تمر اليوم الذكرى السادسة والثلاثون لإعلان الاستقلال الفلسطيني، الذي أعلنه القائد الشهيد ياسر عرفات من على منصة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988، معلنًا للعالم أن شعبنا الفلسطيني هو شعب حي، لا يتخلى عن حقوقه ولا يساوم عليها. وفي هذه المناسبة الوطنية، نجدد التأكيد على أن حرب الإبادة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنها على شعبنا، من جرائم وحشية ومؤامرات تستهدف تصفية قضيتنا العادلة، لن تنجح ولن تحقق أهدافها.
إن الاحتلال وعنجهيته في قتل وتشريد شعبنا لن يمر، بل ستتحطم كل خططهم ومؤامراتهم على صخرة ثبات وصمود شعبنا الأبي، المتجذر في أرضه والمتمسك بحقوقه الثابتة والمشروعة، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير. إننا على يقين تام بأن إرادة شعبنا أقوى من كل محاولات التصفية والتهويد.
إن وحدة شعبنا الوطني هي السلاح الأمضى في معركتنا ضد الاحتلال، ولذا فإن تجاوز الخلافات الداخلية والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية هو الطريق الحتمي لتحقيق الاستقلال وتكريس السيادة الفلسطينية. لا بد من العمل على تعزيز هذه الوحدة الوطنية لنحول حلم الاستقلال إلى حقيقة منجزة، ولنسعى لتحقيق كامل أهدافنا الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي هذا السياق، نتوجه بتحية إجلال لشعبنا الفلسطيني العظيم في كل مكان، وخاصة في غزة والضفة الغربية، حيث يتصدى بأعصاب من حديد وقلوب مليئة بالعزيمة لإرهاب الاحتلال، ويواجه حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على مرأى ومسمع العالم الذي يعجز عن اتخاذ موقف حاسم. إن هذا الشعب، الذي أثبت مرارًا وتكرارًا أنه عصي على الموت، هو الأمل في المستقبل، وسنبقى نرفع راية الحرية والنضال حتى نحقق أهدافنا العادلة.
عاشت فلسطين حرة عربية، وعاشت ذكرى الاستقلال في قلب كل فلسطيني