عروبة الإخباري – كتب طلال السكر –
في العام 2019، عندما جرى تكليف قائمقام زغرتا، السيدة إيمان الرافعي، بمهام دائرة البلديات في محافظة الشمال اللبناني، كانت خطوة تعكس الثقة العالية التي حظيت بها بفضل كفاءتها وتميزها الإداري، ومنذ تسلمها لهذا المنصب، برهنت الرافعي أنها شخصية قيادية رفيعة المستوى، قادرة على مواجهة التحديات بثبات والتصدي لأي محاولات للمساس بنزاهتها ومهنيتها الرفيعة.
وكان للسيدة إيمان الرافعي، بصمة وحضور مميز لافت خلال فترة التحضيرات قبل وبعد إقامة فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية.
بشجاعة استثنائية وحزم لا يلين، وقفت السيدة الرافعي، في وجه محاولات التشكيك في مسيرتها، لكن دعمها لم يستند فقط إلى قوة إرادتها، بل حظيت بتأييد واسع من مختلف الفعاليات الشمالية، التي رأت في أدائها نموذجًا يُحتذى به في الشفافية والإدارة الرشيدة.
لقد تركت بصمتها بوضوح في ضبط وتنظيم الوجود السوري في محافظات الشمال اللبناني، حيث عملت بدقة على التمييز بين الوجود الشرعي وغير الشرعي، واتخاذ الإجراءات المناسبة بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
إيمان الرافعي ليست مجرد مسؤول إداري، بل هي قائدة مؤثرة تتمتع بحضور قوي وقدرة على الطرح الإيجابي، حيث تتعامل مع المشكلات بحنكة وفعالية دون تردد أو تأخير. نهجها الاستباقي في معالجة القضايا الملحة يُعكس التزامًا راسخًا بتحقيق المصلحة العامة، بعيدًا عن أي مصالح ضيقة أو اعتبارات آنية.
لم تخشَ الرافعي يومًا قول الحق، ولم تتوانَ عن اتخاذ القرارات الحاسمة مهما كانت التحديات، مستمدةً في ذلك القوة والإلهام من إرث والدها، العلامة مصطفى الرافعي، الذي ترك بصمة فكرية وثقافية خالدة في المجتمع. هذه الخلفية الثقافية والفكرية رسخت لديها الإيمان بقيم العدل والالتزام الراسخ بالمبادئ الوطنية.
تمثل إيمان الرافعي اليوم نموذجًا رائدًا للإدارة الفاعلة والنزيهة في لبنان، إذ استطاعت بجدارتها أن تجمع بين الحكمة، الحزم، والتفاني في خدمة الوطن. هي بحق، مثال مشرف للمرأة اللبنانية القادرة على القيادة بجدارة، واسم يُسجل بفخر في سجل القيادات النسائية الرائدة في لبنان.