عروبة الإخبار –
الدستور – رنا حداد –
المفكر والباحث محمد علي الرماضين مؤلف الموسوعة التربوية ( الابناء هبات وامانات ) حاصل على شهادتين دكتوراه فخرية لاسهاماته في المجال التربوي وحاصل على شهادة شكر وتقدير من الزمالة الدولية للابداع والعلوم الانسانية ذات الصفة الدبلوماسية بمنح اوسكار الابداع لافضل شخصية مؤثرة لعام 2024.
والموسوعة جاءت في ثمانية عشر مجلدا تعبر عن طرق تربية الابناء اسلاميا وحل النزاعات الاسرية والخلافات بين الاباء والابناء ونقول اسلاميا لتوضيح التربية الاسلامية ولكن هذه الموسوعة هي للعالمين وليست للمسلمين فقط وفيها حلول للمشاكل التربوية بطرق سليمة وصحيحة وسهلة بالاتفاق على الجوهر فاساس التربية اولا حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم ياتي بعدها تعزيز القيم الاخلاقية في نفوس الابناء وهي منظومة القيم الاخلاقيه التي اجمعت عليها جميع الشرائع ومختلف المجتمعات واكدها الدين الاسلامي وصاغها بطرق صحيحة لسمو الانسان وارتقائه.
ولندرك قيمة التربية يجب ان ندرك ان الاسرة اساسا هي اللبنة الاساسية في المجتمع وسلامة الاسرة وترابطها ومحبتها وتماسكها يسهم بشكل كبير واساسي في ترابط المجتمع وقوته وتماسكه ووحدته بكل اطيافه وانتماءاته لان الدين الاسلامي جاء للعالمين وهي رساله عالمية للجميع .
حديث مع الباحث الرماضين جاء في وقت اصبحت الاصوات تتعالى طلبا لمشورة في التربية التي اصبحت في العصر الحالي مهمة صعبة وشاقة تتداخل على طرقاتها العديد من العاكسات التي ظهرت نتاج تطور مذهل في وسائل التكنولوجية والتواصل من جهة ومن جهة اخرى ظهور مدارس لا تعد ولا تحصى تقدم نصائح تربوية لا يعرف حيال طرقها وطروحاتها الاهل الغث من السمين.
ما الدور الأساسي للتربية في بناء اسرة قوية ومتوازنة؟
كما تحدثنا في البداية فان التربية هي العامل الاساسي في بناء الاسرة القوية المتوازنة من تعزيز منظومة القيم الاخلاقية ومحبة الاسرة وتماسكها وتوجيه الابناء الى الخير والتشاركية في العمل كفريق متحاب وذلك من خلال تفاهم الاب والام على نهج تربوي صحيح وسليم وتفاهم الاباء من اهم عوامل بناء الاسرة وقوتها واتزانها فهم القدوة للابناء .
مشاركة الاطفال اللعب والحوار والتشاركية مع الاسرة والوالدين والاخوة والاقران لهم من الاقارب والجيران ويكون خاضعا لمراقبة الاهل والتصويب في حال وجود اخطاء بالنصح والارشاد والوعظ.
محبة الاباء للابناء وايصال مشاعر المحبة للابناء وحماية الابناء من فقدان العاطفة الاسرية والصراخ والعقاب والبحث عن مشاعر العاطفة خارج الاسرة مما يجر ويلات لا حصر لها والعياذ بالله.
كيف يمكن للوالدين التأكد من ان الابناء يتعلمون القيم الانسانية الاساسية مثل الاحترام والتعاون؟
هذا السؤال له عدة مراحل في سن الطفولة المبكرة وفي سن الطفولة وفي سن التكليف ( سن المراهقهة في الثقافة الغربية )وسيأتي معنا تفصيله ان شاء الله وسن الشباب واهمها واولاها هو تعامل الوالدين بهذه المنظومة القيمية الاخلاقية امام الابناء لان الابناء في سن الطفولة المبكرة يقلدون ما يرون من الاباء اكثر مما يسمعون منهم. القدوة الايجابية اساسية في صلاح الابناء واقتدائهم بها وتعزيز هذه القيم في السلوك والممارسة اليومية والتاكيد عليها والاهم من الاحترام والتعاون تعزيز قيمة الصدق لان غياب هذه القيمة الاخلاقية مفتاح المعاصي وضياع في المنظومة باكملها لا سمح الله ولا قدر.
*كيف يمكن للأب والأم ادارة التوازن بين حياتهما المهنية وحياتهما الاسرية؟
رغم انني لا افضل عمل المرأة بشكل عام الا في ظروف معينة ولكن من حق الامهات العاملات معرفة الحلول وكونهم نسبة مرتفعة في مجتمعنا الاردني فهنا نعتمد القاعدة الفقهية الاساسية ( درء المفاسد اولى من جلب المنافع ) عندما تكون الام على استعداد للعمل يجب ان تدرك ان مهمتها مضاعفة وسيترتب على ذلك جهد اعلى ووقت اطول وقدرة على الاحتمال لان دور الام اساسي في التربية كما هو دور الاب فاذا ادركت الام العاملة هذه العوامل واحتملتها تكون تسعى للتوازن لان العلاقة قناعة شخصية لها ولكن اذا شعرت بان عملها مضيعة للابناء وحياتهم فالاولى الابناء والاسرة لانهم الكنز الحقيقي للاباء .
هل هناك طرق محددة يمكن أن يساعد بها الاباء الابناء في مواجهة الضغوط النفسية والعاطفية؟
التحديد هنا صعب لاختلاف نفوس الابناء ومشاكلهم فما يصلح لابن قد لا يصلح للاخر وهنا يجب على الاباء تحديد ميولات الابناء ورغباتهم ومشاعرهم وهذا ما اسميته في الموسوعة التربوية بمعادلة ( نحن = انا ) ليدرك الاباء من لحظة الزواج ليس هناك انا وانتِ بل يوجد نحن وعند وجود الابناء تبقى المعادلة ( نحن = انا ) فنحن تعني الجمع في الاسرة كل متكامل، وحدة واحدة ففي حال ضعف احد افراد الأسرة أبا كان او أما أو اخا او اختا اصبح نحن الجميع في عون هذا أنا في الاسرة ليتجاوز هذه المرحلة من الضعف ويتم الاصلاح ونعود في الاسرة ( نحن = أنا ).
ما تأثير التربية الايجابية في تشكيل شخصية الطفل؟
اساس التربية وجوهرها حماية ابنائنا من نار جهنم والعياذ بالله.
التربية الايجابية فيها الحوار والنصح والارشاد والوعظ.
اكتشاف مهارات وميولات الابناء وتطويرها وصقلها.
تعزيز ثقة الابناء بانفسهم والثناء عليهم.
التربية تأديب وتهذيب وإصلاح.
العقاب محرك سلوكي سريع النتائج ولكنه يدمر القيم لدى الابناء فاحذروه، سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ربى اسرة وربى امة ولم يضرب انسانا بيده ولم يسيء لانسان قط.
عززوا الايمان في قلوب ابنائكم منذ الطفولة فكل مؤمن عبد صالح وليس كل عبد صالح مؤمن.
محبة الاباء للابناء تعمر الاسرة وخوف الابناء من الاباء يدمر الاسرة فاحذروا دمار اسرنا.
لا صلاح في غياب الاباء عن الابناء ولا فلاح في غياب الابناء عن الاباء وحدوا اسركم وكونوا ( نحن = انا ).
كيف يمكن التغلب على النزاعات الاسرية بطرق بنائة؟
اذا فهمنا معنى ومقصد الزواج وادركنا ان الزواج تشاركيا تكامليا تفاعليا تفاهميا مبني على طاعة الله عز وجل وصدق ووفاء وألفة ومودة بين الزوجين وليس ندية وتسلطا وتحكما وسيطرة هذا في العموم للعالمين وفي الاسلام هو تكوين اسرة مسلمة قادرة على اعمار الارض والاصلاح والدعوة لله عز وجل واعلاء كلمة الحق والخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي والهدف للاجتماع في جنان الخلد برحمة الله ومغفرته وتوفيقه.
ما المهارات الاساسية التي يجب ان يتعلمها الابناء خلال مراحل نموهم المختلفة ؟
ان من اهم المهارات الاساسية للابناء حب الله عز وجل كونه خالقا عظيما يستحق التعظيم والخضوع والعبادة وخوفا من ناره وعقابه وغضبه وطمعا في جنته ومغفرته ورحمته وهذا المكون الاساسي والرئيسي في تربية الابناء لانه يعزز الرقابة الذاتية لدى الابناء ويحمي الابناء من الانحراف والانجراف خلف الغرائز والنفس الامارة بالسوء. ومن ثم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ومحبة الانبياء والرسل عليهم وعلى رسولنا الصلاة والسلام والصالحين ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين
ومن ثم من امتلىء قلبه وعقله بمحبة الله عز وجل والانبياء والرسل عليهم وعلى رسولنا الصلاة والسلام يجب ان تعزز في نفسه منظومة القيم الاخلاقية السامية.
هل يمكن للاسرة ان تلعب دورا في تعزيز الصحة النفسية للابناء ؟ كيف؟
هذا ليس سؤالا وانما فريضة وواجب اساسي في التربية الصحية للابناء ولا نجاة لهم الا بتهذيب النفس وسموها ورقيها لتكون نفسا مطمئنة امنة وليست نفسا امارة بالسوء لا سمح الله ولا قدر.
فالانسان بين الفطرة السوية السليمة القويمة وبين الغرائز الفطرية الطبيعية فعندما نغذي الفطرة السوية السليمة القويمة بحب الله عز وجل وحب الرسل عليهم وعلى رسولنا الصلاة والسلام ومنظومة القيم الاخلاقية يسمو الانسان ويرتقي ويكون انسانا فاعلا مؤثرا ايجابيا في اسرته ومجتمعه، وعندما نغذي لدى ابنائنا الغرائز والعياذ بالله من الانانية والجشع وتحقيق المكاسب وحب التملك والتفرد والتميز المذموم والجنس وحب المال المحرم ينحدر الانسان الى الدرك الاسفل في اسرته ومجتمعه ويكون وبالا على نفسه واسرته ومجتمعه والعياذ بالله.
ما اهمية التواصل الفعال بين افراد الاسرة وكيف يمكن تحسينه؟
هذا من اهم العوامل في الاسرة ويجب ان يكون هذا التواصل الفعال حقيقيا داخل الاسرة لان غيابه يدمر الاسرة ويفكك المجتمع وهذا ما هو حاصل بكل اسف.
اتخاذ القرار الصائب في حل المشكلات الاسرية يجب ان يعتمد على المعلومات الحقيقية لدى افراد الاسرة وفهم وادراك مشاعر واحاسيس الابناء ومتطلبات الحياة لهم حتى نتمكن من مساعدتهم في اتخاذ القرار الصائب فعندما نفقد التواصل مع الاسرة وتكون القرارات فردية تسلطية فلن تحقق الهدف المرجو منها والعياذ بالله لذلك يجب ان يفهم الاباء مشاعر واحاسيس وقناعات الابناء ومشاورتهم قبل اتخاذ القرار .
كيف يمكن للاهل ان يوازنوا بين تقديم الدعم العاطفي والتوجيه التربوي للاطفال؟
اساسا لا تعارض بينهم وهم مكملين لبعض ويصعب الفصل بينهما ويصعب التوجيه التربوي اذا فقدت العاطفة لان التوجيه التربوي هو نصح وارشاد ووعظ واذا استخدم العنف القسوة والتسلط في التوجيه التربوي اصبح مفسدة وخللا وضياع لا سمح الله حتى لو ظهرت نتائجه الايجابية واؤكد في الموسوعة على الجوهر اساس والمظهر خداع.
ما العوامل التي تؤثر في نجاح العلاقة الزوجية وتربية الابناء في الوقت نفسه؟
ان من اهم العوامل هو المرجعية في حل الخلافات ووحدة هذه المرجعية ويجب ان يكون اساسها الدين لاننا نتحدث في التربية الايمانية ومن ثم تاتي المفاهيم الاساسية في العلاقات الاسرية من التفاهم والاحترام والرضا والصبر والالفة والحوار.
كيف يمكن للاسرة مواجهة التحديات التكنولوجية والتاثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الابناء ؟
يجب ان يدرك الاباء ان شركات التكنولوجيا لا تصنع تكنولوجيا بملايين الدنانير ان لم تكن مليارات دون دراسة للمجتمع واحتياجاته لذلك يجب ان نعلم ان تفكك المجتمع هو من اوجد هذه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الوهمي لغياب التواصل المجتمعي الحقيقي واذا ادركنا سلبيات هذه الوسائل على الابناء والاباء على حد سواء يجب ان نركز على اعادة الترابط والتواصل المجتمعي الحقيقي.
ما اهمية تحديد الاهداف التربوية للاسرة وكيفية وضع خطة لتحقيقها؟
هذا هو جوهر التربية وهذا يعتمد على الاباء اساسا وفهمهم للحياة هل تريد تربية ابنائك للدنيا فقط ام تربية ايمانية اساسها طاعة الله عز وجل وكوني اتحدث في التربية الاسلامية فهناك خطة واضحة تتفق مع الفطرة السوية السليمة في كتاب الخالق عز وجل وليست من وضع البشر وايضا اهل الكتاب والشرائع السماوية لديهم هذه الخطة.
كيف يمكن تربية الابناء على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المناسبة في حياتهم؟
هذا يعتمد على هدف التربية فان كانت التربية ايمانية حقيقية فهي متفقة مع الفطرة السوية السليمة القويمة وتغذى منذ الطفولة في الطاعة لله عز وجل لان اداء الفرائض الدينية هو اول عمل في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار المناسب الصحيح.
وفي الختام لا يسعني الا ان اتضرع للخالق عز وجل ان يهدي الاباء والابناء ويهدينا جميعا ونسعى لوحدة اردننا وشعبه وقيادته الهاشمية؛ لان تربية الابناء على المنظومة القيمية الاخلاقية سعادة وألفة ورحمة اسلاما ومسيحيين فلنوحد اخلاقنا وقيمنا ونكون الوطن الذي يقتدى به.