عباس زكي وقد تحدث

عروبة الإخباري كتب سلطان الحطاب
قد يكون الكثيرون في فتح أولى المنظمات الفلسطينية واكبرها … تأسيس للثورة وانطلاقها، يفكرون الآن كما يفكر عباس زكي، “أبو مشعل” عضو اللجنة المركزية لفتح وصاحب التجربة الطويلة والمنوعة في الثورة الفلسطينية في بيئاتها المختلفة.
يمتلك الرجل رصيداً طويلاً من العمل والخبرة، فقد كان من بواكير من انضموا للحركة وعملوا من أجل تجذير دورها والحفاظ عليه، متميزاً لأنه الأوضح صوتاً والأعلى نبرة، في نقل الواقع الصعب الذي آل اليه الحال الفلسطيني، وهو في نقده الذي صرح به من الداخل أمس الأول، توقف عند حجر الزاوية عند فتح التي اشفق عليها من الخلاف والاختلاف ونسيان الارث الكبير المتراكم والانصراف الى الثانوي والجزئي والمرحلي التكتيكي، وهو يرى أن السلطة هي تعبير داخلي محلي، وأن فتح هي الإطار الأوسع والأكبر، وهي العنوان الذي لا بد أن يظل واضحاً ومقروءاً لا تعتيم عليه ولا ضبابية، وإن فتح لا يحوز أن تتماهى في السلطة أو تلغي دورها أو طمس تراثها بسبب دور السلطة، هذا الدور بالتوافق، بل ظل الدور لفتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية، كإطار أوسع لعموم فصائل المقاومة وما يمثل الشعب الفلسطيني كله، ينطلق عباس زكي الذي يعرف باعتداله وتوزان مواقفه وميله للمصالحة ورص الصف وقبول الجميع تحت شعار الوحدة والمصلحة العام، ولذا فإنه لم يسجل عليه حساسية من أيّ فصيل، أو انفعال على أي ملاحظات أو مواقف طالما ظلت تقلبات في الإطار الوطني.
الجدل الأخير الطبيعي والصحي في صفوف الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها أكبرها وأهمها، فتح، جاءت في محاولة للرد على الأسئلة العديدة المعلقة والقائمة من استمرار العدوان وحرب الإبادة التي تقوم بها اسرائيل على الشعب الفلسطيني ومحاولة معرفة الرّد الأنسب أو الخطوات التي يجب اتخاذها او تبنتها للرد على العدوان وللحفاظ على تغييرات المقاومة وفصائلها.
يتحدث عباس زكي، عن ارث فتح ويخشى عليه وهو لا يقفز خارج المسموح ولا يناؤى أو يعارض بمواقف أو لغة فجة، بل أنه في خضم هذا النقد، ما زال يحتفظ بنفس المسافة مع الجميع في القيادة الفلسطينية وفي اللجنة المركزية لفتح، وهو متواصل لأن يعمل ويدلي برأيه ويتميز به.
كما أن آراءه الوطنية المدروسة تقبل القسمة على الجميع وتحافظ على الوحدة الوطنية وتدعو لاعتماد المراجعة وسيلة للإصلاح وإعادة البناء، وهو يأخذ على السلطة توسع صلاحياتها وتمددها على حساب فتح وعلى حساب المنظمة، مما يؤثر على سلامة صورة فتح ونهجها وموقعها كحركة لا بد أن تكون على يسار العمل، باعتبارها القائده.. وذات الإرث النضالي، وأن هذا الإرث لا يجوز أن يبدد أو أن يستبدل، خاصة وان المنطقة والإقليم والعالم يشهد تحولات واسعة وخطيرة من ضعف الوازع الإنساني، ومن انحطاط اخلاقي لا يملك رداً على الإبادة ولا يرى فيها خطراً، يجب وقفه فوراً.
ما زالت فلسطين تحت الاحتلال، وما زالت قواها الساسية .. تخوض مرحلة التحرر الوطني التي قادتها فتح منذ عام 1965، وفي هذه المرحلة، فإن كل أشكال النضال لا بد أن تدفع باتجاه مقاومة الاحتلال والتحرير وحق تقرير المصير، وأن هذه الأهداف لا يجوز أن تعلوها أي أهداف أخرى تربكها أو تعطلها أو تؤثر عليها.
ولأن الشعب الفلسطيني ما زال في مرحلة التحرر الوطني الذي تخوضه قواه قبل التحرير كهدف، فإن الكفاح المسلح باشكاله المتعددة لا يمكن تجاوزه أو إغفاله أو اعتماد العمل السياسي الدبلوماسي والسياسي وسيلة وحيدة.
لا ينكر ابو مشعل، الإنجازات التي تحققت على المستوى الإقليمي والدولي، وصعود وضع القضية الفلسطينية وتمثيلها ومكاسبها الدولية، بمزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما ان توهج القضية وعودتها الى المداولات العالمية وحضورها، كل ذلك جاء نتاج كفاح مستمر من القيادة الفلسطينية التي عملت وما زالت تعمل من أجل القضية الوطنية، ومن هنا لا بد من الحفاظ على المكاسب والمنجزاب وزيادتها والسماح لهذا التيار أن يظل نشيطاً وأن يعبر عن نفسه بالعمل، وفي هذا المجال يطالب عباس زكي، باعادة تعريف فتح ودورها وصيانة هذا الدور والدفاع عنه وتخليصه من أيّ عقبات والتأكيد على أن فتح هي حركة تحرر وطني، وهي جزء من منظمة التحرير وليست بديلاً، كما أنها تقود نضال الشعب الفلسطيني الى الحرية وليس الى أيّ مكان آخر تصعب قراءته

Related posts

البنك العربي الإسلامي… قفزة نوعية!!

شركة التأمين الإسلامية

أبو علاء البقية في عمرك