حركت زيارة الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي إلى بيروت الأمل في تكريس الدعم العربي ضامنا للبنان الجديد، وبانيا لنهضة منتظرة على كل الصعد، بدءا من عودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، بدور محوري سعودي كبير سبق انتخاب الرئيس جوزف عون، عبر زيارتين لشقيق الوزير صاحب السمو الأمير يزيد بن فرحان، ساهمتا مع تحرك اللجنة الخماسية في تمرير الملف الرئاسي.
وقد انتقل وزير الخارجية السعودي مباشرة من المطار إلى القصر الجمهوري ببعبدا، حيث استقبله الرئيس عون. ثم زار عين التينة، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتوجه إلى السرايا الحكومية، والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
كما التقى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة القاضي نواف سلام.
وعقب اجتماعه مع الرئيس عون في القصر الجمهوري في بعبدا، قال وزير الخارجية السعودي في كلمة مقتضبة للاعلام، «بحثنا في مستجدّات لبنان والمنطقة وأكّدت استمرار وقوف المملكة إلى جانب لبنان وشعبه. وأضاف: أعربت للرئيس عون عن دعم الإصلاحات من أجل الخروج من الأزمات. وشدد على «أهميّة تعزيز الإصلاحات في لبنان من أجل إعادة ثقة الدول به.
ونعمل بجدّية للحفاظ على سيادة وأمن واستقرار لبنان، كما بحثنا في أهميّة الالتزام بوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الجنوب وتطبيق القرار 1701 والمملكة متفائلة تجاه لبنان».
وأضاف: «على رغم التحديات التي تواجهنا في المنطقة، فإن المملكة تنظر بتفاؤل إلى مستقبل لبنان في ظل النهج الإصلاحي الذي جاء في خطاب القسم (لرئيس الجمهورية) إذ إن تطبيق الإصلاحات من شأنه تعزيز ثقة شركاء لبنان وفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي».
وتابع: «نحن متفائلون بتكاتف القيادة اللبنانية لاغتنام الفرصة والعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته».
وشكر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان، «لاسيما لجهة إنهاء الفراغ الرئاسي».
واعتبر زيارة وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فرحان إلى لبنان «رسالة أمل».
ورحب عون بالوزير السعودي واستذكر الروابط التاريخية بين لبنان والمملكة، معربا عن أمله في أن تتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتزداد قوة في المجالات كافة.
وأشار الرئيس عون إلى أن «خطاب القسم كتب لينفذ، لاسيما وأنه عكس إرادة الشعب اللبناني وتحدث بلغته».
وأمل «أن يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان من جديد». كما حدد أولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة بإعادة الإعمار، ومعالجة الوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسسات الأمنية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن وزير الخارجية نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي إلى الرئيس عون وشعب لبنان والحكومة، وتمنياتهما لهم بالتوفيق في قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والرخاء.
ودون وزير الخارجية السعودي الكلمة الآتية في السجل الذهبي للقصر الجمهوري: «بسم الله الرحمن الرحيم.
سعدت وتشرفت بتواجدي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، راجيا المولى عزّ وجلّ أن يوفقنا جميعا لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين وتعزيز وشائج العلاقات بينهما في كل المجالات».
وكانت المساعي لتشكيل أول حكومة للعهد استمرت بوتيرة مرتفعة، وسط تكرار الرئيس عون أمام زواره «ضرورة تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد»، معددا ما يعتزم القيام به من زيارات إلى عواصم عربية وأجنبية في طليعتها الرياض.