لا عهد لهم.. إعادة ابتزاز عطف العالم..!

عروبة الإخباري – كتب  اشرف محمد حسن

مثلت الصدامات التي شهدتها هولندا بين شبان عرب ومسلمين وبين مشجعين صهاينة، بعد أن مزق الأخيرون أعلاما فلسطينية، مؤشرا خطيرا على الاحتقان والغضب من جراء ما يحدث في غزة وقد أثارت مواقف دولية تربط ما حدث “بمعاداة السامية” جدلا وانتقادا، ووُصفت بأنها ترهيب دولي لفرض الخلط بين “الصهيونية والاحتلال والسامية” تلك الصدامات التي وحدثت مع مشجعين صهاينة عقب قيام بعضهم بتمزيق أعلام فلسطينية وترديد شعارات معادية للعرب والفلسطينيين أصيب على اثرها 10 مشجعين صهاينة خلال مواجهات مع مؤيدين للقضية الفلسطينية ردا على قيام مشجعي فريق “مكابي تل أبيب” الصهيوني لكرة القدم بفوضى وأعمال تخريب وتمزيق أعلام فلسطينية بأمستردام تأتي هذه الاحداث عقب مباراة جمعت نادي أياكس أمستردام الهولندي بنادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي في الدوري الأوروبي، وانتهت بفوز الأول “بنتيجة 5 أهداف مقابل لا شيء” و تعمل الشرطة الهولندية على تحليل مقاطع الفيديو التي نُشرت في شبكات التواصل الاجتماعي بشأن أحداث أمستردام ليلة الخميس الماضي، في حين تجري الحكومة تحقيقا في احتمالية ورود إشارات تحذيرية من الكيان الصهيوني قبل الأحداث ونقلت وسائل إعلام هولندية عن مسؤولة في الشرطة قولها إن الشرطة تعمل على التعرف على المنخرطين في تلك الأعمال رغم أن العملية معقدة وتتطلب وقتا طويلا وأضافت المسؤولة أن الشرطة مصممة على معرفة هويات الأشخاص الذين ظهروا في هذه الفيديوهات وقد شكلت فريقا خاصا لجمع الأدلة من كاميرات المراقبة في المدينة وسواها .
وحول الشبهات في تعمد إدارة الكيان الصهيوني اثارة الفتنة في أمستردام قال وزير العدل الهولندي دافيد فان فيل، في رسالة إلى البرلمان إن الحكومة تجري تحقيقا في احتمالية ورود “إشارات تحذيرية” من “إسرائيل” لم يتم الانتباه إليها تتعلق بالأحداث التي أدت إلى اعتداءات على مشجعي كرة قدم الصهاينة الأسبوع الماضي وهذا ما يؤكد حقيقة النوايا المبيتة من قبل مشجعي الفريق الصهيوني بهدف ابتزاز بعض التعاطف معهم وللتضييق على مؤيدي القضية الفلسطينية ممن عرفوا حقيقة الكيان الصهيوني عقب انطلاق معركة طوفان الأقصى يوم 7/أكتوبر/تشرين الأول/2023 م واكتشاف حجم الخداع الإعلامي والصورة الحقيقية للكيان الصهيوني الاجرامية والتي عمل على مدار ثمانية عقود على اخفائها وتجميلها وحجم سيطرة الكيان الصهيوني على اغلب مفاصل الدولة في هولندا ومواطنيها وحقيقة ان لا ديمقراطية حقيقية في بلدانهم فهذه المواجهات قد اندلعت على الرغم من عمليات التضييق المعتادة في أمستردام على مناصري القضية الفلسطينية حيث تم حظر المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين بالقرب من ملعب كرة القدم الذي فرضته عمدة أمستردام فيمكي هالسيما والتي كانت تخشى اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين ومشجعي النادي الصهيوني لكرة القدم .
ومما يؤكد ان الاحداث ابتدعتها أجهزة الاستخبارات الصهيونية الناشطة في هولندا وأوروبا بشكل عام فما ان حصلت هذه الاحداث والتي هي في الأصل عادية جداً اذ انه من المعتاد ان تحدث اعمال شغب على خلفية مباريات كرة القدم في كل مكان ولكن.. يبدو ان الامر مدروس مخطط له باحكام فما ان حصلت هذه الاحداث حتى باتت اغلب الدول الأوروبية تقدم القرابين لاسترضاء الكيان الصهيوني فقد صادق البرلمان الألماني على قرار بعنوان “لن يتكرر أبدا” لحماية الحياة اليهودية، بدعم من الأحزاب الحاكمة وكتلة الاتحاد المسيحي ويهدف القرار إلى مكافحة “معاداة السامية” ودعم أمن الكيان الصهيوني، كجزء أساسي من السياسة الخارجية الألمانية، لكن القرار واجه انتقادات من عدة جهات، تعتبره تقييدا لحرية التعبير وتهميشا لأي انتقاد لسياسات الكيان المفضوح في الأصل .
سعى الكثير من الرياضيين في شتى انحاء العالم لاظهار تعاطفهم وتأييدهم للقضية الفلسطينية والمحاولة للضغط لاجل وقف جرائم الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في ظل صمت المجتمع الدولي رغم معارضة الجانب الرسمي في اغلب الدول الأوروبية لوقف هذه الإبادة الجماعية حيث رفعت جماهير باريس سان جيرمان الفرنسي لوحة تدعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة، وذلك خلال مباراة فريقها أمام أتلتيكو مدريد الإسباني الأسبوع الماضي في مسابقة دوري أبطال أوروبا الامر الذي انتقده وزير الخارجية الفرنسي برونو ريتايو الذي قال إن رفع اللافتة “غير مقبول”، وأكد أنه سيطلب توضيحات من باريس سان جيرمان، ولم يستبعد فرض عقوبات على النادي كما دخل لاعبو بالستينو ألتشيلي ارض الملعب متوشحين الكوفية الفلسطينية، وحاملين لافتة كبيرة كُتب عليها “عام من الإبادة، و76 من الاحتلال”، في إشارة إلى إدانة الجرائم الصهيونية بقطاع غزة، فيما تزين الملعب والمدرجات بأعلام فلسطين خلال مباراته مع كوكيمبو يونيدو، ضمن منافسات الدوري التشيلي لكرة القدم و كما تصاعدت موجات الاحتجاج الشعبي في اغلب الدول الأوروبية حيث شارك المئات في مظاهرة يوم الجمعة الماضية بالعاصمة الفرنسية باريس للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني وطالبوا بوقف تسليح جيش الاحتلال وكان أنصار فلسطين قد تجمعوا في ميدان الجمهورية ثم ساروا إلى ميدان باستيل في باريس مرددين هتافات تندد بالمجازر الصهيونية ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات من قبيل “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”توقفوا عن تسليح إسرائيل”، مطالبين بالحرية لفلسطين كما طالب المشاركون في الفعالية، وبينهم شخصيات يهودية، بفرض عقوبات على تل أبيب، ومقاطعة جميع الشركات التي تقدم الدعم للكيان الصهيوني وحملوا مجسّمات توابيت كتب عليها “كرامة الإنسان” و”القانون الدولي” و”الأمم المتحدة”، ومجسم مفتاح يرمز إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى مدنهم وقراهم المحتلة .
والسبت أيضا نظم ناشطون في عدة مدن وعواصم أوروبية مسيرات تضامنية مع فلسطين ولبنان ومنددة بالعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ 400 يوم، كما نظم بمدينة إسطنبول التركية موكب سيارات للغرض نفسه بالإضافة الى اغلب مدن وعواصم العالم تنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني مطالبين بوقف العدوان على غزة ولبنان .
ولما للرياضة التأثير المباشر في تكوين الرأي العام العالمي الامر الذي يساهم في تعزيز الحراكات الشعبية في أوروبا والملتهبة في الأصل تجاه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وضربه بعرض الحائط بكافة القوانين والأعراف وقرارات والمعاهدات والمواثيق الدولية الامر الذي قد يزيد من اظهار الصورة الحقيقية للكيان الصهيوني كان لابد من احداث امر ما او ذريعة لتسهل اتخاذ تدابير إضافية لقمع المؤيدين والمتعاطفين مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والشعب اللبناني ولاعادة ابتزاز التعاطف مع الصهاينة ومحاولة تجميل صورتهم القبيحة فوجود التحذيرات في الأصل يؤكد العلم المسبق بما كانوا ينوون فعلة لإستفزاز مشاعر المواطنين الذين عرفوا حقيقتهم بالإضافة الى ان المباراة انتهت بنتيجة 5 أهداف مقابل لا شيء وهذا يؤكد أيضا بان الفريق الصهيوني لم يذهب في الأصل لكي يلعب مباراة لكرة القدم وانما ليخسر بهدف ان يقوم مشجعيه باصطناع تلك الفوضى واعمال الشغب لاعادة تسويق التهمة المضحكة “معاداة السامية” فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..!

Related posts

قمة الرياض… قمة فاصلة، فهل تنجح وكيف؟

قمة الرياض وتحولات جيواستراتيجة* الدكتور أحمد الشناق

لا نريد كلاما* ماهر أبو طير