عروبة الإخباري –
منذ اندلاع حرب الإبادة الوحشية على قطاع غزة وأهلها، أثبت الأردنيون، قيادةً وشعبًا، أنهم لا ينتظرون شكرًا أو إشادة من أحد. هذا الشعب الذي يفيض كرمًا وإنسانية، قدم ولا يزال يقدم المساعدات المتواصلة لأشقائه في غزة، من قوافل الإغاثة المحمّلة بالمؤن والأدوية، إلى العمليات الجوية والحملات الإنسانية، وصولًا إلى المستشفيات الميدانية التي أصبحت طوق نجاة في ظل الكارثة الإنسانية المستمرة.
ورغم الجهود العظيمة التي بذلها الأردن، لم يسعَ يومًا لتسجيل نقاط سياسية أو تسليط الضوء المفرط على هذه الأعمال. على العكس، كان هناك حرص واضح على أن يظل هذا الدعم في سياقه الإنساني والأخوي، دون أي محاولة لتحويله إلى دعاية. قد يبدو هذا الحرص بمثابة خجل نبيل من تقزيم قيمة الدماء الطاهرة التي أُريقت في قطاع غزة، أو اختزال معاناة أشقاء الروح في مكاسب آنية.
إن هذه المواقف تضعنا أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبيرة، لننظر بعين الامتنان والاحترام لهذا الشعب الذي لم يدخر جهدًا في الوقوف مع غزة. علينا أن ندرك أن أي جهد مهما بدا صغيرًا له قيمته العظيمة، خاصة في وقت تُعد فيه دموع طفل جريح في غزة أغلى من كنوز الدنيا وما فيها.
الأردنيون يُعلّمون العالم دروسًا في الإنسانية الصادقة، ويؤكدون أن العروبة ليست شعارًا، بل ممارسة حقيقية تظهر وقت الشدائد. قد لا ينتظرون الشكر، ولكن من واجبنا أن نقدرهم، فهم عنوان النبل في زمن المصالح، وركيزة أمل في زمن المحن.