عروبة الإخباري –
بدون أدنى شك بأن الناشطة الحقوقية الأردنية، هديل عبد العزيز، مديرة مركز العدل للمساعدة القانونية، تعد نموذجًا ملهمًا للشجاعة والالتزام بحقوق الإنسان، ومن خلال قيادتها المتميزة، تحول مركز العدل إلى ركيزة أساسية في دعم الفئات المهمشة وتقديم المساعدة القانونية لمن لا يستطيعون تحمل أعبائها.
فحتى يومنا هذا، حقق المركز إنجازات مشرفة شملت، 25,327 تمثيلاً أمام المحاكم، و52,472 استشارة قانونية، إلى جانب 11,036 فعالية توعية قانونية استفاد منها 299,749 شخصًا، لا شك بأن هذا التأثير الشامل لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد ليغرس بذور التغيير في نظام العدالة الأردني، الذي يعاني من ثغرات تؤثر على حياة الأفراد، خاصةً في قضايا الأحوال الشخصية والقانون المدني.
وعلى الرغم من أن الدستور الأردني يضمن فتح المحاكم أمام الجميع، إلا أن الواقع العملي يضع عراقيل أمام الأفراد العاديين، حيث يصعب التعامل مع تعقيدات النظام القانوني دون مساعدة مهنية. مركز العدل، تحت قيادة عبد العزيز، أصبح صوتًا لهؤلاء الذين لا صوت لهم، ويعمل بجهد لتحسين إمكانية الوصول إلى العدالة، مُثبتًا أن الدعم القانوني ليس رفاهية بل حق أساسي.
الشجاعة تتحدث باسمها
شهد عام 2023 محطة فارقة في مسيرة هديل عبد العزيز، حينما حازت على “جائزة المرأة الشجاعة الدولية (IWOC)” من وزارة الخارجية الأمريكية، ومع ذلك، لم تلبث عبد العزيز، أن أختارت التخلي عن الجائزة في موقف يبرز نزاهتها واستقلاليتها، مؤكدة أن القيم والمبادئ تتفوق على التكريمات الشخصية، بخطوة احتجاجية على ما يحصل من جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة، فقرارها هذا يعكس شخصية استثنائية تفهم أن الحقوق والعدالة ليست شعارات بل ممارسات يومية تتطلب الالتزام والصمود. إنها رسالة قوية بأن التغيير الحقيقي لا ينبع من الاعتراف الخارجي فقط، بل من التأثير المستدام على حياة الناس وإيمانهم بالعدالة.
رؤية مستقبلية للعدالة
بفضل قيادة هديل عبد العزيز، يسير مركز العدل بخطى واثقة نحو ترسيخ مفهوم العدالة الشاملة. إن مساهمتها في تسليط الضوء على القصور في نظام المساعدة القانونية الأردني تدفع نحو إصلاحات جوهرية تعزز من قدرة الأفراد على الوصول إلى حقوقهم دون تمييز.
يمكن القول بأن هديل عبد العزيز، هي رمز للإنسانية والشجاعة، وتجسد في عملها اليومي إيمانها بأن العدالة حق للجميع، وأن التغيير يبدأ حينما يقرر شخص واحد أن يقول “يكفي”.