن الجلسة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي انعقدت في العام الماضي، مؤكدًا أهمية وضع ترتيبات استراتيجية لتعميق الإصلاحات الشاملة ودفع التحديث الصيني النمط.
وقال إنّ «الدورتين» لهذا العام، وخاصة تقرير عمل الحكومة، وضعتا الخطة التنفيذية لمخرجات مؤتمر الحزب، والمتكونة من خمس نقاط رئيسية، هي: تنمية عالية الجودة، وتعميق الإصلاح والانفتاح، وتغليب مصلحة الشعب، والديمقراطية الشاملة بكافة مراحلها، ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
التنمية النوعية وقال السفير تشن إن الصين ستعمل على تعزيز تنمية عالية الجودة؛ ففي عام 2024، ازداد الناتج المحلي الإجمالي الصيني بواقع 5% وبقيت نسبة إسهامه في نمو الاقتصاد العالمي عند 30%، كما شهدت قطاعات الصناعة تطورًا نوعيًّا، إذ بلغت القيمة الإضافية للصناعة مع التكنولوجيا العالية وصناعة المعدات 8.9% و7.7%. كما تحققت منجزات جديدة في مجالات الدوائر المتكاملة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الكمية وغيرها، وتجاوز الإنتاج السنوي لمركبات الطاقة الجديدة 13 مليون سيارة، وبلغت القدرة المركبة الجديدة للطاقة المتجددة 370 مليون كيلوواط.
وتحدث تشن عن أهمّ التطلعات الصينية في 2025 والتي تتركز فيها أهداف الصين الاقتصادية الرئيسية على تحقيق زيادة الناتج المحلي إلى 5%، وتنفيذ «سياسة مالية أكثر استباقية»، و”سياسة نقدية متعدلة التيسير»، واتخاذ عدد من الإجراءات في جوانب تحفيز الاستهلاك بشكل قوي ورفع منفعة الاستثمار، كما سيتم إصدار السندات الحكومية الطويلة الأجل بقيمة 300 مليار يوان لدعم استبدال السلع القديمة بالجديدة.
قطاع الطيران وأكّد السفير تشن عمل بلاده على تطوير قطاع الطيران الفضائي التجاري والاقتصادي في الارتفاعات المنخفضة والتصنيع الإحيائي و”التكنولوجيا الكمومية» والذكاء الاصطناعي والجيل السادس للاتصالات وغيرها، وكذلك تمكين المؤسسات الابتكارية بشكل تدريجي، حيث ستعمل الصين بكل الإمكانات في مجال الاقتصاد الرقمي وتدفع بـ «الذكاء الاصطناعي+»، من خلال بذل جهودها في تطوير المركبات الذكية والمتصلة بالإنترنت وهواتف وكمبيوترات الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية وغيرها من الجيل الجديد من المنتجات والمعدات.
وقال إننا سنستمر في تنفيذ استراتيجية النهوض الوطني من خلال العلم والتعليم، والارتقاء بكفاءة المنظومة الابتكارية الوطنية، كما سنعمل على تسريع التحول الأخضر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تعميق الإصلاح وأكّد تشن مواصلة الصين العمل على تعميق الإصلاح على نحو شامل وتوسيع نطاق الانفتاح، وتكثيف الحكومة الصينية جهودها الإصلاحية في المجالات الأساسية، بما يخلق بيئة أعمال أكثر عدالة وديناميكية، كما ستواصل أيضًا تعميق إصلاح الشركات الحكومية، واتخاذ خطوات حازمة لتطبيق القوانين واللوائح والسياسات المصممة لتحفيز نمو القطاع الخاص، وسيتم التركيز على إصلاحات النظام المالي والضريبي، وتأجيل تسديد بعض ضرائب الاستهلاك إلى مراحل لاحقة، وتخصيصها للحكومات المحلية.
وفي المجال التعليمي، قال السفير تشن إنّ بلاده ستبحث مجانية التعليم ما قبل المدرسي، وفي مجال الصحة، سيتم العمل بعمق في إصلاح المستشفيات الحكومية على أساس الرفاهية العامة.
الاستثمار الأجنبي وتابع تشن: في العام الماضي، كثفنا جهود الانفتاح الأحادي ووسعنا نطاق الدول التي يُعفى مواطنوها من تأشيرة الدخول إلى الصين من جانب واحد، ونعمل على تشجيع الاستثمار الأجنبي وتعزيز تمويل الشركات الأجنبية، والدفع البنّاء العالي الجودة لـ”الحزام والطريق»، وذلك بتنفيذ المشاريع النموذجية الكبيرة والمشاريع «الصغيرة النافعة» لرفع معيشة الشعب، وتعميق التعاون الاقتصادي الثنائي والمتعدد الأطراف والإقليمي، إضافةً إلى تنظيم معارض مهمة، مثل المعرض الدولي للاستيراد ومعرض كانتون ومعرض تجارة الخدمات ومعرض التجارة الرقمية ومعرض السلع الاستهلاكية، وغير ذلك، مما تشارك به الصين في فرص التنمية العالمية.
وأكّد السفير تشن أنّ الصين تلتزم بوضع شعبها في المركز؛ من خلال سعيها هذا العام إلى إبقاء البطالة قرابة 5.5% في المدن، وتوفير فرص عمل لأكثر من 12 مليون شخص، ومواكبة زيادة دخل السكان مع النمو الاقتصادي، كما سيتم تقديم التعليم المجاني قبل المدرسي تدريجيا، وتنفيذ حملة واسعة في تدريب المهارات المهنية، وتشكيل نظام توزيع أجور باتخاذ مستوى مهارات العاملين اتجاها مرشدا في مجال الضمان الاجتماعي، وزيادة متوسط نصيب الفرد من المنحة المالية للتأمين الصحي، ورفع الحد الأدنى لاستحقاقات المعاشات الأساسية، ليستفيد منها 320 مليون شخص.
وقال تشن إنّه ولحل مشاكل الكبار والصغار سناً، سنقوم بتطوير الخدامات الذكية لرعاية المسنين، وتوفير خدمات رعاية المسنين في منازلهم، ووضع سياسة لتشجيع الإنجاب، وتوفير البديل لتربية الأطفال، لتخفيف أعباء العائلة لتربية الأطفال وتعليمهم.
تعزيز الديمقراطية وقال إنّ الصين ستطبّق الديمقراطية الشاملة بكل مراحلها؛ مؤكدًا أنّ الديمقراطية قيمة مشتركة للبشرية، وهي أنسب أشكال الديمقراطية للصين، كما أنّ «الدورتين» هما نموذجان لهذه الديمقراطية؛ إذ حضرهما هذا العام 3000 نائب من المجلس الوطني لنواب الشعب وأكثر من 2000 عضو في المؤتمر الاستشاري السياسي الصيني من خلفيات متنوعة، ومنهم رجال أعمال وأكاديميون، وعمال ومزارعون، يمثلون صوت الشعب في المنصة العليا لمناقشة شؤون الدولة، ويدمجون تطلعات الشعب في صنع القرار.
وقال إنّه تم جمع ما يقارب 4000 اقتراح وأكثر من مليوني رأي عبر الإنترنت لصياغة تقرير عمل الحكومة؛ فعلى مدار العام الماضي عقدت اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي 85 جلسة تشاورية، وطرحت أكثر من 6000 مقترح و 99.9% منها تم التعامل معها.
وأكد السفير تشن أنّ بلاده ستعمل على بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، فخلال العام الماضي دخلت الدبلوماسية الصينية على مستوى القمة مرحلة جديدة، بما يقدم توجيهات استراتيجية لتعزيز بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، كما حضر الرئيس شي جينبينغ مؤتمر إحياء الذكرى الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وقمة بكين للتعاون الصيني الإفريقي، ومنتدى التعاون الصيني العربي، بما شكّل فارقة تاريخية جديدة لصعود الجنوب العالمي.
القضايا الساخنة وقال تشن إنّنا في عام 2025، سنواصل تسوية القضايا الساخنة بحلول صينية، ودفع التسوية السياسة للأزمة اللأوكرانية، والعمل على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يعزز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط؛ إذ تسعى الصين إلى تحقيق التعددية القطبية المتصفة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالمنفعة العامة والشمول، ودفع تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية. وقال إن بلاده ستدافع عن التعددية الحقيقية وتعزز الحوكمة العالمية على أساس التشاور والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة.
وستقيم سلسلة من الفعاليات الكبيرة، مثل قمة منظمة شانغهاى للتعاون وغيرها، وفي عالم مليئ بالمتغيرات والاضطرابات، ستستمر الصين في تقديم فرص جديدة للعالم بالتنمية الجديدة الصينية وستسهم باليقين الصيني في ضمان استقرار العالم.