عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
بيض الله وجهك يا أمجد القاضي، فأنت تصر على إيقاد الشمعة وسط الرياح،
وماذا ينفع الكلام في تعريف الابادة وهي تمارس خارج اطار اللغة مستعملة الدم والاشلاء.
وهل تسعف الكلمات في وصف العدواسرائيل بعد الجنائية الدولية ؟
أو في وصف المقاومة بالشكل الأسطوري الذي رأيناه في غزة،
أننا فقط بحاجة إلى الكلمات لوصف الحال العربي الذي يتردى الى الدرك الأسفل،ويعاود خذلان الشعب الفلسطيني للمرة المائة منذ قرن من مواجهة الحركة الصهيونية، ابتداءمن مستوطنة بتاحتكفا أول الاستيطان ووصولاً الى اليوم.
فعلاً ذهبنا أمس الى فندق الرويال في عمان لحضور مهرجان الأردن للإعلام العربي، الذي ينعقد لليوم الثالث بأوراق بحثية وبحضور نوعي دعي اليه من العالم العربي، وكان اهتمام الأردن واضحا وقد جعل رعايته من جانب رئيس الوزراء الذي انتدب الوزير محمد المومني للافتتاح كان الافتتاح يوم الجمعة مساء بكلمة للدكتور أمجد القاضي رئيس اللجنة العليا للمهرجان، ونقول بيض الله وجهك يا أمجد،لقد مثلتنا كلنا ونحن نختبر قدرتنا على الكلام وسط الدم والابادة والموت المعروض على الشاشات في مناقصة الدم العربية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
حشد المؤتمر عدداً من الشخصيات، فقد كان في الحضور والكلام، سيادة الرئيس اليمني الأسبق، علي ناصر محمد، وقد تحدث عن فلسطين، بمحبة في يوم فلسطين ويوم نصرتها الذي ربطه الأردن بالاعلام العربي، وشرح للحاضرين المساهمة من خلال الاعلام، وكان أيضاً في الحديث محمد صفي الدين، وزير الثقافة المصري الأسبق والدكتور عبد المحسن شعبان، المفكر من العراق وعاطف مغاوري النائب في البرلمان المصري، وكان محمد سالم حمادي، الذي جاء بمشاعر الجزائر الفياضة ونكهة ثورة الجزائر، ثورة المليون شهيد، التي لم تتخلى عن فلسطين وروايتها، كما تحدث د. ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الذي تختزل ذاكرته في حراسة واعية، معاناة شعبه وكيف يمكن قراءة الجرح الفلسطيني اعلامياً، وكان الكويتي العربي، سعد العنزي، الذي عاش فلسطين وكتب عنها وأشهر إيمانه بها
وقد أدار الحوار في الجلسة المهندس صخر دودين، وزير الإعلام الاسبق الذي لا تعوزه المهارة في صيد الأهداف وتحكيم الرأي لادارة الغرض.
ولم ينسى الحضور دور الفن داخل تيار الإعلام في دعم قضية فلسطين، حيث يدرك الجميع كيف أيقض الشعر الفلسطيني المبكر الوعي والثورة وقدم نماذج شعر الأرض المحتلة واساطينه، وكان في الركاب .. الملاحم والتغريبة الفلسطينية والأغاني التي اشتعلت في موكب الكفاح
وتحدث الدكتور عبد المنعى الرياشي، باحثاً عن المفقود عند العرب ليصيروا بعد أن توفر المال والرجال وغابت الارادة التي لم يشأ أن يذكرها مباشرة بغيابها، ولكن تساءل عنها ودعى لحضورها إن كنا صادقين
… وتوج الدكتور عبد المنعم الحسني، وزير الإعلام العُماني الأسبق دور الفن في الربط المحكم في النموذج الذي … أنجزته السلطنة حين دفعت باتجاه تأييد القضية الفلسطينية وكفاح أهلها وحرضت الفن ليكون في ركاب ذلك، وكانت كلمة الحسني واضحة صافية عكست فكرة صافية.
وتحدث الدكتور فوزي الغويل، مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب الأسبق، منتسباً الى الذاكرة والمشاهدة وليس الى الورق عن دور الاعلام والجامعة العربية، وقد أدار الجلسة وزير الإعلام الأسبق، فيصل الشبول، باسئلة ذكية لفض أوراق البحث المقدمة والسماح بانسيابها في الوقت المحاصر .
وجاءت الجلسة الثالثة التي تكاد تكون الأهم حين تحدث عتاة المناضلين وواحد من أصلبهم وهو محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهيير العربية في الداخل، وهو سادن كفاح من بقوا في فلسطين منذ عام 1948، وواصف كفاحهم وكاشف الاعيب الاحتلال في مصادرة حقوقهم، لقد ظل حادي مسيرة الوحدة في العمل السياسي، خلف الخط الأخضر.
وتحدث قدورة فارس، أمين خزنة معاناة الأسرى المحررين، رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، ليفتح كومة من الجراح حملتها الحركة الأسيرة وما زالت تستشرف الحرية بالصمود والتضحية،
وتحدثت الاستاذة ولاء بطاط، عن الطفل الفلسطيني المعجزة الذي يلد رجلاً ومناضلاً وشاقاً طريقه الى السجن أو الاعتقال، فلا طفولة في فلسطين، إذ يشيب الأطفال في النضال ويأخذون القسط الوافر فيه، كما تحدث الدكتور مؤيد شعبان عن الجدار والاستيطان، وما ادراك ما الجدار وما الاستيطان؟ الذي ارادته الصهيونية قبراً للأجساد الفلسطينية وحبلا يلتف على العنق الفلسطينية ولكن لاجدار يبقى ولا استيطان سيستمر طالما بزعت ارادة الشعب واطلقت رصاصة الثورة، وجاء الصدى في السابع من اكتوبر،
وتحدث في ذلك الدكتور صبري ربيحات، وزير الثقافة الأسبق،
وفي هذا اليوم الأخير سيتحدث كما البرنامج الدكتور علي ربيعات، عميد كلية الفنون في جامعة اليرموك، والاستاذة التي ميزت الجلسات، عبير عيسى، التي تحولت الى ايقونة في مشاعرها النبيلة، فالفن ليس شيئاً عابراً عندها ، وإنما إعادة لصياغة الانسان حيث يجب ان يكون لتكون الحياة، لقد كان حضورها ملموسا، وروحها دالة وكانت سناء موسى صاحبة الصوت الذي يدعو حيّ على الفلاح في الكفاح الفلسطيني
ومحمد بكري، الذي قال أنه ليس من المستحيل أن تنبت المقاومة من داخل الفن، وظل يقول إن شعبه لن يموت بدليل أنه يمارس الفن في سمو، وان كل أرتال هوليوود وكتائبها المدججة بالمال والتزوير لن تهزمه ما دام قد عثر على الشمعة ودخل النفق، وتحدث محمود أبو الهيجاء عن تجربة صحيفة الحياة الجديدة، وعرف بها وادار الجلسة بمحبة، رسمي محاسنة، حين اضاءها بالنقد
وكان الختام في اليوم الاخير ، وسيتحدث المثقف الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأسبق، الذي لم ولن يركن ربابته، بل سيبقى يحزها طالما ظلت الحاجة الى الموقف الشجي والقدرة على الكلام الذي يفتح باب الفعل ويبشر به.
أما سمير حباشنة، فقد أدلى بدلوه وظل أول المومنين بزرقاء اليمامة ونبوءتها في قومها حين دعى الى فل الحديد بالحديد، ومواجهة الغطرسة بالصمود والقوة والى عدم تصغير الاكتاف والمضي حيث الشرف والجندية وعدم الهروب من استحقاقات المرحلة.
وجاء عدنان غيث،، وقد أخذ اجازة من روتين الاعتقال اليومي له وجلبه في كل يوم للأمن الاسرائيلي لمجرد أنه في القدس وابن القدس ومحافظها ، لقد احتل اسمه نشرات الأخبار من كثرة الاعتقال جاء يحمل روايته ويقول..وكان رئيس الجلسة الدكتور عبد الله عويدات، الذي لا يعوزه فريد من الحزن أو المعرفة بما يجري والذي وضع كثيرأً من النقاط على الحروف واضاء لوحة الجلسة المسائية قبل الختام.
وفي الجلسة الختامية، كان السفير، زياد المجالي، الذي أحب فلسطين وعمل سفيراً في غزة، لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وقدم تجربته بما تستحق ان تسمع وقد تدربت في رئاسة الجلسة، إسراء طبيشات، حيث كان الختام من الدكتور أمجد القاضي، الذي كفى ووفى بجهوده الكبيرة، فأمجد الذي عرف العمل الرسمي لم حين اصبح خارجه ، بل مضى ليقول أن صاحب العزيمة يستطيع أن يعمل حيث تتوفر له الارادة التي لاتعدم الوسيلة وهاهو يقدم مهرجاناً عربياً مميزاً في نصرة فلسطين وقضيتها
قبل أن يكون للدكتور محمد عساف ممثل فلسطين في المؤتمر كلمة مسك الختام.وقيادة التمثيل الفلسطيني في المؤتمر بحرص ومشاركة واخلاص
فمبروك لفلسطين استمرار التضامن معها وللأردن وفاؤه المعلن وللمشاركين شرف المساهمة.