أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية صواريخ على حيفا ثالث أكبر مدن إسرائيل الاثنين، بينما تستعد إسرائيل فيما يبدو إلى توسيع توغلها البري في جنوب لبنان بعد مرور عام على الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
وأقام إسرائيليون مراسم ونظموا احتجاجات لإحياء الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، مع امتداد صراع غزة في الشرق الأوسط ومخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وقالت جماعة حزب الله المدعومة من إيران وحليفة حركة حماس إنها استهدفت قاعدة عسكرية جنوبي حيفا بوابل من صواريخ (فادي 1) وشنّت هجوما آخر على طبريا على بعد 65 كيلومترا.
وأضافت أنها استهدفت مناطق شمالي حيفا بالصواريخ في هجوم ثان شنّته في وقت لاحق من الاثنين. وقال الجيش الإسرائيلي إن قرابة 190 قذيفة أطلقت على الأراضي الإسرائيلية الاثنين، مما أسفر عن إصابة 12 شخصا على الأقل.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو ينفذ قصفا مكثفا على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان وإن جنديين إسرائيليين قُتلا في المعارك عبر الحدود، ما يرفع عدد قتلى الجيش داخل لبنان حتى الآن إلى 11.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن عشرات الأشخاص استشهدوا من بينهم 10 رجال إطفاء استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في جنوب لبنان.
واستشهد قرابة ألفي لبناني منذ أن بدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل قبل عام دعما لحماس، وسقط معظم الشهداء في الأسابيع القليلة الماضية.
ويصف الجيش الإسرائيلي عمليته البرية بأنها “محدودة ودقيقة”، إلا أن نطاقها يتسع بشكل مطرد منذ بدئها الأسبوع الماضي.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الاثنين، إن الولايات المتحدة، القوة العظمى الحليفة لإسرائيل، تعتقد أن العملية البرية في لبنان ما زالت محدودة.
والاثنين، أقام الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، الذي يترشح أمام هاريس في الانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني، فعاليات لإحياء ذكرى هجوم حماس على إسرائيل.
وأرسلت إسرائيل مزيدا من الجنود إلى جنوب لبنان. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هدفه هو تطهير المناطق الحدودية التي يختبئ فيها مقاتلو حزب الله، وليس لديه أي خطط للتوغل بشكل أكبر داخل لبنان.
ونفذت إسرائيل الاثنين، أيضا في غضون ساعة غارات جوية على 120 هدفا في جنوب لبنان، منها غارات على وحدات قوة الرضوان الخاصة ووحدتي الصواريخ والمخابرات في حزب الله.
وقال الجيش في بيان “تأتي هذه العملية عقب سلسلة من الضربات بهدف تقويض قدرات حزب الله على القيادة والتحكم وإطلاق النار، بالإضافة إلى مساعدة القوات البرية في تحقيق أهدافها العملياتية”.
وأثار التصعيد مخاوف من انجرار الولايات المتحدة وإيران إلى حرب أوسع نطاقا في منطقة الشرق الأوسط المنتجة للنفط.
وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر. وقالت إسرائيل إنها سترد وإنها تدرس الخيارات المتاحة أمامها. وتعد منشآت النفط الإيرانية من الأهداف المحتملة.
صواريخ تقصف حيفا
قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن خمسة صواريخ أطلقت على حيفا من لبنان، وإنه أطلق صواريخ اعتراضية لصدها. وأضاف “تم رصد مقذوفات وهي تسقط في المنطقة. الواقعة قيد البحث”.
وأضاف أن 15 صاروخا آخر أُطلقت على طبريا في منطقة الجليل بشمال إسرائيل وتم اعتراض بعضها. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن خمسة صواريخ أخرى سقطت على طبريا.
وتابع أنه تم اعتراض صاروخ سطح جو أُطلق من اليمن صوب وسط إسرائيل. وتشن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات على إسرائيل منذ العام الماضي، في ما تقول إنه تضامن مع الفلسطينيين. ويسيطر الحوثيون على شمال اليمن.
وفي الوقت نفسه، قالت حماس إنها استهدفت تل أبيب برشقة من الصواريخ، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل.
واستعاد العديد من الإسرائيليين الثقة في أجهزتهم العسكرية والاستخباراتية بعد سلسلة من الضربات المذهلة ضد جماعة حزب الله اللبنانية في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومي خاص في القدس لإحياء الذكرى الأولى لحرب غزة “نغير الواقع الأمني في منطقتنا، من أجل أطفالنا، ومن أجل مستقبلنا، لضمان أن ما حدث في السابع من أكتوبر لن يحدث مجددا”.
اتساع رقعة الصراع
أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى نزوح 1.2 مليون شخص في لبنان. ويخشى كثيرون من أن يتعرض لبنان للدمار مع تكثيف حملة القصف الإسرائيلي مثلما حدث في غزة نتيجة الهجوم الجوي والبري.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أيضا تحذيرا باللغة العربية لمرتادي الشواطئ وراكبي السفن بالابتعاد عن منطقة كبيرة من ساحل لبنان الجنوبي، قائلا إن البحرية الإسرائيلية ستشرع في وقت قريب في تنفيذ عمليات ضد حزب الله من البحر.
وأحيا الإسرائيليون الاثنين، الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس وأقاموا فعالية تذكارية لضحايا الحفل الموسيقى الذي قتل فيه 364 شخصا واحتجز 44 من رواده والموظفين.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس تسبب في مقتل قرابة 1200 شخص واحتجاز قرابة 250.
وأدى هذا الخلل الأمني الكبير إلى سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد بالنسبة لليهود منذ المحرقة النازية.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 42 ألف شخص تقريبا استشهدوا في الحملة التي شنّتها إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس والتي دمرت القطاع المكتظ بالسكان.