عروبة الإخباري –
في ضوء التصعيد المستمر الذي يشهده شمال قطاع غزة، واستناداً إلى تصريحات المفوض العام للأونروا التي أفادت بمحاصرة ما لا يقل عن 400 ألف شخص في شمال القطاع، تعرب الجبهة العربية الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من ممارسات عدوانية تهدف إلى تهجير السكان قسراً وفرض واقع إنساني كارثي على أهلنا في القطاع.
تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير مع استمرار الحصار على مستشفى كمال عدوان، وإطلاق النار على مكتب إدارته، إضافة إلى التهديدات التي طالت المستشفيات الأخرى، كمستشفى الاندونيسي ومستشفى العودة، مما يعرض حياة آلاف المرضى والكادر الطبي للخطر المباشر. كما حذرت الجبهة من نفاد الوقود الذي سيؤدي إلى توقف الخدمات الطبية خلال ساعات، ما يعني كارثة صحية وشيكة.
وفي الوقت الذي يفر فيه السكان مراراً وتكراراً تحت وطأة أوامر الإخلاء الإسرائيلية، يرفض الكثيرون المغادرة لأنهم يدركون أن قطاع غزة بأكمله لم يعد آمناً. هذه الأوضاع تؤكد أن الاحتلال يمهد لارتكاب مجازر جماعية بحق المدنيين العزل، في خرق صارخ لكل المواثيق والقوانين الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تكفل حماية المدنيين والمنشآت الصحية خلال النزاعات المسلحة.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تحذر من أن استهداف المستشفيات والمؤسسات الصحية يمثل آخر مراحل القمع، وأن إخلاء المستشفيات تحت هذه الظروف القاسية هو تمهيد لمجازر جديدة بحق المدنيين، كما تشجب الاعتقالات التي طالت المسعفين، والتي تُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
في ظل هذه المعطيات، تطالب الجبهة العربية الفلسطينية المجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية بالتدخل العاجل والفوري لوقف هذه المجازر المستمرة وحماية المدنيين في شمال غزة، وضمان استمرار العمل في المستشفيات دون تهديد أو إعاقة من قبل قوات الاحتلال.
إن الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم لم يعد مقبولاً، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم لوقف الانتهاكات ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق أبناء شعبنا.
الجبهة العربية الفلسطينية