فكر فيها!* نقولا أبو فيصل

عروبة الإخباري –
من المؤكد أن الحزن الذي أحمله في صدري ليس وليد اليوم ، بل هو رفيق أيامي منذ بدء العدوان المدمر على لبنان . في وطني اخوض كل يوم معركة جديدة بين الألم الذي يراودني والصمود الذي أحتاجه لأكمل . وطني هو الأرض التي تحتضن كل الذكريات والآمال، وها قد أصبح اليوم جرحاً مفتوحاً ينزف أمام أعيننا ، ولا شيء أصعب على الانسان من أن يرى أحلامه بوطن يستحقه تتساقط كأوراق الخريف أمام الرياح العاتية .

قد أبدو قوياً في وجه الأيام، وقد أحاول رسم إبتسامة لمواصلة النضال ، لكن هذا الحزن المتراكم في داخلي يكاد ينفجر في كل لحظة. منذ أن بدأ العدوان وأنا أتحمل بشجاعة كل مسؤولياتي تجاه أبناء وطني الذين غادروا منازلهم ، بل أشاركهم الحزن والألم وكل الاخبار السيئة وكل المشاهد الموجعة . لكن اليوم، في هذه اللحظة تحديداً، شعرت أنني لم أعد أستطيع إخفاء حزني الذي خرج رغماً عني لأنه أكبر من أن يُحتوى . وها أنا قد أتخذت القرار بالغاء الرحلة التجارية الثانية الى فرنسا التي كانت مقررة يوم غدٍ الجمعة للمشاركة في فعاليات معرض سيال للاغذية في باريس ، بعد الغاء رحلة كندا قبل عشرة ايام لأن وجع وطني هو وجعي .

وطني ليس مجرد أرض، هو جزء من روحي ، وحين يتألم أتألم معه، وحين ينزف تجدون قلبي ينزف معه . اليوم رأيت في عيون الناس ذات الحزن، ذات الوجع الذي أحمله، فلم أعد أستطيع التظاهر بأن كل شيء على ما يرام . الحزن لم يعد أمرًا شخصياً ، بل هو حزن جماعي يشملنا جميعاً ، حزن على وطن يستحق السلام المنشود الذي لم يُكتب له حتى الآن.

Related posts

علم البيانات: مهارات تحليلية. تقنيات ثورية. رؤى مستقبلية

الإشاعة ورد نقابات عمال الأردن

السمهوري: مطلوب من مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية تحريك قضية فورية بحق الوزيرة الألمانية؟