بيان صادر عن اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطينية
بمناسبة الثامن من آذار/ يوم المرأة العالمي
(بجراحنا النازفة.. نرسم خارطة الوطن)
أخواتنا المناضلات في كلّ بقاع الأرض،
يا أمهات الشهداء والأسرى، يا نساء فلسطين الحاملات لهويتها كالسيف، يا صانعات الحياة تحت سقوف الموت:
في يومكن العالمي، نرفع أصواتنا عالياً من تحت الركام، ومن خلف قضبان السجون، ومن قلب المخيمات المحاصرة، لنقول للعالم: إن نضال المرأة الفلسطينية ليس مجرد حكاية بطولة، بل هو تاريخٌ حيٌّ يُكتب بدماء الأمهات اللواتي يدفن أطفالهن بيديهن، وبصمود الفتيات اللواتي يتمسكن بتراب الوطن كأنها تذكارات من الجنة. إننا، في اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطينية، نحييكن ونقسم أن نبقى درعاً للوطن حتى التحرير.
من غزة التي تطحنها آلة الإبادة الصهيونية، إلى جنين وطولكرم وكل قرى ومدن ومخيمات فلسطين حيث تنتهك الانسانية ليل نهار، تواجه المرأة الفلسطينية حرباً وجودية لا تُبقي ولا تذر. أمٌّ تلد طفلها على حطام بيتها، وفتاةٌ تبحث عن اخيها او ابيها بين الجثث، وطبيبةٌ تعالج الجرحى بقطرات ماءٍ وآخر ما تبقى من إرادة… هذه ليست مشاهد من فيلم، بل هي يوميات امرأة فلسطينية تحاصرها جرافات الاحتلال، وتسرق منها الأحلام، لكنها ترفض أن تسرق منها الكرامة.
نحن لسنا ضحايا ننتظر الشفقة، بل مقاتلات يضرب بهن المثل في التحدي. ففي زوايا البيوت المدمرة، نبني مدارس لتعليم الأطفال فالانتماء ليس شعاراً، بل جذوراً تغرس في القلب. وفي ساحات المواجهة، نُذكر العالم أن المرأة الفلسطينية هي من حولت الحجر سلاحا، والدم شهادة، والدموع وقوداً للثورة. نحن من نحمل مفتاح العودة في جيوبنا، ونحفظ قصص الأرض كأنها أناشيد تغنى للأحفاد.
ندعو نساء العالم إلى الوقوف معنا، ليس بالكلام، بل بفضح جرائم الاحتلال التي تستهدف الإنسانية جمعاء. فكما تناضل المرأة في الغرب ضد العنف الجندري، وكما تواجه نساء الجنوب استغلال الرأسمالية، يجب أن تثورن ضد دعم الأنظمة التي تمول قتلة أطفال غزة وفلسطين. لا يمكن أن نحتفل باليوم العالمي للمرأة بينما تغتصب فلسطين كل يوم، وتباد عائلات بأكملها تحت ذرائع كاذبة.
نرفض أن يختزل دورنا في “الدعم الخلفي” أو “التضحية الصامتة”. فتاريخنا يقول إننا كنا دوماً في الصفوف الأولى: في انتفاضات الحجارة، وفي ساحات الاعتقال، وفي حملات المقاطعة العالمية. لذا فاننا نطالب بتمكين المرأة فلسطينياً في كل المجالات، وأن نكون في قلب صنع القرار، لأن تحرير الأرض لا يكتمل إلا بتحرير إرادة أبنائها وبناتها.
لن ننسى شهيداتنا اللواتي سقطن ليخلدن اسم فلسطين في سجل الخالدين، فدمائهن الطاهرة ستبني مستقبلاً حراً.. لا مكان فيه للاحتلال
عاشت المرأة الفلسطينية حارسة الأرض والذاكرة
اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطينية