عروبة الإخباري – بقلم د. فلك مصطفى الرافعي –
كلما تلبّدت اجواء المدينة بالغيوم السوداء ،و سأل احدنا من الخائفين على إستقرار البلد آتاه الرد القاتم ” الوضع على كف عفريت ” .
و يا ليته تفسيريا هو كذلك لهان الامر لان العفريت في النص الفقهي يكون بسياق السرد مؤمنا او على الاقل ( طائعا ) ..
و في المنهج القرآني البليغ فإن ” الشيطان ” هو المخلوق من الجن الذي يأتمر بتعليمات جده الاول ” إبليس ” فتاتي الإستعاذة دائما بالله سبحانه و تعالى من ( الشيطان الرجيم ) ليحل الجواب الاقرب الى الاحداثية السلبية … ” على كف شيطان ” ..
و فيما يجري و يُخطط له من مكائد و تداعيات لسجن طرابلس ـ فيحاء المدن العربية ـ في قمقم التخلف و الاحتراب و التدهور ، و جعل اكبر كمّ من نسائها ارامل و تنذر اكثر اطفالها ليكونوا برسم اليتم المبكر و لتكون تجارتها تقتصر على الاعانات المشروطة و التي لا تقارب ابدا ( إعطاء الصنارة ) بل الوقوف يوميا في طوابير الذل و القهر من اجل سمكة ليست طازجة و إنما مجلدة ضمن ” صناديق البريد ” التي ترد يوميا من اربع رياح الارض ….
” على كف عفريت ” و بصورة عفوية و من قراءات يومية و تفاصيل فقد علمت ان ثمن الرصاص المستخدم في مناسبات عدة و مختلفة و التي تصيب الشعب الآمن ، و القنابل التي تُرمى في مجرى نهر ” ابو علي ” المتجفف لاصابتنا الصعقة و الصفعة بان مليارات قد صُرفت و تُصرف ” بدل عن ضائع ” على شرائها و إستعمالها …
مليارات ” على كف شيطان ” ينفقها أكفانا و قبورا و عاهات و تشرّد…
مليارات ” على كف شيطان ” يصرفها في تأجيج احقاد موروثة و تأليب الاهواء المذهبية و الطائفية و المناطقية..
مليارات لو اخذت طريقها بواسطة ( كف ملاك ) لأنضجت عشرات المصانع ،و عبّدت الطرقات و ردمت الحفريات و أقامت مجتمعا مكتفيا على الاقل يملك ( شئ يخاف عليه ) فلا يكون عبدا لطاغوت المال يحركه و يحرك بندقيته نحو المجهول لاخذ المدينة نحو الاجهل …
مليارات لو صُرفت على إنشاء المدارس ، لان نسبة الامّية الاعلى في لبنان و ربما في ربوع الوطن العربي السعيد هي في منطقتنا …
” على كف شيطان ” و نحن تطالعنا الوجوه الفقيرة التي تجري وراء الرغيف بسرعة تفوق سرعة ( الدولاب ) …
…. على ” كفيّ ابليس ” و تلسعنا الالسن من كل الاطراف بانها بريئة من الفتنة و من إشعال الفتيل ، ربّما على صدقية إستنسابية ما يقولون ، فمن المسؤول ؟ و من هي الأجهزة الغريبة عن بيئتنا و معتقدنا و اخلاقنا التي تطلق صافرة إشعال الفتيل ؟؟
من هم شياطين الانس التي تدفع هنا و هناك لتشاهد ابشع مسلسلات الموت المتنقل و خطف ارواح السذج الذين ينفذون خطة ” لعق المبرد ” حتى آخر قطرة دم من اجسادهم و جسد المدينة و تاليا الفتنة الجوّالة التي قد تعصف لاحقا بكل المناطق ؟؟ عن ( الشيطان ) ….. ابتروا كفيه، لتبقى فيحاء الوطن الكبير وارفة بكل ابنائها ، مطمئنة بكل تعاليمها ، قانعة بكل لغاتها التي تخاطب دائما و إن اختلفت الطرق إلها واحدا …
إتقوا الله سبحانه وتعالى ( يا شياطين الانس) بهذا الوطن قبل دخوله في مستنقع الإمارات الصغيرة و الكانتونات الفاشلة ..
و عذرا من عفريت سيدنا ( سليمان ) ، مثلما إعتذرنا من الذئب المتهم بأكل سيدنا ( يوسف ) و كلاهما بريء مما فعله الشياطين !!….
تصبحون على نصر من الله