اليونيفيل: سنبقى في لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية

قال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الخميس، إن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية التي أسفرت عن إصابة أفراد من الأمم المتحدة وتسببت في قلق دولي.

وقال المتحدث أندريا تينينتي إن الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفل بقذائف الدبابات ونيران الأسلحة الصغيرة أسفرت عن إصابة اثنين من أفرادها يرقدان في المستشفى وتعطل بعض قدراتها على المراقبة.

وذكر تينينتي في مقابلة “قطعا، ربما يكون هذا من أخطر الأحداث أو الوقائع التي شهدناها على مدار 12 شهرا ماضية”، مشيرا إلى تبادل إطلاق النار بين قوات إسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية.

ووافقت الدول الخمسون المساهمة في القوة، على مواصلة نشر أكثر من 10400 جندي من قوات حفظ السلام بين نهر الليطاني في الشمال والحدود المعترف بها من الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل والمعروفة باسم الخط الأزرق في الجنوب.

وقال تينينتي “نحن هناك لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب منا أن نكون هناك. لذلك سنبقى حتى يصبح الوضع مستحيلا بالنسبة لنا للعمل”.

وقالت اليونيفيل إن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على برج مراقبة في مقرها الرئيسي بالناقورة اليوممما أدى إلى إصابة البرج وسقوط فردين من قوات حفظ السلام.

وذكرت قوة حفظ السلام في بيان أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار أيضا على موقع قريب مما أدى إلى إتلاف مركبات ونظام اتصالات، وأطلقت “النيران عمدا وعطلت” كاميرات المراقبة في المنطقة.

وقالت إسرائيل إن قواتها نشطت اليوم قرب قاعدة لليونيفيل في الناقورة، لكنها أضافت أنها أصدرت تعليمات لقوات الأمم المتحدة في المنطقة بالبقاء في أماكن محمية، ثم فتحت النار.

*”في خطر”

فوض مجلس الأمن قوات اليونيفيل لمساعدة الجيش اللبناني على إبقاء جنوب البلاد خاليا من الأسلحة والأفراد المسلحين غير التابعين للدولة. وأثار الأمر خلافا مع حزب الله الذي يسيطر على المنطقة فعليا.

ويتبادل حزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار مع إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول 2023، تضامنا مع غزة، لكن وتيرة القتال شهدت تصاعدا كبيرا في الأسابيع القليلة الماضية في ظل تكثيف إسرائيل هجماتها وتنفيذ عمليات توغل برية على طول الحدود الجبلية بين إسرائيل ولبنان.

وقال جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام إن التصعيد تسبب في نزوح حوالى 1.2 مليون شخص في لبنان وأدى إلى تعليق قوات اليونيفيل أنشطة عملياتها فعليا.

وفي حديثه أمام مجلس الأمن الخميس، قال لاكروا إن قوات اليونيفيل “في خطر متزايد” ومنعزلة في قواعدها وأشار إلى أن أحد المتعاقدين معها قُتل بالفعل.

وأضاف لاكروا أن اليونيفيل قررت نقل 300 من جنود حفظ سلام إلى قواعد أكبر مؤقتا من أجل الحفاظ على سلامتهم. وقال تينينتي إن بعض القواعد تستضيف أيضا لبنانيين نازحين من مناطق تعرضت لقصف إسرائيلي كثيف.

وقال تيننتي إن الهجمات على برج المراقبة والكاميرات ومعدات الاتصالات والإضاءة حدت من قدرات المراقبة التي تتمتع بها المجموعة. وذكرت مصادر بالأمم المتحدة أنها تخشى أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية إلى استحالة مراقبة أي انتهاكات للقانون الدولي في المنطقة.

وأشار تيننتي إلى أن قوة حفظ السلام لا يزال أمامها عمل حاسم للقيام به “لمساعدة المنظمات المحلية غير الحكومية والهيئات التابعة للأمم المتحدة على إيصال الغذاء والماء اللذين تشتد الحاجة إليهما إلى كل هذه القرى”.

وأضاف “غادر الآلاف، لكن الآلاف لا يزالون عالقين في هذه المنطقة. لذا، فإن حل النزاعات أمر بالغ الأهمية. هذا تحد كبير للغاية”.

وقالت منظمة اليونيسف إنها وبرنامج الغذاء العالمي يسلمان مساعدات أساسية لآلاف الأسر التي لا تزال في قرى حدودية بجنوب لبنان “بدعم من اليونيفيل في تنفيذ آليات خفض الصراع”.

وينسق صحفيون بينهم تابعون لرويترز دائما مع اليونيفيل عند السفر إلى جنوب لبنان للتأكد من علم جميع الأطراف بوجودها في المنطقة.

وطلب الجيش الإسرائيلي من اليونيفيل الأسبوع الماضي الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على خمسة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية اللبنانية “في أقرب وقت ممكن من أجل الحفاظ على سلامتكم”، وذلك بحسب جزء من الرسالة اطلعت عليه رويترز.

وفي الفترة نفسها، أرسلت قوات اليونيفيل رسالة إلى الجيش الإسرائيلي تعترض فيها على تمركز مركبات الجيش وقواته “على مقربة مباشرة” من مواقع الأمم المتحدة في عدة مرات، منها الدوران بدبابات ميركافا الإسرائيلية حول مواقعها أو إيقافها إلى جوارها.

وجاء في الرسالة التي كانت بتاريخ الثالث من تشرين الأول واطلعت عليها رويترز أن القوات الإسرائيلية نفذت “أعمالا هندسية” في المحيط الخارجي لموقع حفظ سلام تابع للأمم المتحدة أسفرت عن تحويل الموقع الإسرائيلي وموقع الأمم المتحدة إلى “موقع واحد فعلي”.

وقالت إن هذه الأنشطة “تعرض سلامة وأمن أفراد اليونيفيل ومنشآتها للخطر”.

وذكرت مصادر من الأمم المتحدة أن القوات العسكرية الإسرائيلية طلبت من قوات اليونيفيل الانسحاب من مواقعها في 2006 خلال آخر صراع كبير بين إسرائيل وحزب الله. ولم تنسحب اليونيفيل في ذلك الوقت.

Related posts

ترامب يعين ماسك في منصب غير حكومي للرقابة على كفاءة الحكومة

مليشيات الحوثي هاجموا مدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر

الفيدرالي يخفض الفائدة فما الانعكاسات على الأسواق؟