عروبة الإخباري –
في حديث خاص لـ “ملح الأرض“، أكدت الصحفية والكاتبة رُلى السماعين، المتخصصة في شؤون الحوارات والسلم المجتمعي، أن الإعلامية اليوم باتت قوة مؤثرة في تشكيل الرأي العام وصناعة التغيير، متجاوزةً التحديات التي كانت تُعيق حضورها في الماضي. وقالت السماعين “لم يعد دور الإعلامية مقتصرًا على نقل الأخبار، بل أصبحت تقود حملات توعوية وتُشارك في صناعة القرار الإعلامي، مستخدمةً المنصّات الرقمية لنقل الحقيقة بمهنيّة ووضوح، ولقد انعكس هذا التطور على جودة المحتوى الإعلامي، حيث أضافت المرأة بُعدًا إنسانيًا وتحليليًا أعمق للقصص الخبرية، مما عزز دور الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي في المجتمع.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الصحفية في الشرق الأوسط، أشارت السماعين إلى أن الصحفيات يُواجهن صعوبات سواء في الميدان أو داخل المؤسسات الإعلامية. وأوضحت قائلة لـ “لح الأرض “في الميدان، تواجه الإعلامية مخاطر أمنية مضاعفة، خاصة في مناطق النزاع، حيث تتعرض لتهديدات مباشرة تشمل التحرّش والاستهداف العنيف، كما أن الفُرص المُتاحة لها لتغطية الأحداث الكبرى لا تزال أقل مقارنةً بالصحفيين الرجال، بسبب بعض الأفكار النمطية التي تُشكك في قدرتها على التعامل مع الظروف الصعبة إضافة إلى ذلك، تواجه الصحفية ضغوطًا اجتماعية عند تناول القضايا الحساسة، مما يفرض عليها تحديًا مضاعفًا لإثبات مهنيتها وجدارتها.
أما عن مسيرتها الصحفية، فقد أكدت السماعين أن تميزها في مجال الحوارات الدينية والسلم المجتمعي لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة سنوات من العمل الجاد، والالتزام بالمهنية، والسعي المُستمر لإيصال الحقيقة بموضوعية وأضافت “منذ بداياتي، اخترت التركيز على بناء جسور التفاهم بين أطياف المجتمع، إيمانًا مني بأن الصحافة هي الأداة الأقوى لترسيخ ثقافة السلام وكان تكريمي كـ ’صانعة سلام‘ عام 2023 تتويجًا لهذا المسار. كما أن مؤلفاتي، التي تتناول قضايا السلم الاجتماعي والتعايش، تُمثل قناعاتي العميقة بمحوريّة الحوار والتسامح في بناء المجتمعات.
وختامًا، شددت السماعين على أن الصحفية ليست في منافسة مع الرجل، بل هي شريك أساسي في بناء الأوطان، سواء داخل الأسرة أو في سوق العمل، مؤكدةً أنّ الكلمة الصادقة قادرة على تغيير الواقع وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.