عروبة الإخباري –
في قلب الميدان، حيث يتشابك الخطر مع الواجب، ظهرت شخصيات استثنائية، من سوية جويل مارون، التي تحوِّل الكلمة إلى سلاحٍ أقوى من الرصاص، هناك، على خطوط النار الأمامية، وقف صوت الحقيقة متحدياً الموت، ينقل للعالم معاناة شعب وملحمة صمود.
وسط القصف ومحاولات القنص، استمرت العدسة الشجاعة في توثيق المشهد، غير عابئة بالخطر، لتُثبت أن القوة الحقيقية تكمن في الإصرار على كشف الواقع، مهما كان الثمن. من الجنوب اللبناني، خرج هذا الصوت ليُخلّد في الذاكرة مثالاً حيّاً للإرادة التي لا تنحني أمام العدوان.
في عالم الصحافة الحربية حيث تتداخل المخاطر مع المهنية، برزت اللبنانية جويل مارون، كأحد الرموز اللامعة التي لا تخشى مواجهة الصعاب. في زمنٍ يُعتبر العمل الصحفي في مناطق النزاع مغامرة محفوفة بالمخاطر، أثبتت جويل جدارةً عزَّ نظيرها خلال تغطيتها الميدانية المباشرة للعدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني وبعض المناطق الأخرى.
شجاعة نادرة في وجه القنص
من بلدة كفركلا الجنوبية، وقفت جويل في وجه التهديدات المباشرة لحياتها، حيث تعرَّضت لرصاص قناصة القوات الإسرائيلية أكثر من مرة، في محاولة لإسكات صوتها ونقلها للحقائق. لكن إصرارها على نقل معاناة الأهالي في ظل العدوان كان أقوى من الرصاص. عندما كان الأهالي يعودون إلى بلدتهم التي دمرتها الاعتداءات، كانت جويل في قلب الحدث، تُوثِّق اللحظات، وتنقلها للعالم بصدق وشجاعة نادرة.
الصوت الصادق
لم تكن جويل مجرد مراسلة حربية، بل أصبحت مرآةً تعكس معاناة شعبها وصموده. كانت تقاريرها الحيّة من الجنوب اللبناني خلال العدوان الإسرائيلي مصدرًا رئيسيًا للمعلومات، حيث اعتمدت عليها العديد من المنصات الإخبارية، المحلية والدولية، إلى جانب الانتشار الكبير لتقاريرها عبر صفحات السوشيال ميديا. بأسلوبها الصادق والمؤثر، استطاعت جذب انتباه المشاهدين وإبقاء قضية الجنوب اللبناني حاضرة في أذهان الناس.
التزام بالمهنة والإنسانية
إن تغطية جويل مارون ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة إنسانية جسَّدت فيها الشجاعة والالتزام. ففي عالم تزدحم فيه الأخبار بالصراعات والتحديات، كانت جويل مثالًا حيًا للإعلامي الذي يحمل الكاميرا كوسيلة مقاومة، وكصوت لا يهدأ في الدفاع عن الحق.
تكريم مستحق
إن ما قدمته جويل مارون خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان لا يمكن أن يُختصر بكلمات. لقد أثبتت أن الصحافة ليست مجرد نقل للأخبار، بل هي رسالة تتطلب الشجاعة والإيمان بالحق. جويل ليست فقط صوت الجنوب، بل هي أيقونة للإعلام الحربي وللصمود اللبناني.