عروبة الإخباري –
الدستور – رنا حداد –
يذهب الشاعر الجزائري سعيد بوشبورة، الذي يحل ضيفا على المملكة، إلى أن «زيارة الأردن تحمل طابعًا خاصًا، فهي فرصة للتواصل بين الثقافات العربية، ولتبادل الأفكار والرؤى من خلال لغة الشعر التي تعبر عن شتى الأبعاد الإنسانية».
سعيد بوشبورة من مواليد 1982 بمدينة ميلة الجزائرية، وهو مهندس في المعلوماتية له العديد من المشاركات الأدبية، وحاصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية. ولتسليط الضوء أكثر على تجربة الشاعر كان لنا معه الحوار الآتي:
أين فلسطين في شعرك؟
– لدي عدة قصائد تتحدث عن دعم القضية الفلسطينية أشهرها قصيدة «عتاب» المنشورة في صفحة بيت فلسطين للثقافة، وشاركت في العديد من الأمسيات الداعمة للمجد والصمود ومنها أخيرا في عدة أمسيات هنا في الأردن، حيث أتيحت لي أخيرا المشاركة في أمسيتين بعمان وإربد من تنظيم كل من منتدى البيت العربي الثقافي ومنتدى الجياد للثقافة والتنمية بالمملكة الأردنية الهاشمية.
فلسطين نبض، وكيف للشاعر أن يمشي بلا نبض.
* الإعلام الحديث، ووسائل التكنولوجيا التي تجلت بالمنصات الرقمية والتطبيقات، هل خدمت الشاعر؟
– نعم، بالإضافة إلى الإعلام المكتوب الذي ينشر منتج الشاعر فقد ساعد الحضور في عدة إذاعات محلية ودولية تعنى بالأدب والثقافة بسرعة وسهولة وصول هذا المنتج للجميع أينما كانوا. بالنسبة لي جل الأعمال الأدبية والنصوص الشعرية منشورة إما على مواقع إلكترونية أو على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي بالصوت والكتابة، والتي باتت ضرورة لتصل الكلمة للناس لسهولة استخدامها والتعاطي معها.
هذه هي زيارتك الأولى للأردن، ما هي انطباعاتك عن البلد.. وأهلها؟
– نعم هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها الأردن، لكنها في القلب والفكر من قبل الجسد، الانطباع تشكل لدي وانا في سماء المملكة في الطائرة كتبت للأردن (لثام)، حملتها شوقي وشوق أهلي لأهلي، وتقول:
«أجُــرُّ الشَّــوْقَ مِــن قصيدة أَهْلــي لِأَهْـلـي/ ولم أَشْــكُ المَــسَافَةَ والزِّحــامَــا/ وبِــي لَــهْفُ القَمِيــصِ ومُقْلَتَــانِ/ تَوَقَّــدَتَا فَــأَوْقَــدَتَا الغَــرَامَــا/ فَهَاجَتْ وَحْشَــةُ الأَضْـلَاعِ لَمَّـا/ أَمَاطَــتْ عَــنْ مَحَاسِـنِهَـا اللِّثَــامَــا/ كَأَنَّ لِثَامَهَــا وَالوَجْــهَ؛ رَتْــقٌ/ تَفَتَّقَ فَانْسَــجَمْتِ بِــهِ انْسِجَامَــا/ وَكُـنْتِ كَوَرْدَةٍ فِــي الحُسْــنِ فَاحَتْ/ نَسَائِمُهَــا أَرَقَّ مِــنْ الخُــزَامَــى/ أَعُــودُ مُعَلِّقًــا وَأَنَــا ابْنُ شِــعْرِي/ هَوَى البَتْــرَا عَلَى صَدْرِي وَسَــامَــا/ وَحَلَّ الحُبُّ حِينَ رَمَــى بِحَــزْمٍ/ هَوَى الأُرْدُنَّ فِــي كَبِدِي تَمَامَــا.
هل من قصيدة محببة تهديها لقراء منبر الدستور الثقافي عبر صفحات «الدستور»؟
بالطبع وأتشرف بأن يمر اسمي عبر صفحات الدستور الثقافية التي استضافت ورحبت بحروف الأديب والمثقف العربي من كل مكان، وأختار من قصيدة «جدل»:
فاسَّاقـَطَتْ من ضبابِ الشكِ في طُرُقِي/ علـــــــى يقيني، فما أدرَكتُ «مِنْ وإلى»/ أجــيءُ، أرجـــعُ، أبـقَى، أقتفي لَهــــــفي/ ولا هــــدوءَ لشــــكي كُـــــــلّــــما ســـألا/ أعاشـــــــقٌ؟! رُبّــــما، كلاّ، أظــــنُّ، بلــــى/ وكنـــــــتُ أكــثر شيءٍ في الــهوى جَدَلاَ/ عشقــي يُعَربِدُ خَيْطَ الروحِ فــي نــــزقٍ/ فـــــــما استقرَّ على حــــالٍ إذا نــــــَـــزَلا/ كحـــــــبَّة الـــــــرَّمل تَلهُو بــي نســــائمُهُ/ أنـــــــا الـــــــذي قبْلَ هذا خِلتُنِي جَـــبَلا…».