عروبة الإخباري –
الكويت، تلك الدولة الصغيرة بحجمها الكبيرة بمواقفها، لطالما كانت منارة للعمل الإنساني والسياسي المتزن، ومصدر فخر لأبنائها بفضل دورها الريادي في دعم القضايا العربية والإسلامية. ومع ذلك، لا تزال تتعرض بين الحين والآخر لهجمات غير مبررة من بعض الحاقدين والمسيئين، الذين لا يمتلكون أي مبرر سوى التدخل في شؤونها الداخلية ونشر الفتن. هؤلاء، مدفوعون بأجندات خبيثة وأفكار متطرفة، يحاولون النيل من سمعة الكويت ودورها الإيجابي. لكن الكويت، بشعبها الواعي وقيادتها الحكيمة، قادرة على التصدي لهذه المحاولات بحكمة وثبات.
مما لا شك فيه بأن الكويت وبفضل سياستها المتزنة وتاريخها الداعم لقضايا الأمة العربية والإسلامية، قد أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها واحدة من أبرز الدول التي تحرص على مد يد العون ونصرة الحق. ومع ذلك، نجد أن بعض الحاقدين، بلا أسباب منطقية أو حجج متماسكة، يعمدون إلى التهجم عليها والتدخل في شؤونها الداخلية، متناسين تاريخها المشرّف ودورها الفاعل في خدمة القضايا العربية والإسلامية.
هذه الفئة من المسيئين ليست إلا انعكاسًا للتيارات المتطرفة والأحزاب المقيتة التي تعيش على نشر الفتنة وتأجيج الخلافات. أولئك الذين يتبعون نهج الخوارج بأسلوبهم العدائي وأجنداتهم المدمرة، لا يهدفون إلا إلى زعزعة الاستقرار والإساءة لمن يخالفهم الرأي. في أي مناسبة أو حتى دون مناسبة، ينبري هؤلاء في كيل الشتائم والتخوين، متناسين كل ما قدمته الكويت لقضاياهم ومواقفها النبيلة تجاه أمتهم…ولعليّ أشير إلى حسابات وصفحات وشخصيات عميلة لمرتزقة ومجندين وعناصر مخابرات تقيم خارج دولها او من داخل دولها تعمل على مدار الساعة من خلال أسماء وهمية او اسمائهم ويتلقون دعم واضح سواء بالمعلومات او المال ويقيمون في اغلى دول أوروبا يعملون على اقتناص اي حدث في الكويت ووضع خطة لتأجيج الأحداث وتحريض الشعب وإيغال صدره بعبارات مخيفة مثل الفقر والسحل والسجون الظلامية وسحب الجنسية ومصادرة الأملاك وتدعو الشعب جهارا نهارا للرفض والعصيان والإضرابات مدنية وغير المدنية والدعوة لرفض أسرة الحكم بأي صورة من خلال التطاول على قيادتنا الرشيدة حتى وصلت الوقاحة ببعض صفحات المرتزقة بالمطالبة بالانقلاب والسيطرة على الجيش الكويتي لولا حكمة الشيخ صباح الأحمد رحمه الله ( كادت تضيع ) وحكمة الشيخ مشعل في ضبط الأوضاع الداخلية خلال هذه السنوات …
ما يجب أن يدركه الكويتيون هو أن الوقوف صفًا واحدًا ضد هذه التيارات المتطرفة وأدواتها هو واجب وطني. الابتعاد عن الأحزاب والكيانات التي تستغل الدين أو القومية لتحقيق مآربها الخبيثة أمر ضروري للحفاظ على وحدة الكويت واستقرارها. الكويت كانت وما زالت نموذجًا يحتذى به في التسامح، الوحدة، ودعم القضايا العادلة، ولا يليق بها أن تكون مسرحًا لهؤلاء المحرضين.
إن الحقد الذي يظهره البعض تجاه الكويت ليس إلا انعكاسًا لفشلهم وعجزهم عن تحقيق أهدافهم بطرق شريفة ونزيهة. وعلى الكويت وأبنائها أن يواصلوا طريقهم بكل ثقة، غير مكترثين بحملات التشويه والفتن، فالكويت ستبقى شامخة بفضل الله ثم بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها الواعي
المسيئون للكويت وحقيقة أجنداتهم* الإعلامية ليلى القحطاني
12
المقالة السابقة