عروبة الإخباري –
تواصل الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب نهجها العدواني تجاه الشعب الفلسطيني، حيث خرج الرئيس الأمريكي بتصريحات خطيرة تهدد بإعادة إشعال العدوان على قطاع غزة إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، متجاهلاً الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني، والكارثة الإنسانية التي سبّبها الحصار والتجويع المتعمد، والذي أودى بحياة الأطفال والنساء وكبار السن.
إن تهديدات ترامب، التي وصف فيها استمرار وقف إطلاق النار بأنه “غير مقبول”، ليست سوى تشجيع مباشر لجيش الاحتلال لمواصلة عدوانه الوحشي، وهو ما يشكّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي ولكل القيم الأخلاقية والإنسانية. إن غزة التي عانت على مدار خمسة عشر شهرًا من القصف المستمر والتدمير الممنهج والإبادة الجماعية، لا تحتاج إلى مزيد من التهديدات، بل إلى موقف دولي واضح يضع حدًا لجرائم الاحتلال ويفرض حماية دولية لشعبنا الأعزل.
كما أن حديث ترامب عن تهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى، وابتزازه لمصر والأردن بوقف المساعدات إذا لم تستقبلا اللاجئين، يكشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية التي تحاول تنفيذ المخططات الصهيونية الهادفة إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وهو أمر لن نقبل به ولن نسمح بتمريره تحت أي ظرف.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن على المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكل القوى الحرة في العالم، أن تتخذ موقفًا حازمًا ضد هذا الجنون الذي يقوده ترامب، والذي يهدد ليس فقط فلسطين، بل الأمن والاستقرار العالمي بأسره. السكوت عن هذه السياسات الإجرامية يعني إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذابح والدمار، وفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والاضطرابات في المنطقة.
المطلوب اليوم هو فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي ووقف الدعم الأمريكي العسكري والسياسي له، وليس التهديد بمزيد من العدوان على شعبنا. لن نسمح لأي قوة في العالم بفرض مشاريع التهجير والتصفية على قضيتنا الوطنية، وغزة ستبقى فلسطينية ولن تُكسر إرادتها.
المجد لشهدائنا والحرية لأسرانا والشفاء لجرحانا