بعد 400 يوم.. المخطوفون ما يزالون بغزة* ريفكا نارييه بن شاحر

عروبة الإخباري –

هآرتس –
قبل بضع سنوات طلبت هنا من نتنياهو أن يترك الكارثة في حالها وأن يوقف أضحاكنا برواية الضحية هذه. تحدثت عن الشاعرة زلدا، التي رغم الفجوة في جيلنا (تعلمت الحبو في بيتها)، وأعتقدت أنها صديقتي. أنا وصفت كيف هي توسلت لأمي، من الجيل الثاني الكلاسيكي، بألا تحدثني كثيرا عن الكارثة.

الآن أنا أطلب من نتنياهو أن يترك النهضة في حالها. وأن يتوقف عن إزعاجنا بهذه الرواية الخيالية. نتنياهو هو فنان الكلام ويعرف كل النظريات عن الرواية ومبناها. في جميع خطاباته في الفترة الأخيرة، بدءا بالاحتفالات الحكومية بذكرى 7 أكتوبر وحتى الاحتفال بإنهاء دورة للضباط، كرر “النهضة”، وكأنه إذا كرر هذه الكلمة فإننا سنصل إلى الهدف.
مثل كل أولاد إسرائيل أنا أيضا ترعرعت على الانتقال من الكارثة إلى النهضة. في الروضة وفي المدرسة وفي معهد اللغة وفي الخدمة الوطنية – وقفنا في هذه الاحتفالات وأنشدنا كل الأناشيد. جميعنا انتقلنا في غضون أسبوع من بطولة الفدائيين إلى يوم الذكرى ويوم الاستقلال. أنا ترعرعت أيضا بين الحروب والانتفاضات، عمليات “صغيرة” وحافلات متفجرة، صواريخ وكاتيوشا. ولكن لا أحد قام بإعدادنا لأحداث 7 أكتوبر الفظيعة وحرب الفوضى المستمرة منذ ذلك الحين. أنا قرأت بأن ليئات تسيلي النبيلة، التي عادت من أسر حماس، شرحت لطلابها أثناء جولة في “يد واسم” بأنه في الكارثة “كل يوم كان مثل 7 أكتوبر”. لذلك، سأمتنع عن تسمية هذا اليوم الفظيع بـ”الكارثة”. في هذا المقال أنا سأستخدم المصطلح التاريخي “المذبحة”، المصطلح الذي ينطوي على القتل، السلب، التدمير، الإحراق، الخنق، الاختطاف وبالأساس العجز.
جميعنا، كل من وقف ذات يوم في الاحتفالات وهو يرتدي أزرق – أبيض، عرفنا هذا العجز من الروايات. نحن لم نصدق أنه ستحدث في إسرائيل مذبحة بهذا الحجم، وألا ينجح الجيش الإسرائيلي في الدفاع حتى عن نفسه، وبالتأكيد ليس عنا. بهذا المعنى فإن 7 أكتوبر كانت لحظة “مذبحة”. في المذابح الكثيرة التي مرت علينا، وأيضا في الكارثة، لم يكن لدينا جيش أو دولة. هنا كانت لنا دولة وجيش، والجميع لم يقوموا بعملهم. هذا يسمى إهمال إجرامي، لذلك لا توجد أي كلمات لوصف ذلك. ولكن إذا كانت لأحد حاجة قوية لطرح أسماء فلدي عدد منها: حرب الإهمال والتخلي، حرب الغطرسة، حرب الفوضى، حرب حقائب الأموال، حرب التصور، حرب المذبحة، حرب الجنوب والشمال.
بعد مرور 400 يوم العجز لم ينته، هو فقط يتفاقم. الأنباء يكون فيها كل يوم خليط غير معقول من القتلى في الحرب، صفارات الإنذار والصواريخ، عدم الاهتمام بالكثيرين المخلين، إحصاء صغير للأيام – والمخطوفون ما زالوا في غزة. هل يحاول أي أحد وبحق تحقيق أهداف الحرب؟ ربما أن الانشغال بالأسماء أسهل من الاعتراف بقدرتنا الحقيقية ومن إعادة المخطوفين إلى البيت.
عندما سيعود كل المخطوفين، وبعد أن أسمع الموسيقا وأذهب إلى المقهى لأول مرة بعد 7 أكتوبر (الأمور التي ابتعدت عنها منذ ذلك الحين)، وأقوم بالتطوع لتجنيد مجموعة من مؤلفي النصوص الموهوبين من أجل وضع الاسم الأكثر نجاحا لهذه الحرب. ولكن حتى ذلك الحين أنا أعتقد أنه من المفيد لنا تسمية الولد باسمه، أو الحرب باسمها، حرب “سلامة نتنياهو”. أهداف هذه الحرب واضحة، وهي قابلة للتحقق، وها نحن في الطريق إليها!.

Related posts

الضيف «اللي ما يجيب»* الحيف بشار جرار

خطاب ولي العهد وتحديات المناخ ( كل روحٍ تستحقُ القتال لأجلها )* النائب محمد يحيى المحارمة

ترامب ونتياهو: ماضياً ومستقبلاً؟* د. أسعد عبد الرحمن