عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
في مشهد مهيب قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في قطاع غزة بتسليم أربعة مجندات قاموا باسرهن يوم انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7/أكتوبر/تشرين اول/2023 م وفي وسط مدينة غزة .
وقد حرصت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على جعل عملية تسليم الأسيرات الاسرائيليات الأربع مشهدا، لا يكرس فقط وجود حركة حماس، بل سيطرتها وقدرتها التنظيمية العالية وكان لظهور مقاتلي كتائب القسام وسرايا القدس وهم يحملون أسلحتهم وسط إحاطة حاضنتهم الشعبية من أهالي قطاع غزة بهم والتي دفعت ثمناً باهظاً لهذه اللحظة حيث وصل الى قرابة خمسين الف شهيد جلهم من الأطفال والنساء إضافة الى تدمير القطاع ، بيانا عمليا في سقوط مقولات رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو حول شروطه لوقف الحرب، التي من اهمها القضاء على حماس وتحرير الرهائن وما جرى خلال تسليم الدفعة الأولى من الأسرى قبل أسبوع، كان مشهد تسليم الدفعة الثانية اقوى واكثر تنظيماً وحمل الكثير من الرسائل السياسية والعسكرية لقادة الكيان الصهيوني ومواطنيه كما كان المشهد يدعو كل فلسطيني حر للشعور بالفخر، فإنه كان يحمل الكثير من الإهانة للنتن ياهو الذي تأكد الجميع اليوم أنه كان كاذباً منذ البداية ولم يتمكن من القضاء على المقاومة ولم يستطيع تحقيق أي هدف من اهداف العدوان على قطاع غزة أي الأهداف ووصفوها ب ” اهداف الحرب” التي كلفت المجتمع الصهيوني الكثير من الخسائر في اقتصاد الكيان واليات ومعدات جيش الاحتلال وارواح ضباطه وافراده بالإضافة الى الكثيرين ممن يعرفون داخل الجيش بالجنود المنفردة “المرتزقة” وهذه المشاهد تسببت للنتن ياهو وحكومته الكثير من الازمات وفقدان المزيد من المصداقية وزيادة ازمته وعزلته السياسية الامر الذي جعله يحاول التأثير في مجريات الاحداث ووضع بصمة له باي شكل من الاشكال لمحاولة إعادة خداع بعض مؤيديه داخل الكيان ممن انفضوا عنه خاصة بعد ما تكشف من الأوهام التي كان يسوقها داخل مجتمع مؤيديه والغالبية العظمى حتى داخل الصهيوني، أصبح باتت تعرف بأن النتن ياهو ذهب إلى هذا الاتفاق مرغما لأنه نص على الانسحاب من غزة ولم يتضمن إنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبحجة عدم إطلاق حماس سراح أسيرة خامسة هي أريل يهود، ليست محاولة إيجاد موطئ قدم له في مجريات الاحداث كما انه نوعا من الحقد كونه كان يخطط لتفريغ القطاع واستيطانه وإجبار حماس على الاستسلام وهذه المشاهد وبعد خمسة عشر شهراً من الاجرام الا انه فشل فشلا ذريعاً في ذلك الامر الذي جعل الكثيرين داخل الكيان يتساءلون لماذا كانت هذه الحرب وماذا كان يفعل جيشهم طوال هذه الحرب !؟.
كما قامت “كتائب القسام” يوم السبت، بنشر مشاهد من استهدافها لجيش الاحتلال الصهيوني خلال التوغل الأخير في بيت حانون شمال قطاع غزة والتي تبعد عن مستوطنة اسديروت مسافة 6 كم فقط أي انها متاخمة للسياج العازل عن منطقة غلاف غزة وكان جيش الاحتلال الصهيوني قام باحتلالها حسب ما اعلن سابقاً منذ الساعات الأولى لبدء هجومه البري “البربري” على قطاع غزة ويظهر في الجزء الأول من التسجيل الذي أطلقت عليه القسام “كمائن الموت” عمليات تفجير لآليات عسكرية صهيونية واستهداف مواقع وتمركزات لجنود صهاينة في بيت حانون خلال فترة الاجتياح التي سبقت وقف إطلاق النار أي قبل نحو أسبوع واعترف جيش الاحتلال بعدم تضرر قدرات حركة حماس بشكل كبير في منطقة بيت حانون التي قتل فيها 16 عسكريا صهيونيا خلال أيام .
ووثقت القسام أيضا عملية جرت في 6 يناير/كانون الأول الجاري، وتظهر تفجير عبوة شديدة الانفجار في منزل تحصنت داخله قوة صهيونية، مما أدى إلى مقتل 3 عسكريين وإصابة عدد آخر بجراح متفاوتة وفي اليوم ذاته، عرضت القسام لقطات توثق استهداف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل في شارع “دمرة” بقذيفتين مضادتين للأفراد بالإضافة الى تفجير جارفة دي 9
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن بلدة بيت حانون “حصدت حياة خمسة جنود لينضموا بذلك إلى عشرة جنود آخرين قتلوا في المدينة الواقعة شمال قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط” وذكرت الصحيفة أن عدد الجنود الذين قتلوا في العملية الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة وانطلقت في بداية أكتوبر 2024 وصل إلى رقم لا يصدق وهو 55 جنديا، 16 حسب وصفها منهم في بيت حانون بحسب ما اعترف به جيش الاحتلال الصهيوني .
وفي مايو/أيار الماضي، كان جيش الاحتلال الصهيوني قد اكد أنه تمكن من اغتيال حسين فياض الذي قال إنه “قائد كتيبة بيت حانون بمخيم جباليا (شمالي قطاع غزة)” حيث زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري آنذاك أن قواته قامت بـ”تصفية فياض” مشيراً الى أن “فياض كان مسؤولا عن الكثير من عمليات إطلاق القذائف المضادة للدروع نحو الكيان الصهيوني خلال الحرب وعن الكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون نحو بلدات شمال غلاف غزة”
بعد 8 أشهر من إعلان جيش الاحتلال الصهيوني اغتياله نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن جيش الاحتلال قوله إن “معلوماتنا الاستخباراتية عن مقتل قائد كتيبة بيت حانون غير دقيقة” ويأتي الاعتراف الإسرائيلي بعد أن نشرت منصات فلسطينية الأربعاء مقطع فيديو ظهر فيه حسين فياض (أبو حمزة) قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام الامر الذي يجعل كافة تصريحات الصادرة عن القيادة السياسية للكيان الصهيوني وحتى جيشه غير صحيحة وتعليقا على مقطع الفيديو، اعتبر أور بيالكوف، الذي يُقدم في بعض الصحف العبرية كباحث، أن ظهور القيادي الفلسطيني فياض في بيت حانون “عار” على الجيش الإسرائيلي الذي أعلن اغتياله سابقا” مما يثبت ان كافة المعلومات التي يسردها جيش الاحتلال خاصة بعدما اظهرته القسام وباقي فصائل المقاومة غير صحيحة وتهدف الى خداع المجتمع داخل الكيان الصهيوني وما هي الا مجرد دعاية تهدف الى انقاذ النتن ياهو فقط
وبتاريخ 30/9/2024 م ذكرت القناة الـ12 العبرية أن جيش الاحتلال توفرت له فرصة لاغتيال زعيم حركة حماس يحيى السنوار في الأشهر الماضية، لكن العملية لم تنفذ لاسباب غير منطقية وبحسب مصادر إعلامية أيضاً عبرية عن الجيش قوله “إن العملية التي استهدفت السنوار في مدينة رفح لم يكن مرتبا لها، وإنما حدثت مصادفة، حين رصدت قوة من الجيش 3 من عناصر القسام في أحد المباني وخاضت معهم اشتباكا أدى إلى مقتلهم، وتفاجؤوا بأن أحدهم هو السنوار” وهذا ما يؤكد فشل جيش الاحتلال الصهيوني وحكومة النتن ياهو استخبارياً وعسكرياً .
اما التساؤلات عما فعله جيش الاحتلال في القطاع على مدى أكثر من 470 يوما فالاجابة ببساطة ان ما فعله جيش الاحتلال الصهيوني وحكومة النتن ياهو طوال المعركة هو اظهار الصورة الحقيقية القبيحة للكيان الصهيوني العنصري الهمجي فهو لم يستطيع ان يواجه مقاتلي المقاومة الفلسطينية فلجأ الى قتل المدنيين من نساء وأطفال وارتكاب جرائم إبادة جماعية واعمال تطهير عرقي امام انظار المجتمع الدولي حيث بات الكيان الصهيوني ككيان منبوذ معادي للإنسانية الصورة التي لطالما عمل على تجميلها بهدف خداع المجتمع الدولي وابتزازه على مدار حوالي ثمانين عاماً ومحاولات انتحار جيشه وتدمير قدراته العسكرية وتدمير اقتصاد الكيان بالإضافة الى الملاحقات القضائية الدولية لاغلب قادته وقادة جيشة وعلى العكس تماما.. استطاعت المقاومة استطاعت تحقيق الكثير من المكاسب واهمها إعادة القضية الفلسطينية الى سدة أولويات المجتمع الدولي بفضل إنجازات المقاومة، واستطاعت اظهار الصورة الحقيقية للاحتلال الصهيوني الاستعماري وطبيعة الصراع معه وقد اثبتوا انهم من لا امان.. ولا عهد لهم..!
لا عهد لهم.. يقاتلون من؟
24