عروبة الإخباري كتب طلال السكر –
في زمن قل فيه من يجمع بين الكفاءة والنزاهة، يبرز الدكتور محمد أبو هديب، النائب الأسبق في المجلس النيابي الخامس عشر، كأحد أولئك الرجال الذين يحق لهم أن يُلقبوا بـ”رجل دولة”. هو بلا شك، رجل المواقف الصلبة والكلمة الصادقة، لا يخشى في قول الحق لومة لائم، مستنداً إلى مبدأه الراسخ ووطنيته العميقة.
كان أداء الدكتور محمد أبو هديب متميزاً خلال فترة عضويته في مجلس النواب الأردني، خاصة من خلال رئاسته للجنة الشؤون العربية والدولية. تلك اللجنة التي مثلت نافذة الأردن للعالم الخارجي، حيث أثبت أبو هديب قدرة فائقة على تمثيل المصالح الوطنية والدفاع عنها بكل حزم وحكمة. رؤيته العميقة وإلمامه الدقيق بالقضايا العربية والدولية جعلت منه مرجعاً موثوقاً وزميلاً يحظى باحترام الجميع.
ومن الصفات التي تميزه عن كثيرين، نزاهته التي تجلت في رفضه تقاضي أي مقابل عن مهمات السفر التي كان يؤديها. فقد كان يقدم المثال الحي على التضحية والبذل، إذ كان يغطي تكاليف سفره من جيبه الخاص، في رسالة واضحة بأن خدمة الوطن لا تقدر بثمن ولا تخضع للمساومات.
رؤية رجل دولة
إن لقب “رجل دولة” ليس مجرد وصف يُطلق، بل هو تكريم يُمنح لمن استطاع أن يجمع بين الحكمة، والحنكة السياسية، والشجاعة في اتخاذ القرار. الدكتور محمد أبو هديب لم يكن مجرد نائب برلماني، بل كان قائداً وطنياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. رؤيته الثاقبة في معالجة القضايا، وقدرته على الحوار البناء مع مختلف الأطراف، جعلته نموذجاً يُحتذى به.
أثر خالد
رغم مرور الزمن، يبقى ذكر الدكتور محمد أبو هديب خالداً في ذاكرة العمل السياسي الأردني. اسمه مرتبط بالعمل الدؤوب والنزاهة، وهو ما يجعل منه قدوة للأجيال الحالية والمستقبلية. إن مواقفه المشرفة وإسهاماته في تعزيز الدور الرقابي والتشريعي للمجلس النيابي ستبقى علامة فارقة في تاريخ الأردن.
الدكتور محمد أبو هديب هو بحق رجل دولة قلّ نظيره، وشخصية وطنية تستحق الإشادة والاحتفاء، وهو نموذج يُثبت أن الوطن يبقى قوياً برجاله الأوفياء، الذين لا تغريهم المناصب ولا تغيرهم المصالح، بل يبقون ثابتين على الحق، مدافعين عنه بكل ما أوتوا من قوة وإيمان.