عروبة الإخباري –
في زمن المحن الكبرى، تتجلى المواقف العظيمة التي تكتب في صفحات التاريخ بحروف من نور. ومع اشتداد حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال على غزة، أثبت الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، أنه في طليعة من تجاوزوا الخطوط الحمراء لكسر الحصار الإنساني المفروض على القطاع. لم تكن مواقفه مجرد تصريحات، بل تحولت إلى أفعال ملموسة، حيث كان أول من أرسل طائرات الإغاثة، فاتحًا المجال أمام الدول الأخرى للحاق بركب الإنسانية. ومن بين المبادرات البارزة، جاء إرسال المخبز المتنقل ليكون شريان حياة لآلاف الجوعى، في خطوة تعكس التزام الأردن الثابت بنصرة الأشقاء في أحلك الظروف.
ويسجل للأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، أنه كان في طليعة الدول التي كسرت الحصار خلال حرب الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال في غزة. لم يقتصر الدور الأردني على الإدانات، بل ترجم مواقفه إلى أفعال إنسانية ملموسة، متجاوزًا القيود والعراقيل لإيصال الإغاثة لأهلنا في القطاع المنكوب.
كان الأردن أول دولة ترسل طائرات إغاثية إلى غزة، فاتحًا الطريق أمام العديد من الدول التي تبعته، حيث حضرت إلى عمّان وساهمت في تسيير المساعدات الجوية والبرية. هذه المبادرة لم تكن مجرد خطوة رمزية، بل كانت إنقاذًا حقيقيًا للأرواح التي تكافح من أجل البقاء وسط الدمار والحصار.
وفي لفتة إنسانية تعكس عمق الالتزام الأردني، تم إرسال مخبز متنقل إلى قطاع غزة، بتوجيهات ملكية سامية، وبإسناد من المطبخ المركزي العالمي، الذي فقد بعض أفراده شهداء بنيران الاحتلال أثناء قيامهم بواجبهم الإغاثي. هذا المخبز المتنقل لم يكن مجرد آلة لصنع الخبز، بل كان شريان حياة في مناطق ضربها الجوع وراح ضحيته شهداء الجوع.
ينتج المخبز المتنقل 3500 رغيف في الساعة، ويعمل على مدار الساعة بأطقم متعددة، لضمان استمرار توفير الخبز للأسر المنكوبة. ورغم مرور أكثر من أسبوع على بدء تشغيله، ما زال مستمرًا في أداء مهمته الإنسانية، متنقلًا بين المناطق الأكثر احتياجًا، ليسد رمق الجوعى ويمنحهم بصيص أمل في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة.
يبقى الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، نموذجًا للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، مؤكدًا أن الدعم الحقيقي لا يكون بالكلمات، بل بالأفعال التي تنقذ الأرواح وتصنع الفرق في أحلك الظروف.