انطلقت في عمّان، السبت، أعمال المؤتمر العربي الإقليمي الأول للاتحاد الدولي للأطراف الصناعية والمقومات الذي ينظمه الاتحاد العربي للأطراف الصناعية والمقومات بالتعاون مع الجمعية الوطنية الأردنية لاختصاص الأطراف الصناعية والمقومات.
وقال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور العين عبد الله النسور، خلال رعايته حفل الافتتاح، إن المؤتمر يعكس الالتزام بتحسين حياة من يعانون من تحديات جسدية، وإنه ليس مجرد مسألة تقنية، بل موضوع إنساني وأخلاقي بامتياز.
وأضاف: “نشاهد زيادة ملحوظة في حوادث البتر التي تترك آثاراً عميقة على حياة الأفراد وأسرهم، سواء كانت بسبب حوادث السير أو الماكينات والمعدات، أو بسبب الحروب الدائرة في مناطق عدة من هذا العالم”.
وأكد أهمية تعزيز الوعي بمخاطر هذه الحوادث وسبل الوقاية منها للتخفيف من نسبها المرتفعة، وضرورة تطوير خدمات صحية متقدمة وتدريب متخصص لدعم المبتورين وتقديم الرعاية المثلى لهم.
وأشار إلى مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني في استضافة مصابي فلسطين في المملكة أو توفير الرعاية لهم في أماكنهم، وكذلك مبادرة جلالته لتنسيق الجهود مع شركات التصميم لتركيب الأطراف السريعة والحديثة.
وبين أن وجود اتحاد عربي يعنى بهذه القضايا يُعد خطوة مهمة، إذ يسهم في تعزيز التعاون بين الدول العربية لتطوير القدرات والموارد اللازمة لدعم المبتورين.
من جهته، قال الأمين العام للاتحاد العربي للأطراف الصناعية، المهندس رائد آل خطاب، إن علم الأطراف الاصطناعية يشهد تطوراً سريعاً وتقدماً أحدث ثورة كبيرة في هذا المجال، مما أتاح لآلاف الأشخاص حول العالم استعادة القدرة على الحركة والتحكم في حياتهم بشكل أفضل.
وأضاف أنه أصبح من الضروري على أصحاب الاختصاص الاطلاع على كل جديد باستمرار خاصةً على أحدث التقنيات والأساليب المستخدمة، لضمان تقديم الأفضل للمستفيدين من هذه الحلول.
وأشار إلى أنه بتوجيه من جلالة الملك عبد الله الثاني، قامت مديرية الخدمات الطبية الملكية بدعم مبتوري الأطراف في قطاع غزة من خلال مبادرة “استعادة الأمل”، وذلك في ضوء ارتفاع عدد إصابات الحرب إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تم تركيب أطراف اصطناعية لعدد كبير من الأطفال نظراً لعدم تمكنهم من مغادرة غزة، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المبتورين في غزة 15 ألف شخص.
وأعرب رئيس الاتحاد الدولي للأطراف الاصطناعية والمقومات، ديفد كونستانتين، عن امتنانه العميق لتنظيم هذا المؤتمر المهم، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الوعي والنقاش حول قضايا الأطراف الاصطناعية ووسائل التنقل.
وأكد أهمية تنظيم المزيد من المؤتمرات الإقليمية في الشرق الأوسط خلال المستقبل القريب، مشيراً إلى دور هذه الفعاليات في تعزيز التعاون بين المهنيين والخبراء في هذا المجال.
ودعا الحضور إلى المشاركة بمؤتمر عالمي سيُعقد في ستوكهولم في حزيران المقبل، ليكون فرصة جديدة لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الأطراف الاصطناعية ووسائل التنقل.
من جانبه، أعرب رئيس الجمعية الوطنية لاختصاص الأطراف الاصطناعية، حاتم مساعدة، عن الفخر بكون الأردن من أوائل الدول في الإقليم التي أولت مهنة الأطراف الاصطناعية الاهتمام والرعاية اللازمين، حيث أُسست عام 1984 الكلية الوطنية لتدريب كوادر الأطراف الاصطناعية كمشروع تعاون بين الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة بدعم مادي وتقني من حكومة ألمانيا من خلال الوكالة الطبية للتعاون الدولي.
وبين أن وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية قامتا بتدريب وتخريج عدة دفعات من مساعدي فنيي الأطراف الاصطناعية قبل إنشاء كلية العلوم والتأهيل في الجامعة الأردنية في بداية القرن الحادي والعشرين، لتخريج دفعات سنوية من أخصائيي الأطراف الاصطناعية.
وأشار إلى أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، يناقش في أوراق عمله ومحاضراته وورشاته كل ما يتعلق بالمهنة وما توصل إليه العلم في مجال الأطراف الاصطناعية.