لبنان يحب الحياة… لا للحرب كفى* الإعلامية رولا الدهيبي

عروبة الإخباري –

لبنان، هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بتاريخه وثقافته، مرّ بمراحل عصيبة مليئة بالصراعات والنزاعات. وعلى الرغم من الجراح التي أدمت أرضه، يظل لبنان ينبض بالحياة، يختار السلام ويقاوم الحرب بكل ما أوتي من قوة. الشعار الذي نرفعه اليوم هو “لبنان يحب الحياة… لا للحرب كفى”، وهو تعبير صادق عن إرادة شعب يرفض الانحدار إلى هاوية العنف مجدداً.

لبنان ليس مجرد بلد يعيش على هامش التاريخ. فهو كان ولا يزال منارة للعلم، الفن، الثقافة والانفتاح. من بيروت التي أُطلق عليها في حقبة من الزمن لقب “باريس الشرق”، إلى جباله وسواحله التي كانت وما زالت مقصداً لعشاق الطبيعة والجمال. هذا الشعب الذي صنع حضارة فينيقية عظيمة، وصدّر الأبجدية للعالم، لا يمكن إلا أن يحب الحياة ويتشبث بها.

على مر العصور، كان اللبنانيون صُنّاعاً للسلام وحرّاساً للجمال. فجميع الأطياف التي تعيش في هذا الوطن تتشارك في شغفها بالحياة وحرصها على الحفاظ على الإرث الثقافي والإنساني للبنان. من المؤلم أن نرى هذا البلد، الذي يتمتع بكل مقومات الحياة، يُقحم في دوامة العنف والحرب.

الحروب والصراعات الداخلية والإقليمية التي ضربت لبنان تركت آثاراً عميقة على كل جوانب الحياة. الكوارث الاقتصادية، التهجير، والدمار الاجتماعي هي بعض النتائج المأساوية التي عانى منها اللبنانيون. الحروب لا تأتي إلا بالمزيد من الدمار والتفكك، وهي تهدد بإطفاء شعلة الحياة التي طالما أضاءت وجه لبنان.

اليوم، ينادي الشعب اللبناني بصوتٍ واحد: “كفى!”. كفى للعنف والتفرقة، كفى للحروب التي تُنهي كل أمل في بناء مستقبل مستقر وآمن. هذا النداء ليس مجرد صرخة يأس، بل هو إعلان إرادة للبقاء والصمود في وجه التحديات. اللبنانيون يريدون السلام، والعيش في وطن يقدر قيمة الإنسان بعيداً عن أي صراع يضر بالمجتمع أو يفسد الحياة.

أثبت اللبنانيون أن الحياة أقوى من الحرب. ففي كل مرة يتعرض فيها البلد للأزمات، ينبعث من بين الأنقاض بحيوية جديدة. يرفض اللبنانيون أن يستسلموا للفوضى، ويؤمنون أن السلام هو الحل الدائم لكل مشاكلهم. ليس هناك أي مبرر لاستمرار الحروب، طالما أن هناك فرصة للحوار والتفاهم.

نعم لوقف نزيف الحرب والعمل معاً لبناء وطنٍ يجسد القيم التي طالما اشتهر بها لبنان: التعايش، الحرية، والانفتاح. لبنان يمكنه أن يكون نموذجاً للسلام والتفاهم في منطقة تعاني من التوترات. وهو يستحق أن يعيش بسلام، كما يستحق أبناؤه أن ينعموا بالاستقرار والازدهار.

لبنان يحب الحياة، والحياة تستحق أن تُعاش في وطنٍ آمن بعيداً عن الدمار. “لا للحرب… كفى”، هو نداء العقل والإرادة التي تجمع اللبنانيين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم. هو الأمل الذي يتمسكون به، والرسالة التي يسعون إلى نشرها: أن السلام أقوى من الحرب، والحب أقوى من الكراهية.

لبنان يرفض الحرب نقولها بصوتٍ عالٍ: “كفى!”. هو بلد يستحق الحياة والحب، وتستحق أرضه أن تزدهر مجدداً بالأمل والبناء. هذا الشعب الذي طالما واجه الصعاب، يستحق أن يعيش بكرامة وسلام. لقد حان الوقت لنبذ الحروب والعيش معاً في بلد يسوده الحب، والتعاون، والتقدم.

Related posts

السمهوري: هل تخدم مناكفات تصريحات بين ماكرون ونتنياهو حول شرعية تأسيس إسرائيل ودور الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية؟

ليست حرب ثنائيات* ماهر أبو طير

صفقة «قرن» تاريخية بين القوميات الثلاثة* حسين الرواشدة