عروبة الإخباري – بقلم نزهة عزيزي من فرنسا –
فاتن الفازع هي كاتبة تونسية أثارت جدلاً واسعًا في الساحة الثقافية التونسية والعربية. وُلدت في تونس العاصمة، وبرزت كأحد الأصوات الأدبية الجديدة التي تلامس قضايا المجتمع، الهوية، والمرأة. تتميز كتاباتها بأسلوبها الجريء والابتكاري، مما جعلها محط اهتمام العديد من القراء والنقاد. ما لفت إنتباهي ليس فقط أعمالها الأدبية بل طرحها الاخير على وسائل الإعلام التونسية ومحطة الحوار التونسي تحديدا في نقذها اللاذع لمنصة تيكتوك وعلى خطر هذه المنصة على تربية الاجيال التي تعيش من خلال هذه المنصة حالة من إنهيار القيم التي تشجع الربح السريع دون جهد ولا تكليف وتبرر فاتن موقفها من هذه المنصة بأنها تحطم قيمة العمل والكد وتدفع الابناء لمقارنة حياة مشاهير التيكتوك بحياتهم ، فالربح السريع والشهرة والاشهار بالرفاهية نتيجة العمل في هذه المنصات ضرب سلم القيم الاسري التربوي في الصميم وأصبح المؤثر هو القدوة والاخطر عندما يكون هابط المحتوى. وترفض فاتن رفضا باتا أن تسجل حسابها على منصة تيك توك لأنها لاتعبر عن قيمها ولا عن تطلعاتها ككاتبة ناقدة للمجتمع ومعبرة عنه في نفس الوقت، وتذهب فاتن بعيدا في انتقادها إلى مطالبة السلطات التونسية بمراقبة محتوى هذه المنصة في تونس. وهنا يمكن أن أضيف أن هذه المراقبة يجب أن تمس كل البلدان العربية لأن العولمة اليوم تدخل لكل بيت بقيم جديدة لم تكن الأسرة والمجتمع العربي مجهز لها. لذلك وجب التصدي لها بأبتكار وسائل التوعية والتحسيس في الاسرة والبيت والمجتمع الجمعوي ووزارات الثقافة والتعليم. عندما ندرك أن منصة تيكتوك هي من صناعة صينية وأن الصين تراقب بشدة المؤثرين والمحتوى في الصين بينما تنفث الرذيلة في باقي العالم.
تُعتبر فاتن الفازع واحدة من الكُتّاب الذين ساهموا في إحداث تغييرات في المشهد الأدبي التونسي. تتمحور أعمالها حول موضوعات حساسة ومهمة مثل حقوق المرأة، الحرية، والهوية الثقافية، مما جعل كتاباتها تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى القارئ العربي بشكل عام. لقد تمكنت من جذب انتباه وسائل الإعلام والنقاد، مما ساهم في تعزيز موقعها كأحد أبرز الكتاب العرب في عصرنا.
من بين العناوين التي حققت نجاحًا كبيرًا، يمكن الإشارة إلى:
“بقايا أحلام” تتناول الرواية الصراعات الداخلية التي تواجهها الشخصيات في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية المتغيرة في تونس.
“صوت النساء” عمل أدبي يركز على تجارب النساء في المجتمع التونسي، مما يسلط الضوء على قضايا التمييز والظلم.
“المدينة المفقودة” رواية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمان والمكان، تعكس التغيرات التي طرأت على المجتمع التونسي،يمكن تلخيص سر نجاح فاتن الفازع في عدة نقاط :
المرأة في الطرح: تعالج موضوعات قد تكون محظورة أو غير مريحة في المجتمع، مما يجعل صوتها فريدًا ومؤثرًا بأسلوب أدبي متميز تعتمد على لغة شاعرية وسلسة، تجمع بين البساطة والعمق، مما يسهل على القارئ التواصل مع النصوص.
قربها من القضايا الاجتماعية تتناول قضايا حية ومؤثرة، مما يجعل أعمالها تعكس الواقع الذي يعيشه الناس، وبالتالي تخلق صلة قوية مع قرائها.
فاتن الفازع ليست مجرد كاتبة، بل هي صوتٌ يعبر عن تحديات العصر الحديث، ويعكس هموم المجتمع التونسي والعربي. بفضل أسلوبها الفريد وموضوعاتها الجريئة، تمكنت من ترك بصمة واضحة في الساحة الأدبية، مما يؤكد على أهمية الأدب كوسيلة للتغيير الاجتماعي والثقافي
“فاتن الفازع: إنجاز أدبي مذهل وانتقادات حادة لمنصة تيك توك”
23
المقالة السابقة