عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
السلط وزيارتها وتفقد مواقع فيها والالتقاء بمجموعة من ابنائها في زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، هو نموذج للزيارات الملكية التي لم تكن السلط أولها ولن تكون الأخيرة، فقد ظل التواصل بين الهاشميين وشعبهم مستمرا ومتواصلاً، ولم يعزل الحاكم في أي يوم من الأيام نفسه عن أهله ولا عن شعبه
صحيح أن التواصل كان يرتفع ويزداد وأحياناً كان يتراجع وينحسر، لكنه لم يتوقف، وظلت القيادة الهاشمية ترى فيه وسيلة فضلى للارتباط وترجمة الجكم الذي أرادوه ان يكون بالعدل وأن يسوده بالحكمة والمحبة،
لا تعوزنا النماذج المعزولة عن شعوبها في العالم العربي، ولنا في نظام بشار الأسد مثالاً عن العلاقة المقطوعة والمتوترة حيث كشف غطاء سقوط النظام عن دولة همشت المواطنيين وطاردتهم على الرأي والكلمة والموقف، وزجت بمئات الآلاف من الابرياء في سجون لم يعرف لها العالم من قبل ولم يشاهد مثلها في الأقبية والسراديب، حيث فقدان الأمل والموت والنيسان
ما زال الأردن نموذجاً للمصالحة والإصلاح والتآخي، وما زال اهله يعرفون الحق، ويعرف أهله ان الأردن لا يمارس التعذيب أو القتل ولا يزج الناس في السجون دون محاكمات عادلة أو مثولهم أمام القضاء
ما زال بلدنا بخير وما زلنا ندعو لمزيد من التواصل مع الناس والاستماع الى شكاواهم وتخفيف معاناتهم وما زلنا بحاجة الى حكومات تعمل بجد ونشاط وتعالج القضايا ولا تراكمها ولا تتجاوز عليها، وما زلنا نطالب بتفعيل القوانين وتطبيقها وعدم تجاوزها، ونرى أن على كل السلطات أن تقوم بواجبها خير قيام على قاعدة الرقابة والمسائلة دون محاباة
ما يهمنا ليس رضى العالم عن سياساتنا وان كان ذلك ضرورياً ولكن الأهم هو رضى المواطنين والتفافهم حول قيادتهم باخلاص ووعي
يجب أن ينتهي زمن المجاملات والتزمير والتطبيل والتسحيج وحضور نفس الوجوه، واحداث نقلات نوعية في تمثيل الناس وحضورهم، وأن تقال الحقائق وأن يجري الوقوف عليها بصراحة ووضوح، وأن يتخذ من الحوار الوطني العميق واسلوب المكاشفة الوسيلة الفضلى للوصول الى الحلول والأهداف الوطنية وخدمتها
لقاء السلط نموذج للقاءات الملكية
والمطلوب تطويره والبناء عليه والإشارات التي ترسلها الحكومة الجديدة يمكن أن تشكل البدايات المناسبة لمرحلة جديدة ينتهي فيها زمن الكسل والتثاؤب والتطنيش وادارة الظهر للمواطن
نكبر الأسلوب الجديد ونعظم دوره وندعو مجددا للاستفادة من الزيارات الملكية وزيارات ولي العهد وتفريغ مضامينها في عمل مستمر وجاد وتنفيذ ومحاسبة أولئك الذين لا ينفذون او يقصرون واستبدالهم بمن يحبون الوطن ويصونون كل مصالحه
الزيارات الملكية ليست جديدة، وقد بدأها الملك منذ توليه سلطاته الدستورية ومن يومه الأول، ءالمطلوب والجديد الذي يجب أن يكون هو استثمار هذه الزيارات باعتبارها جزء من تشخيص الواقع وشكل من أشكال الحوار ووسيلة للعلاج والحلول للقضايا العامة وما يشكو منه المواطن
نعم التواصل مهم جداً وما يقوم به الديوان ظل نموذجاً عوض عن تقصير الحكومات التنفيذية التي كان يدعو ها جلالة الملك لهذا الدور ويطالبها بالذهاب الى الميدان، ليس في رحلات واستقبالات من نفس الوجوه، وإنما لإصابة الغرض من الزيارات كالنموذج الذي يقوده القصر في التواصل والذي بدأت الحكومة نموذجه الجديد وان يتواصل ويستكمل
على الحكومات صرف الرشيتة وإنفاذ التشخيص، نعم هناك جديد في الزيارات الملكية وحتى في زيارات الحكومة الجديدة، فقد عطلت الحكومات السابقة كثيراً من العمل ولم تنجز بما كان مأمولاً منها، والمطلوب الآن مضاعفة الجهد وأن نبتعد عن مافي عالمنا العربي الذي بدأ متصحراً التواصل وحيث تضعف العلاقة مابين الحاكم والمحكوم
فالعدل أساس الملك.