الأردن حصن الاستقرار: رفض الفوضى والالتزام بالأمن الوطني* د. نهاد الحنيطي

عروبة الإخباري –

يعد الأردن نموذجًا في المنطقة من حيث حفاظه على استقراره وأمنه وسط التحديات المتصاعدة على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وبينما تواجه المملكة محاولات التحريض والفوضى من قبل بعض الانتهازيين والمتاجرين بالقضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية، يظل الأردن ثابتًا على مواقفه الوطنية، رافضًا الانجرار وراء هذه المخططات، ومع تبني سياسة “الأمن الناعم” في التعامل مع الاحتجاجات والمظاهرات، يؤكد الأردن التزامه بحماية حريات المواطنين دون المساس بالأمن الوطني، مظهرًا قدرة استثنائية على تخطي الأزمات والخروج منها أقوى من ذي قبل.

في خضم التحديات الإقليمية والداخلية التي تواجهها المملكة الأردنية، يُبرز شعار “الأردن أولاً” التزام المملكة بأمنها واستقرارها كأولوية قصوى. ورغم محاولات بعض الأطراف الانتهازية لتشويه هذا الشعار وتحويله إلى اتهامات مغرضة وتخوين الأردن في سياق القضية الفلسطينية، فإن الحقائق تؤكد ثبات المملكة على مواقفها المبدئية والمشرفة تجاه فلسطين وقضايا الأمة العربية.

لقد دأب الأردن على تطبيق سياسة “الأمن الناعم” في التعامل مع الاحتجاجات والمظاهرات، وهي سياسة تعتمد على الحوار والاحتواء بدلاً من القمع والبطش. ورغم ما قد يعتبره البعض تراخياً، فإن هذه السياسة تعكس حرص الأردن على ضمان الحريات الأساسية للمواطنين ضمن إطار القانون، في الوقت الذي يسعى فيه للحفاظ على استقراره وأمنه الوطني.

وفي هذا السياق، نجد أن الديمقراطيات في العالم الغربي، التي تُعتبر منارات للحرية مثل الولايات المتحدة وأوروبا، لم تتردد في استخدام القوة المفرطة عند الشعور بأن أمنها مهدد، فعلى سبيل المثال، في بريطانيا، قررت الحكومة قطع الإنترنت في إحدى الأزمات للحد من التضليل والتحريض، بينما شهدت فرنسا وأمريكا، تحديدًا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين هددوا النظام العام. حادثة قمع المتظاهرين في “وول ستريت” في نيويورك كانت مثالاً واضحاً على كيفية تعامل الدول الغربية مع تهديدات الأمن الداخلي، حيث لم تتردد السلطات في استخدام القوة لاستعادة النظام.

فقد أظهر الأردن مرارًا وتكرارًا قدرته على التعامل مع الأزمات بحكمة وتروي، معتمداً على استراتيجيات توازن بين احترام الحريات وحماية الأمن الوطني، وعلى رغم من الضغوط التي تواجهها المملكة من بعض الأطراف التي تحاول استغلال الأوضاع الداخلية والإقليمية لتأجيج الفوضى، فإن الأردن يخرج من كل أزمة أقوى وأكثر وحدة.

يجب أن يدرك الجميع أن صبر الأردن ليس بلا حدود، وأن أمان واستقرار الوطن هو أولوية لا يمكن التهاون فيها، كما أن محاولات التحريض والتشكيك التي يقودها بعض المتاجرين بالقضية الفلسطينية لن تؤثر على الأردن، الذي قدم وما زال يقدم الكثير للشعب الفلسطيني في دعم نضاله لنيل حقوقه المشروعة.

وفي النهاية، يبقى الأردن حصنًا منيعًا أمام محاولات الفوضى والانقسام، ملتزمًا بأمنه واستقراره ودوره الإقليمي والعربي الذي لا يمكن المزايدة عليه.

 

 

 

Related posts

السمهوري: هل تخدم مناكفات تصريحات بين ماكرون ونتنياهو حول شرعية تأسيس إسرائيل ودور الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية؟

ليست حرب ثنائيات* ماهر أبو طير

صفقة «قرن» تاريخية بين القوميات الثلاثة* حسين الرواشدة