أكد خبراء اقتصاديون أن افتتاح رئيس الوزراء جعفر حسان للمرحلة الاولى من مشروع مرسى زايد في العقبة جاء تعزيزا لالتزام الحكومة بجذب وتشجيع الاستثمار.
ولفت الخبراء في أحاديث لـ «الرأي» إلى أن مشروع مرسى زايد هو من المشاريع ذات الأثر الواسع على العملية السياحية والتنموية والاقتصادية والتجارية وهذا المشروع سينقل مدينة العقبة إلى مرحلة جديدة على مستوى القيمة الاقتصادية للأردن وعلى مستوى الدور الإقليمي على مستوى حركة الموانئ أو التجارة أو السياحة والنشاط الاقتصادي والخدمي.
ووضع رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الجمعة، حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع «مرسى زايد» في مدينة العقبة، التي تقوم بتطويرها مجموعة «ماج القابضة» بتكليف من مجموعة موانئ أبوظبي، بالتعاون مع شركة تطوير العقبة، وبمشاركة وزير الاستثمار الإماراتي/ رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي محمد حسن السويدي.
والمشروع التي بدأت أعمال البنية التحتية فيه، هو أحد أكثر المشاريع العقارية تميزا في منطقة البحر الأحمر والأول من نوعه على الواجهة البحرية للعقبة، ومن شأنه تعزيز الروافد الاقتصادية للقطاع البحري في الأردن، والمساهمة في استقطاب الاستثمارات وتوفير فرص العمل وتعزيز مكانة العقبة كوجهة استثمارية وسياحية رائدة دعما لجهود تحفيز النمو، وبما ينسجم مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي.
ويأتي تدشين مشروع «مرسى زايد» في إطار علاقات التعاون الاستراتيجية الوثيقة بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، التي تحظى برعاية واهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتي توجت بتوقيع مذكرات تفاهم لحزمة مشاريع استثمارية تصل قيمتها إلى حوالي 5.5 مليار دولار عام 2023، واتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى مستويات جديدة من النمو المتبادل قبل قرابة ثلاثة أشهر.
كما يأتي المشروع تنفيذا للاتفاقيات التي وقعتها مجموعة موانئ أبوظبي، أحد المحركات الرئيسية للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في العالم، مع هيئة تطوير العقبة في وقت سابق، والتي نتج عنها افتتاح محطة العقبة للسفن السياحية في كانون الثاني 2023، وإبرام اتفاقية مساهمين العام الماضي بين ذراعها الرقمي «مجموعة مقطع للتكنولوجيا»، و«شركة تطوير العقبة» لتعزيز أنشطة مشروعهما المشترك «مقطع آيلة»، والذي سيقوم بإحداث طفرة تقنية نوعية في العمليات التشغيلية لميناء العقبة من خلال تطبيق «نظام مجتمع الموانئ».
ويمثل مشروع «مرسى زايد» الذي تقوم بتطوير المرحلة الأولى منه مجموعة «ماج القابضة» بتكليف من مجموعة موانئ أبوظبي، نقلة نوعية في المشهد الاستثماري والسياحي في العقبة، كونه الأول من نوعه في المملكة الذي يجمع بين المرافق السكنية والترفيهية والتجارية والمينائية، مما يجعله نموذجا تنمويا متكاملا قادرا على إحداث تحول اقتصادي كبير على المستوى المحلي والوطني.
وسيكون للمشروع تأثير محوري في دعم قطاع السياحة وتعزيز مكانة العقبة كمركز إقليمي وعالمي للسياحة البحرية والخدمات اللوجستية، حيث سيسهم في زيادة عدد السياح عبر تطوير منشآت فندقية ومرافق ترفيهية متطورة. كما سيدعم محطة العقبة للسفن السياحية، ويجذب الاستثمارات في قطاعات العقارات والتجارة والخدمات اللوجستية؛ ما يعزز تنافسية الأردن على الخارطة الاقتصادية الإقليمية.
كما يعكس المشروع رؤية طموحة لتحقيق نمو مستدام عبر تطوير بنية تحتية حديثة، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، وتحقيق تنمية حضرية متكاملة تجعل العقبة بوابة اقتصادية رئيسية على البحر الأحمر، مما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الأردني ويفتح آفاقا جديدة للنمو والازدهار.
ويمتد المشروع على أرض تبلغ مساحتها 3.2 مليون م2، ويهدف في مرحلته الأولى إلى تطوير مشروع مرسى زايد ريفيرا الذي يضم أربعة أبراج سكنية، ومنطقة المارينا التي تضم مجمعا سكنيا متكاملا يشمل 1260 وحدة سكنية و117 محل تجزئة، بالإضافة إلى فندق وشقق فندقية بسعة 360 غرفة. كما تضم المرحلة الأولى منطقة السوق القديم بواقع 50 محل تجزئة، وتجديد منارة ميناء العقبة، وناديا ومرسى لليخوت، ومحطة العقبة للسفن السياحية.
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن مشروع مرسى زايد هو من المشاريع ذات الأثر الواسع على العملية السياحية والتنموية والاقتصادية والتجارية وهذا المشروع سينقل مدينة العقبة إلى مرحلة جديدة على مستوى القيمة الاقتصادية للأردن وعلى مستوى الدور الإقليمي على مستوى حركة الموانئ أو التجارة أو السياحة والنشاط الاقتصادي والخدمي.
وأشار عايش إلى أن مشروع مرسى زايد سيكون من العلامات الفارقة في الأداء السياحي وسينقل صناعة السياحة إلى مكانة اكبر على مستوى الحضور والمنافسة واستقطاب الفعاليات السياحية وسيطور في الأداء العام للعقبة باعتبارها نقطة وصل بين أكثر من قارة واعتبارها مقرا وممرا لوجيستيا هاما بين منطقة الخليج وآسيا وأوروبا.
ولفت إلى أن هذا المشروع سيضاف إلى سلسلة المشاريع الكبيرة التي بدأها الاردن كمشروع الناقل الوطني ومشروع السكك الحديدية ومشاريع أخرى في الطاقة المتجددة ومنها الهيدروجين الاخضر.
وذكر أن هذا المشروع الاستراتيجي يظهر الجدية الكاملة في تحويل المشاريع والمرتكزات التي تضمنتها رؤية التحديث الإقتصادي والتي ستظهر نتاجها خلال السنوات المقبلة.
وقال الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة إن افتتاح رئيس الوزراء جعفر حسان للمرحلة الاولى من مشروع مرسى زايد في العقبة جاء تعزيزا لالتزام الحكومة بجذب وتشجيع الاستثمار. كما اكد حضور رئيس الوزراء هذه الفعالية أن جذب الاستثمارات الخارجية أولوية للاقتصاد الأردني، وأن الأردن حريص على تسهيل أعمال المستثمرين وتعزيز مشروعاتهم.
كما أضاف مخامرة ان من اهم أولويات الحكومة حاليا هي تشجيع الاستثمار الإقليمي والأجنبي لأنهما من ركائز خطة الروية الاقتصادية التي تبناها الملك وشدد على الحكومات المتعاقبة تنفيذها لتحقيق أهداف واقعية ضمن اطر زمنية محددة.
ولفت إلى ان افتتاح رئيس الوزراء حسان للمرحلة الأولى من مشروع مرسي زايد يُعد حدثًا مهمًا وذلك لانه يسهم في تطوير البنية التحتية للمنطقة مما يعزز من قدرتها على استيعاب الأنشطة الاقتصادية والسياحية. كما يساهم المشروع في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يُسهم في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة. كما يساهم المشروع في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار، مما يعزز من جودة الحياة ويرفع من مستوى الرضا العام. واضاف مخامرة ان هذا المشروع يعتبر جزءًا من الجهود الرامية إلى تعزيز القطاع السياحي، مما يُسهم في زيادة عدد السياح والإيرادات السياحية. كما يُسهم المشروع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير بيئة عمل ومناخ استثماري جاذب، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وقال ممثل قطاع الألبسة والمحيكات في غرفة صناعة الاردن المهندس ايهاب قادري أن مشروع «مرسى زايد» خطوة استراتيجية رائدة تعزز مكانة العقبة كمركز استثماري وسياحي على المستوى الإقليمي، كما يحمل أهمية كبرى للقطاع الصناعي في المملكة. المشروع يوفر فرصة ذهبية للصناعات المحلية للاستفادة من الطلب المتزايد على المواد الأولية ومستلزمات البناء، مثل الحديد، الأسمنت، الألمنيوم، الزجاج، والأثاث، ما يسهم في تحفيز عجلة الإنتاج الصناعي وتعزيز الاستثمارات في خطوط الإنتاج. هذه الديناميكية ستعمل على زيادة القيمة المضافة للصناعات الوطنية، ما ينعكس إيجابًا على النمو الاقتصادي ويرفع من تنافسية المنتجات الأردنية في الأسواق المحلية والإقليمية.
واضاف إلى جانب تأثيره على القطاع الصناعي، يلعب المشروع دورًا محوريًا في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. فالمراحل التنفيذية والتشغيلية للمشروع ستساهم في توظيف كوادر محلية وتطوير مهاراتها، مما يساعد في الحد من البطالة وتعزيز مساهمة الكفاءات الأردنية في دفع عجلة التنمية. ولفت إلى أن التكامل بين القطاعين الصناعي والإنشائي في هذا المشروع يبرز أهمية التعاون المشترك لتحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة. نجاح «مرسى زايد» سيمهد الطريق أمام مشاريع استراتيجية مستقبلية، ويعزز دور الصناعة كركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.