عروبة الإخباري –
بعد محاولات بدأت قبل 30 عاما تمكن المغرب من معانقة حلم استضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم بعد فوز ملفه المشترك مع البرتغال وإسبانيا لاحتضان نسخة 2030.
وإصرار المغرب على الترشح لاستضافة العرس العالمي للساحرة المستديرة يترجم بحق مقولة (من سار على الدرب وصل) إذ لم ييأس طوال خمس محاولات للترشح (1994 و1998 و2006 و2010 و2026) نافس خلالها العديد من الدول وكاد في المحاولة الرابعة (2010) أن يظفر بالتنظيم قبل خسارته بفارق 4 نقاط فقط عن منافسته جنوب افريقيا.
واستمر المغرب في الترشح وعمل على تهيئة البنية والبيئة المناسبتين لانتزاع اعتراف بأحقيته في احتضان الحدث الرياضي الأبرز عالميا في مجال كرة القدم إذ اهتم بإعداد الملاعب والبنى التحتية اللازمة بموازاة الارتقاء بمجال كرة القدم لتعزيز مركز المملكة في هذه اللعبة قاريا ودوليا وهو ما تجسد جليا في مونديال 2022 بقطر عندما وصل منتخب (أسود الأطلس) الى المربع الذهبي لكأس العالم.
ونجح المغرب في تنظيم عدد من الأحداث الرياضية القارية والعالمية مثل كأس العالم للأندية التي استضافها بنجاح في ثلاث نسخ ثم كأس أمم افريقيا في عام 1988 والفوز باستضافة أمم افريقيا التي من المقرر أن ينظمها صيف 2025 والنسختين المقبلتين من كأس أمم افريقيا للسيدات خلال عامي 2025 و2026 ونهائيات كأس العالم للسيدات لأقل من 17 عاما وذلك خلال الفترة من 17 أكتوبر الى 8 نوفمبر 2025.
ويبدو ان نجاح المغرب في الفوز باستضافة وتنظيم هذه البطولات القارية والافريقية دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الى وضعه في دائرة الضوء قبل أن يتوجه أخيرا الى جانب اسبانيا والبرتغال بفوز الملف المشترك بالتزكية لتنظيم كأس العالم 2030.
واعتبر رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم المغربية فوزي لقجع أن تزكية المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم في كرة القدم اقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم بمدى التقدم الذي أحرزه سواء على مستوى التنمية الشاملة أو من حيث البنى الرياضية فضلا عن تطور مجال كرة القدم في المغرب.
وأضاف في كلمة أمام الجمعية العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم التي عقدت في 11 ديسمبر عبر تقنية الاتصال المرئي “ان اختيار المغرب للمشاركة في تنظيم كأس العالم الى جانب اسبانيا والبرتغال يعكس التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مختلف مجالات التنمية”.
وهو ما لاحظه الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيارته الأخيرة للمغرب في اطار تقييم ترشيحه حيث حصلت ملاعب المغرب على أفضل تقييم حسب المتطلبات الفنية ونظام النقاط المعمول به.
كما حصلت البنى التحتية المصاحبة والجوانب المتعلقة بتحليل المخاطر المتوقعة والفرص والتحديات على تقييم “إيجابي”.
ورشح المغرب ستة ملاعب كبرى لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030 تشمل ملعب (الحسن الثاني) بالدار البيضاء وهو في طور الإنجاز وسيكون الأكبر في العالم بطاقة استيعابية تبلغ 115 ألف متفرج.
وحسب تصريح فوزي لقجع بأنه سيكون ملعبا استثنائيا بكل المقاييس وسيكون أكبر وأفضل معلم كروي على الصعيد العالمي.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تشييده في عام 2028 وهو مرشح لاحتضان افتتاح البطولة أو المباراة النهائية بها بالإضافة إلى ملاعب أغادير ومراكش وفاس والرباط وطنجة التي سيتم تحديثها وفق مواصفات (فيفا).
وصرح لقجع بأن جميع المشاريع المرتبطة بتنظيم كأس العالم بما فيها الملاعب انطلقت ما من شأنه توفير كافة الظروف والإمكانات لضمان نجاح المغرب في كسب رهان تنظيم العرس الرياضي العالمي الى جانب اسبانيا والبرتغال معربا عن التزام المغرب في جعل مونديال 2030 “نسخة تاريخية واستثنائية على كافة المستويات”.
ومن جانبه هنأ رئيس (فيفا) جياني إنفانتينو المغرب على اختياره الى جانب اسبانيا والبرتغال لاحتضان شرف تنظيم المونديال متعهدا بأن تكون نسخة 2030 من كأس العالم “احتفالية كبرى للإنسانية”.
واستحضر في هذا السياق التفوق الذي أحرزه منتخب (أسود الأطلس) في كأس العالم في قطر وحماس الجمهور المغربي وحفاوة الاستقبال التي تميز الشعب المغربي مضيفا في لقاء نشره موقع ل (فيفا) عقب الإعلان عن اختيار الدول الثلاث لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 “اننا سنحظى بكأس عالم رائعة بالمغرب.. ستكون احتفالية كبرى للإنسانية ولكرة القدم”.
وبدوره قال رئيس الاتحاد الافريقي في تصريح بالمناسبة “انه يوم فخر لكرة القدم الافريقية لقد اصبح المغرب ثاني بلد افريقي يستضيف كأس العالم” بعد جنوب افريقيا عام 2010.
وهنأ المغرب على فوزه باستضافة نهائيات كأس العالم 2030 بالشراكة مع اسبانيا والبرتغال قائلا “ان الشراكة بين الدول الثلاث تعبير عن الوحدة بين افريقيا وأوروبا من خلال كرة القدم”.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أعلن رسميا في 11 ديسمبر 2024 فوز المغرب واسبانيا والبرتغال باستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030 موضحا أن الملف المشترك المقدم من الدول الثلاث تجاوز الحد الأدنى من متطلبات استضافة المونديال.
