عروبة الإخباري – طلال السُكرّ –
في كل قصة تُروى عن تحديات الحياة، هناك بصيص نور ينبعث ليذكرنا بأن الإيمان والأمل قادران على صنع المعجزات. كلمات الإعلامية هدى شديد حملت بين طياتها رسالة مفعمة بالامتنان، ملأتها قوة التجربة وروح الإيمان. تلك اللحظة التي تحولت فيها المحنة إلى نعمة، ليست مجرد ذكرى شخصية، بل هي دعوة للجميع للتأمل في جمال الحياة، والإيمان بأن كل شيء ممكن عندما نضع ثقتنا في الله وفي أنفسنا.
فقد كتبت الإعلامية هدى شديد كلمات تعكس تجربة شخصية عميقة ومؤثرة حول محنتها مع المرض وانتصارها عليه قبل إحدى عشرة سنة، وهي شهادة حية على قوة الإيمان والعلم والأمل. في لحظة فارقة، كانت تستعد لعملية جراحية في كليفلاند كلينيك، لتفاجأ بكلمات طبيبها الجراح: “العلاج نجح، الورم اختفى”، فهذا الإعلان لم يكن مجرد قرار طبي، بل بداية فصل جديد مليء بالشكر والاحتفال بالحياة.
بين الألم والأمل
رحلة هدى مع المرض ليست مجرد تجربة فردية، بل درس جماعي يلهم كل من يعاني أو يواجه التحديات. المرض، مهما كان حجمه، يضع الإنسان أمام لحظة مواجهة مع الذات ومع المحدودية البشرية. لكنه أيضاً يفتح باباً للتأمل في قدرة الله ورحمته التي تتجلى في أوقات نعتقد فيها أننا على حافة اليأس.
حين ألغى الجراح د. إيان لايفري العملية، لم تكن تلك لحظة طبية بحتة، بل كانت شهادة على انتصار الإرادة الإلهية، التي يمكن أن تحول المحنة إلى معجزة. القبول بما يقدره الله والإيمان بأن الخير يكمن في كل قرار، هو ما يجعل الإنسان أقوى وأكثر استعداداً لمواجهة الحياة.
المعجزة ليست فقط شفاء الجسد
اللحظة التي وصفتها هدى بأنها “أعجوبة”، لم تكن فقط في شفاء الورم، بل في السكينة التي منحتها لها تلك التجربة. التحول من القلق والخوف إلى الاحتفال والامتنان هو بحد ذاته نعمة كبرى. في ذلك اليوم، لم تكن هدى وحيدة، بل أحاط بها أفراد عائلتها وأصدقاؤها، الذين شاركوها فرحة الشفاء، ليذكرونا بأهمية الدعم الاجتماعي في تجاوز المحن.
المعجزات ليست دائماً أموراً خارقة للطبيعة. أحياناً تكون المعجزة ببساطة في رؤية يد الله تعمل من خلال العلم، الطب، والحب الذي يحيط بنا من الآخرين.
أنا مسلّمة نفسي لربنا
هذه الجملة التي ختمت بها هدى كلماتها ليست مجرد إعلان عن إيمانها، بل هي فلسفة حياة. التسليم لله ليس استسلاماً، بل هو تسليم واعٍ ومليء بالثقة. هو الإيمان بأن ما يختاره الله لنا، حتى لو بدا صعباً، يحمل بين طياته الخير والبركة.
دروس من تجربة هدى شديد
الأمل مفتاح النجاة: مهما بدت الظروف معقدة، الأمل قادر على تحويل الألم إلى دافع للاستمرار.
العلم والإيمان يكملان بعضهما البعض: قد يأتي الشفاء عبر الطب، لكنه لا يكتمل إلا بالإيمان واليقين بأن الله يعمل من خلال أيدي الأطباء.
الدعم العائلي والاجتماعي: وجود الأحبة حولنا في أوقات المحنة هو مصدر قوة لا يُقدّر بثمن.
الشكر والامتنان: تذكر لحظات الشفاء والانتصار ليست مجرد احتفال، بل هي تذكير دائم بأن الحياة هدية لا يجب أن تُنسى قيمتها.
الاحتفال بالحياة، اليوم وكل يوم
كل يوم يمر على الإنسان بصحة وعافية هو بحد ذاته احتفال. التجربة التي مرت بها هدى شديد تُذكرنا بأن نعيش اللحظة، نستمتع بما لدينا، ونشكر الله على كل ما يقدمه لنا، سواء كان ذلك شفاءً من مرض، أو مجرد يوم جديد نعيشه بحب وسلام.
هدى، في كلماتك وجدنا قوة تلهمنا، وتجربة تُظهر لنا جمال الإيمان والإرادة. شكرًا لأنك شاركتنا قصتك، التي تُذكرنا دائماً بأن الحياة مليئة بالمعجزات الصغيرة.