عروبة الإخباري كتب سلطان الحطاب –
تابعت الخطأ الذي وقع فيه بعض من روّجوا لادعاءات الفساد في الفوسفات وسررت أن الحق يجد من يدافع عنه ومن يتصدى لمحاولة اغفاله او اصابته او تعطيله.
لست بصدد الدفاع عن إدارة الفوسفات التي وصلت ملفاتها الأخيرة وبشفافية الى هيئة مكافحة الفساد والى مكتب رئيس مجلس النواب، أحمد الصفدي والتي أرسلها رئيس مجلس ادارة الفوسفات نفسه ، ولكنني سررت لنهوض شخصيات قانونية نيابية هامة، وقد حركت عقولها وخبراتها وأدلت بآرائها ومواقفها في هذا القضية التي لم يكن من المناسب اثارتها كما جاء في الإفتاء القانوني فهي … منظورة في الأصل لدى القضاء، ولأن كثير من الاسئلة التي قامت حولها الرطانة صنع لها ذباب الكتروني وغير الكتروني هي قضية جرى البت فيها
لا أسرار في الفوسفات والتقرير الذي في مكافحة الفساد، وحتى الذي وصل الى رئيس مجلس النواب، هو تقرير صادر بتوقيع رئيس مجلس إدارة الفوسفات.
الخشية كانت دائماً من دخول غير المعنين أو العارفين أو ممن يريدون جنازة ليلطموا فيها، كما يقال، فهؤلاء.. ولا نجدهم حين تقع الشركات أو المؤسسات او تصاب بعطب عندها تسحبهم الشماتة الى السكوت وعدم الرؤية، في حين تكثر الحجارة رمياً على الاشجاب المثمرة.
الفوسفات ناجحة بالمقاييس الجديدة ومن خلال تقاريرها وما تقدمه من أرقام وما تضيفه الى الموازنة من أموال، وايضاً الخطط المستقبلية، والشراكات التي تتوسع في كل يوم، والصناعات الجديدة المتحولة، وتعدد الأسواق والجهات العالمية الشريكة، فقد استعدنا .. الفوسفات وكانت مع البوتاس، رافعتان أساسيتان في الاقتصاد الوطني.
دافعي للكتابة في هذا الموضوع الذي حاولت فيه اطراف أن تصعد على الشجرة وهي بحاجة الآن لمن ينزلها بعد انكشاف الأمور هو ما أوردته بعض الشخصيات القانونية والعامة من فتاوي قانونية ومطالعات وثيقة ظلت تؤمن فيها بحدود صلاحيات كل سلطة من السلطات وعدم تداخلها على حساب الأخرى، وحتى لصلاحيات مجلس النواب مع هذا النوع من القضايا والشركات.
قلت وأنا اتابع ما كتبه الفقيه الدستوري الوزير الأسبق، نوفان العجارمة، الذي احترم رأيه في أكثر من موقف ومعركة، أنه لا يفتى والعجارمة في التشريع وقد صدرت فتواه التي كان من المفترض ان تجب كل إشكال الادعاء والرطانة والمزاودة في المجلس وخارجه، حين قال “ان قرار مجلس النواب بشأن شركة الفوسفات لا يتفق مع أحكام الدستور”.
، وهذه الفتوى اصدر مثلها وأكد على مضمونها الاستاذ ليث نصراوين والمحامي القدير والنائب السابق مصطفى ياغي، وكان النائب المحترم والشخصية الوطنية الصلبة التي حاربت الفساد ولا يأخذها في الحق لومة لائم الاستاذ صالح العرموطي، قد قال رأيه تحت القبة دون محاباة، وبشكل قاطع، وقد اعجبني ذلك وشعرت أن أصواتنا … التي وضعناها في صناديق الانتخابات هي اصوات فاعلة وقادرة أن تتصدى وأن تصيب وان تدافع عن الحقائق.
ثمة خليط عجيب اراد البعض الاستفادة منه في تعكير حالة الفوسفات، وخلط الأشياء ببعضها البعض، وقد كان هناك سؤال، كيف يمكن امتلاك الأسهم، ؟
وكيف تؤول الأسهم لمالكين؟ والمسألة لا تحتاج الى الذهاب الى القاضي، فهناك هيئة الأوراق المالية، وهناك الإفصاح لمن أراد الى ذلك سبيلاً.
هذه المسألةالمثاره يستطيع رئيس مجلس النواب، السيد أحمد الصفدي، الرجل المتزن الذي اكتسب الخبرة في احداث حالة التوازن والذي
ظل دائماً ينبه الى مخاطر الشعبوية في قضايا عديدة
انه يستطيع الآن أن يساعد أولئك الذين صعدوا الى الشجرة أن ينزلوا بقوة المنطق والقانون والمصالح العامة، فلا فوز في اصطياد الفوسفات بعد كل التجارب التي مرت بها والتي كان يجب ان تكون كافية لتحصينها ووقف رجمها ، ولا يجوز أن يكون شعار البعض (عليّ وعلى اعدائي، )أو كما قال الشاعر أبو فراس الحمداني، “إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر”، لأن الحياة لا تتوقف عند شخص أو مرحلة، بل يجب أن يقال “إذا عطشت فلينزل القطر ليسقي غيري
كما لا يجوز كسر جمل الفوسفات، او محاولة كسره من اجل عشا واوي كما يقولون
ونقول حمى الله الوطن ومقدراته وليتصدى القانون بقوة لكل مايمكن أن يكون تجاوزات او فساد