صدر حديثًا كتاب «صور تراثية لرجالات عشائر الدبابنة»، من تأليف برهم يوسف هيشان المعشر الدبابنة، مقدّمًا الكتاب بالوقوف إجلالًا واحترامًا لجيل مضى تاركًا إرثًا من الآباء والأحفاد الرائعين، فلقد كان كلّ واحدٍ منهم مدرسة في الأخلاق والأمانة والطيبة التي رحلت معهم.
وقال المؤلف إنّ مدينة السلط العريقة والغالية على قلوبنا جميعًا والتي جذورها ضاربة في عمق التاريخ وأفرزت الكثير من أصحاب الدولة والأعيان والأدباء والمفكرين ورجال السياسة والفكر والتاريخ، تستحقّ منّا الاحتفاظ بها وبرجالاتها وبصانعي أمجادها، فهي تستحق الذكر بما قامت به من أدوار ريادية في حياة السلط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية. ومن هنا نرى أن العمل يجمع بين المعرفة الحقيقية بشجرة العائلة وفروعها وتنظيمها وتبويبها وحفظ جميع المعلومات والبحث والتمحيص والتدقيق والتوثيق من شيوخ العشيرة قبل ?ا يزيد عن قرن ونصف القرن، وهذا يتجلى في مساهمتهم في خدمة الأجيال القادمة، حيث يذكرنا ذلك بعراقة أصولنا وطيب منبتنا.
وحول الكتاب، قال برهم المعشر إنّه حقق حلمًا كان يراوده من أحلام الأجداد الأولين الذين كانوا ينادون بتوثيق العشيرة ليكون لنا مرجعًا تاريخيًّا، معتقدًا أنّ هذا الحلم قد تحقق، داعيًا إلى التوثيق لرجالات السلط التي ما كانت يومًا إلا شعلة بددت ظلمة الجهل بتخريج أفواج من أبنائها، وأنارت سبل العابرين إلى المجد.
وحول صور الكتاب، قال برهم المعشر إنّ من الأمور التي تثير عواطفنا وتنعش ذكرياتنا ووجداننا عن الماضي، مشاهدة الصور القديمة والتاريخية للعشيرة والأهل والأقارب، وبخاصة إذا كانت منذ عهود مضت، والماضي هو الخليط من الذكريات الجميلة والمرّة والوعود والعثرات والانتصارات لصور الأجداد والآباء والأقارب الراحلين، ومن هنا، فالذكريات هي التي تدفعنا لكي نكمل المسيرة، مسيرة الأجداد والآباء ونتمم مسيرة الحياة والعطاء. وقال برهم المعشر إنّ هذه الصور القديمة لأجدادنا من عشائر الدبابنة ما هي إلا نتاج جهود مضنية وسنوات طويلة من?الإعداد والتصوير والبحث والانتظار، والتي لطالما أحبّ أن يجمعها في كتاب خاص للعشيرة، لتكون ذكرى عطرة وجميلة.