منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ومع مرور عام عليه، لا يزال الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ثابتا وصلبا ضد هذه الحرب، حيث قاد جلالته جهودا دبلوماسية مكثفة لحشد موقف دولي وداعم لوقف الحرب وحماية المدنيين.
وكان جلالته أول من حذّر من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، ومن تبعات العدوان ضد الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم كاملة في الماء والغذاء والدواء والكهرباء. وبتوجيهاته، فإن أول طائرة مساعدات حطت في مطار العريش كانت أردنية لتتوالى بعدها طائرات المساعدات التي سيرتها الهيئة الخيرية الهاشمية، وبتبرعات من الشعب الأردني بمؤسساته وأفراده.
وكانت الإنزالات الجوية بالمساعدات على المستشفيات الميدانية ولأهالي القطاع المحاصر، رسالة هامة ودلالة عميقة تؤكد على أن الأردن لا يمكن أن يترك الشعب الفلسطيني يموت جوعا وأن قضيته ما زالت الأولى والمركزية.
وجلالته كان الزعيم الأول والوحيد في العالم، الذي شارك في الإنزالات الجوية لإغاثة أهالي قطاع غزة، للتأكيد على استمرار الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لأهالي غزة.
ووظّف جلالته وفي جميع تحركاته سياسيا ودبلوماسيا، حجم حضوره الدولي والعالمي المؤثر، وفي الوقت ذاته لم تتوقف تحركات جلالته واتصالاته مع قادة دول العالم وخطاباته في جميع المحافل الدولية، من أجل التأكيد على المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته للضغط على إسرائيل لوقف الحرب.
وأجرى جلالته جولات عربية وإقليمية وعالمية واستقبل والتقى قادة ورؤساء دول وقادة عسكريين ورجال دين إسلاميين ومسيحيين وقادة رأي ومفكرين وصحفيين، إذ أجرى جلالته سلسلة من الجولات شملت عواصم عربية ودولية، زادت عن الثلاثين زيارة عمل، وتضمنت أكثر من 180 لقاء في المملكة وخارجها مع قادة دول ومسؤولين دوليين وأمميين، إضافة إلى أكثر من 100 اتصال هاتفي مع زعماء وقادة دول.
ويواصل الأردن بقيادة جلالة الملك دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من خلال اتصالاته مع الدول والمنظمات الفاعلة لحشد الدعم الدولي لوقف العدوان على غزة وتأمين ممرات آمنة لحماية المدنيين وإيصال المساعدات في ظل انقطاع الغذاء والماء والكهرباء والاتصالات.
وبتوجيهات ملكية، واصلت المستشفيات الميدانية الأردنية عملها في تقديم أشكال الرعاية الصحية كافة للجرحى والمصابين، إذ أصر جلالته على إبقاء المستشفى الأردني الميداني الذي يعمل في القطاع منذ العام 2008، وتزويده بكل ما يلزم للقيام بدوره في غزة رغم صعوبة الظروف المحيطة، ووجّه بتجهيز مستشفى ميداني ثان في خان يونس، والعمل جار لتجهيز المستشفى الثالث المختص بالتوليد والخداج، ومبادرته لعلاج فاقدي أطرافهم جراء الحرب على غزة.
وفي 20 تشرين الثاني، وبتوجيهات من جلالة الملك، وصل سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد إلى مدينة العريش المصرية، للإشراف على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 لجنوبي قطاع غزة في مدينة خان يونس بسعة 41 سريرا.
وتابع جلالته، في 29 أيلول الماضي، عملية تجهيز المستشفى الميداني الأردني “التوليد والخداج/ خان يونس”، الذي سيتم إرساله لغزة ويشمل 4 غرف عمليات للولادة، و30 سريرا لما بعد الولادة، و8 حاضنات في قسم الخداج، وأقسام مساندة.
اتصالات مكثفة منذ اليوم الأول –
وفي اليوم الأول من اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دعا جلالته خلال اتصال مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها وحماية المنطقة من تبعات دوامة عنف جديدة.
وبحث جلالته، مع الشركاء الإقليميين والدوليين تحركا دوليا عاجلا؛ لوقف التصعيد وحماية المنطقة من تبعات دوامة عنف جديدة، إذ كثف اتصالاته الدولية في ثاني وثالث أيام الحرب، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وفي الأسبوع ذاته، واصل جلالته تكثيف اتصالاته لبحث سبل وقف الحرب، مع الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ثم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء هولندا السابق مارك روته، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس.
وشدد الملك خلال اتصالاته على أنه لا سلام ولا استقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحذر جلالته من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم، مشددا على عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين، ومن انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة، مؤكدا ضرورة حماية المدنيين الأبرياء من الجانبين.
وبتوجيهات ملكية، أرسل الأردن مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك عن طريق معبر رفح بالتنسيق الكامل والمسبق مع الأشقاء المصريين، وعمل على تحديد الاحتياجات المطلوبة للأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وتوفيرها بالسرعة الممكنة، وتقديم مساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين “أونروا” لتتمكن من مواصلة تقديم خدماتها.
ولم يمض شهر على العدوان، حتى شدد الأردن إجراءاته الدبلوماسية ضد ما يقوم به الاحتلال من عدوان واسع بدأه على غزة، من خلال استدعاء السفير الأردني في إسرائيل إلى المملكة فورا؛ وإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان قد غادر المملكة سابقا، فيما أكّد الأردن، أن اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية “ستكون وثيقة على رف يغطيه الغبار” في خضم ما ترتكبه إسرائيل من جرائم.
– ستبقى بوصلتنا فلسطين –
وخلال خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الأخيرة لمجلس الأمة التاسع عشر، في 11 تشرين الأول 2023، قال جلالته “ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف”، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا.
وأكد على أن موقف الأردن سيظل ثابتا “ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس”، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية، وسيبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب.
وأعاد سمو الأمير الحسين بن عبدالله، ولي العهد، عبر حسابه الخاص في منصة “إنستغرام” بث كلمات جلالته بشأن فلسطين خلال خطاب العرش اليوم، مدونا عليها: “سلام لأرض خلقت للسلام وما رأت يوما سلاما”.
وتأكيدا على الدبلوماسية الأردنية ودورها في الضغط الدولي لوقف التصعيد، بدأ مسؤولون عرب وغربيون، بزيارة الأردن لبحث إمكانية وقف التصعيد، بدأها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ثم المستشار الألماني أولاف شولتس، تبعها زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومفوض وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني.
– “حرب نكراء لا يسكت عنها” –
ترأس جلالته اجتماعا في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في 17 تشرين الأول، جدّد خلاله التأكيد على أنه لا بديل عن الحل السياسي للقضية الفلسطينية، وأن الخروج من دوامة العنف يكمن بالتهدئة الشاملة والعودة إلى العملية السياسية.
وبعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين الأبرياء والمصابين والمرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى المعمداني بغزة في 17 تشرين الأول، اعتبر جلالته أن هذه جريمة “حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها”، وعلى إسرائيل أن توقف عدوانها الغاشم على غزة فورا، الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية ويشكل خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وحذر جلالته من أن هذه الحرب التي دخلت مرحلة خطيرة ستجر المنطقة إلى كارثة لا يحمد عقباها، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية.
– إلغاء قمة رباعية –
وبعد الإعلان عن استضافة قمة رباعية تجمع جلالة الملك بالرئيس الأميركي جو بايدن والفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي في عمّان، اتخذ الأردن قرارا عاجلا بإلغائها “لأنها لن تكون قادرة على وقف الحرب حاليا”، ونتيجة لاستمرار المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة، وآخرها مجزرة المستشفى المعمداني.
كما أعلن الأردن أن زيارة الرئيس الأميركي بايدن إلى عمّان تزامنا مع القمة الرباعية “لن تتم في وقتها”، مشددا على أن تعقد القمة في وقت يكون قرارها وقف الحرب وهذه المجازر وسفك الدم والعدوان الذي يدفع المنطقة برمتها إلى الهاوية.
– أول إنزال جوي –
في 6 تشرين الثاني، أعلن جلالته أن نشامى سلاح الجو في القوات المسلحة تمكنوا من تنفيذ أول إنزال لمساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الأردن سيبقى السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين.
وفي 27 شباط، شارك جلالته في عمليات الإنزال الجوي التي نفذتها طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني لتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية إلى الأهل في قطاع غزة، تأكيداً على استمرار الأردن في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، لإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة لأهالي غزة.
– الأردن لن يكون ساحة حرب –
وفي مطلع آب، واصل جلالته تكثيف اتصالاته، لبحث الجهود الدولية المبذولة لوقف التصعيد في المنطقة، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس.
وفي 11 آب، أكد جلالته خلال استقباله وفدا من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، على أن الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر، مشددا على أن المنطقة ستبقى عرضة لتوسع دائرة الصراع الذي يهدد استقرارها، طالما الحرب على غزة مستمرة، مما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب من خلال التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
كما أكد جلالته خلال لقائه سياسيين وإعلاميين في 20 آب، أن الأردن لا يقبل أن يكون مستقبل المنطقة رهينة لسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، قائلا “لن نسمح بأن يكون أي تصعيد بالمنطقة على حساب الأردنيين أو أمن الأردن وأمانه، من أي طرف كان”.
وفي 28 من الشهر ذاته، حذر جلالته الملك لدى لقائه وفدا من أعضاء الكونغرس الأميركي، من خطورة تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هجمات المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين، والانتهاكات في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ستؤدي إلى تأجيج العنف.
– مبادرة “استعادة الأمل” –
بتوجيهات ملكية سامية، أطلقت في 26 آب، في الخدمات الطبية الملكية، المبادرة الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في غزة “استعادة الأمل”، في ظل ارتفاع أعداد الإصابات الناتجة عن الحرب في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة.
وتعنى المبادرة بتركيب الآلاف من الأطراف الاصطناعية؛ إذ من المتوقع وفقًا للتقديرات الطبية أن تشمل أكثر من 14 ألف مصاب ممن فقدوا أطرافهم، إذ جرى تجهيز عيادتين متنقلتين مزودتين بجميع المعدات اللازمة لتركيب الأطراف الاصطناعية الجديدة، وإرسالهما إلى المستشفيات الميدانية العسكرية في قطاع غزة.
وفي 11 أيلول، استقبل جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا الطفل يزن الحرازين من غزة في قصر الحسينية، واطمأنا على صحته بعد خضوعه لتركيب ثلاثة أطراف اصطناعية في مدينة الحسين الطبية إثر إصابته بالحرب على غزة.
– تكليف وتوجيه للحكومة –
في نص كتاب التكليف السامي لحكومة جعفر حسّان، في 15 أيلول، وجّه جلالته الحكومة أن تسخّر كل الجهود في سبيل دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم والدفاع عن حقوقهم، فالأردن يقف بثبات ضد الحرب على غزة والاعتداءات في الضفة الغربية والقدس الشريف.
وقال جلالته “نعمل بكل طاقتنا من خلال تحركات عربية ودولية لحماية الشعب الفلسطيني، ووقف الاعتداءات والانتهاكات الصارخة للمبادئ الإنسانية والقانون الدولي. وسنبقى دوما، السند الأمين لأشقائنا في فلسطين”.
وأكد على أن العمق العربي خيار استراتيجي يكمن في توطيد علاقات المملكة مع الأشقاء، قائلا “الأردن دوما مع التضامن والعمل العربي المشترك، وهذا جزء أصيل من رسالتنا، وقد كنا وما زلنا الأقرب للأشقاء الفلسطينيين، ولن نتوانى عن دعمهم ومساندتهم والوقوف إلى جانبهم، في ظل ظروف الحرب القاسية التي تشن عليهم في قطاع غزة والضفة الغربية”.
– جولات لدعم وقف الحرب –
– جولة أوروبية أولى –
في 14 تشرين الأول 2023، بدأ جلالته جولة أوروبية لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة، تشمل بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، التقى خلالها رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والمستشار الألماني أولاف شولتس، واختتمها بلقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وخلال لقاءاته، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية تحرك المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة ومنع توسعها إلى الضفة الغربية والمنطقة، ونبّه إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة من جراء نقص الغذاء والمياه والدواء.
وشدد على أن محاولات التهجير القسري للفلسطينيين والتسبب بنزوحهم أمر مرفوض سيدفع بالمنطقة إلى كارثة أخرى ودوامة جديدة من العنف والدمار، قائلا إنه “لا يمكن استقبال اللاجئين في الأردن ولا في مصر جراء الحرب على غزة، وهذا خط أحمر”.
وفي 19 تشرين الأول، غادر جلالته بعد “إلغاء القمة الرباعية” إلى القاهرة في زيارة قصيرة يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، أكد خلالها أن “عدم توقف الحرب واتساعها وانتشار آثارها، سينقل المنطقة إلى منزلق خطير ينذر بالتسبب في دخول الإقليم بكارثة تُخشى عواقبها”.
– جولة خليجية سريعة –
في 31 تشرين الأول، غادر جلالته في جولة تشمل أبوظبي والمنامة والدوحة، التقى خلالها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وشدد جلالة الملك خلال الجولة على أن فك الحصار عن قطاع غزة ضرورة قصوى للحد من تدهور الوضع الإنساني، وعلى ضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدبلوماسية الإقليمية والدولية لوقف العمليات العسكرية، ومنع التهجير القسري لأهالي غزة.
– جولة إلى عاصمة الأوروبيين –
في اليوم ذاته، غادر جلالته في زيارة إلى بروكسل يلتقي خلالها قيادات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وحكومة بلجيكا، لبحث التطورات الخطيرة في غزة وضرورة العمل لوقف الحرب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل مستدام.
والتقى جلالته خلال الزيارة، جلالة الملك فيليب، ملك مملكة بلجيكا، ورئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، وأعضاء مجلس شمال الأطلسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
وشدد جلالته على ضرورة وقف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، محذرا من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية وفي القدس الشريف.
وأكد على أن الحلول العسكرية والأمنية لن تنجح في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأن السبيل الوحيد هو الحل السياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
– جولة إلى روما وواشنطن –
في الأول من أيار 2025، توجه جلالته إلى إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية، في إطار جهود يبذلها الأردن للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ووقف الكارثة الإنسانية في القطاع.
وخلال رحلته في إيطاليا، التقى بالرئيس سيرغيو ماتاريلا، ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، شدد خلالها على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وحذر من الأعمال العدائية التي يمارسها المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وفي واشنطن، حذر جلالته خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض واجتماعاته في الكونغرس، من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة، وتبعاته قد تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع بالإقليم، مجددا رفض الأردن لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة، ولمحاولات الفصل بينهما.
– اجتماعات دولية –
– قمة القاهرة للسلام –
رغم زيارته القصيرة التي استمرت لساعات في مصر، إلا أن جلالته عاد في 21 تشرين الأول لترؤس الوفد الأردني المشارك في قمة القاهرة للسلام، ركز فيها على 3 أولويات هي الوقف الفوري للحرب وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام، والرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم.
وشدد على أن حملة القصف العنيفة الدائرة في غزة هي حملة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات، وأضاف قائلا “عندما يتوقف القصف، لن تتم محاسبة إسرائيل، وسيستمر ظلم الاحتلال وسيدير العالم ظهره، إلى أن تبدأ دوامة جديدة من العنف”.
– اجتماع عمّان غزة الوزاري –
في 4 تشرين الثاني، استقبل جلالة الملك في قصر الحسينية، عددا من وزراء الخارجية العرب، الذين يشاركون في اجتماع عمان – غزة الوزاري الذي يستضيفه الأردن في سياق جهود وقف الحرب على غزة.
وشدد جلالته على ضرورة مواصلة التنسيق العربي للحديث بصوت واحد مع المجتمع الدولي بشأن التطورات الخطيرة في غزة، قائلا “من واجب الدول العربية الضغط على المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة لوقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل مستمر وحماية المدنيين”.
تبع ذلك، لقاء جلالته بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أكد خلالها ضرورة وقف الحرب على غزة وفرض هدنة إنسانية لاستدامة وصول المساعدات إلى القطاع وضمان عدم إعاقة عمل المنظمات الإنسانية الدولية.
وفي اليوم ذاته، التقى جلالته في عمّان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة ومنع توسع دائرة الصراع في الإقليم، وأهمية إيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع لغزة.
– قمة عربية إسلامية في الرياض –
في 11 تشرين الثاني، شارك جلالته في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض بشأن غزة، حذر خلالها من أن المنطقة قد تصل إلى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين وتطال نتائجه العالم كله إن لم تتوقف الحرب البشعة على غزة.
وأكد خلالها أن “هذا الظلم هو امتداد لأكثر من سبعة عقود سادت فيها عقلية القلعة وجدران العزل والاعتداء على المقدسات والحقوق، وغالبية ضحاياها المدنيون الأبرياء، وإنها العقلية ذاتها التي تريد تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة”.
وشدد أيضا على أن العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية، ومعالجة المشكلة من جذورها.
كما أكد جلالته أن أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها سيفاقم الأزمة، مؤكدا أن هذا أمر مرفوض ويعد اعتداء على الحقوق الفلسطينية، وذلك خلال لقائه رئيسي مجلسي الأعيان والنواب ورؤساء وزراء سابقين وسياسيين في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي 14 تشرين الثاني، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، مقالة بقلم جلالة الملك عبد الله الثاني، أكد فيها أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد جلالة الملك أن آلاف الضحايا خلال ما يزيد عن شهر من الحرب على غزة غالبيتهم من المدنيين، وأن الآلاف من الأطفال قتلوا تحت ركام المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة في غزة، متسائلا: “كيف يمكن قبول هذه الأفعال الوحشية والجرائم باسم إنسانيتنا المشتركة؟”.
وفي 22 تشرين الثاني، وصل جلالته إلى القاهرة، والتقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وشددا على رفض سياسات التجويع والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني الشقيق، ورفضهما التام لأية محاولات لتهجير أهالي القطاع داخل غزة أو خارجها، وتبعها زيارة لاحقة إلى مصر في 27 كانون الأول.
وفي 28 تشرين الثاني، وجّه جلالته رسالة لرئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني شيخ نيانغ، بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، شدد فيها على أن حرمان أهل غزة من الماء والغذاء والدواء والكهرباء، جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، واستمرارها يعني مضاعفة تدهور الوضع الإنساني.
– اجتماع للاستجابة الإنسانية في غزة –
استضاف الأردن في 30 تشرين الثاني، اجتماعا تنسيقيا لبحث الاستجابة الإنسانية في غزة، بمشاركة قادة منظمات أممية حكومية وغير حكومية، وممثلي دول عربية وأجنبية.
وأشار الملك في الاجتماع إلى أن المساعدات الإنسانية التي يتم إيصالها حاليا إلى غزة لا تغطي الاحتياجات الإغاثية على الأرض، مؤكدا ضرورة تعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف الدولية المعنية لردم الفجوات وتجنب ازدواجية الجهود وحصر التحديات في غزة، من أجل العمل بشكل تشاركي لتوفير المساعدات المطلوبة وإيصالها ضمن آليات مستدامة تعزز الجهود الحالية.
وفي الأول من كانون الأول، شارك جلالته بمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 في دبي، قال فيه “إن الفلسطينيين يواجهون تهديدا مباشرا يطال حياتهم، وفي غزة يعيش السكان على كميات ضئيلة من المياه النظيفة والحد الأدنى من الغذاء، تزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب”.
وفي يوم 11 من الشهر ذاته، أكّد جلالته أنه لن يكون هنالك أي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، مشددا على أن الأردن واثق بنفسه وقوي بوعي شعبه وبقوة جيشه وأجهزته الأمنية.
وجدد جلالته خلال لقائه مع رؤساء هيئة الأركان المشتركة وعدد من مدراء الأجهزة الأمنية المتقاعدين التأكيد على أن قوة الأردن ومنعته سياسيا واقتصاديا وأمنيا هي قوة للأشقاء الفلسطينيين، مشددا على أن هذا الوطن بني بهمة وعزيمة أبنائه، ومسؤوليتنا جميعا تغليب مصلحته العليا وحمايته.
– المنتدى العالمي للاجئين –
غادر جلالة الملك عبدالله الثاني، في 12 كانون الأول إلى مدريد وجنيف، استهلها بلقاء الملك فيليب السادس ملك إسبانيا، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، لحشد الدعم الدولي للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ومحذرا من تفاقم الكارثة الإنسانية المأساوية التي يعيشها أهل غزة.
وفي جنيف، ألقى جلالته كلمة في المنتدى العالمي للاجئين، أكد فيها أن الأردن يضغط باتجاه استجابة إنسانية أكثر تنسيقا في غزة، ويقدم الدعم للأشقاء الفلسطينيين وأونروا بكل الطرق الممكنة، “لكن لا يزال يتحمل التكاليف والأعباء الثقيلة الناجمة عن استضافة مجتمعات اللاجئين التي تعيش بيننا”.
– قمة أردنية مصرية فلسطينية –
في 9 كانون الثاني، عقد جلالته قمة ثلاثية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكدوا فيها على تصديهم لأي خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضرورة إدانتها دوليا والتصدي لها.
كما أكد الزعماء رفضهم الكامل لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة، محذرين من محاولات إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها، مؤكدين ضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى بيوتهم.
– مؤتمر ميونيخ للأمن –
في 8 شباط ، غادر جلالته في جولة شملت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا، لحشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار بغزة وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكافٍ، والتأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
والتقى جلالته في واشنطن الرئيس الأميركي جو بايدن وأركان الإدارة الأميركية وعدداً من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بالكونغرس، وفي العاصمة أوتاوا التقى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وفي لندن التقى مع رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك، وفي باريس اجتمع جلالته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال الملك خلال قمة عقدها مع الرئيس الأميركي جو بايدن إن واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث لا تزال مستمرة في غزة، مؤكدا على أن 7 عقود من الاحتلال والقتل والدمار أثبتت، بصورة لا شك فيها، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أفق سياسي.
وخلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، جدد جلالته التحذير من الهجوم الإسرائيلي على رفح، الذي من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى قد تدفع إلى تهجير السكان، مؤكدا رفض الأردن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين داخليا أو خارجيا.
وأشار جلالة الملك إلى ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، لتقوم بدورها ضمن تكليفها الأممي.
– القمة العربية في البحرين –
وترأس جلالته في 16 أيار، الوفد الأردني المشارك في القمة العربية بدورتها العادية الثالثة والثلاثين، قال فيها إن المنطقة العربية تشهد واقعا أليما وغير مسبوق في ظل المأساة التي يعيشها الأهل في غزة إثر الحرب البشعة، التي وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك.
وأضاف في كلمته، أن ما تشهده غزة من تدمير سيترك نتائج كبرى في الأجيال التي عاصرت الموت والظلم، وستحتاج غزة لسنوات لتستعيد عافيتها، وما تعرضت له لن يمنح المنطقة والعالم الاستقرار، بل سيجلب المزيد من العنف والصراع.
– مؤتمر للاستجابة الإنسانية –
في 11 حزيران، افتتح جلالته، في البحر الميت، مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة، بتنظيم أردني مصري أممي، أكد فيه أن الاستجابة الإنسانية الدولية في غزة دون المطلوب بدرجة كبيرة، إذ يواجه إيصال المساعدات عقبات على جميع المستويات، ولا يمكن لعملية إيصال المساعدات الإنسانية أن تنتظر وقف إطلاق النار، كما لا يمكنها أن تخضع للأجندات السياسية لأي طرف.
وأجرى لقاءات عدة، على هامش المؤتمر، شدد فيها على أهمية توفير عدد كافٍ من الشاحنات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ لضمان توفير مخزونات كافية من المواد الإغاثية.
كما عقد خلاله مع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس اجتماعا تنسيقيا، شددوا فيها على ضرورة بذل الجهود للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والعمل على إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية استنادا إلى حل الدولتين.
وحذر القادة من خطورة الأعمال العدائية التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، والانتهاكات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى إرساء وقف فوري ودائم لإطلاق النار يحظى بالاحترام الكامل، وتسهيل ودعم إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة داخل غزة لتسريع تقديم شحنات الإغاثة الإنسانية.
– قمة مجموعة السبع في إيطاليا –
في 14 حزيران، شارك جلالته في أعمال قمة مجموعة السبع في روما، والتقى على هامشها قادة ورؤساء وفود دول عدة، قال فيها إن مستقبل الشباب والأطفال الذين يعانون من الصدمة النفسية العميقة التي تسببها الصراعات خلال العقد الماضي والحرب الحالية على غزة، سيحدد مستقبل الاستقرار والأمن في منطقتنا وفي أوروبا.
وأضاف “أن أقدم تهديد مستمر يواجه منطقتنا هو استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، فلقد حذرت مرارا وتكرارا على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، من مخاطر وتبعات تجاهل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وأشار جلالة الملك إلى أن المجتمع الدولي فشل في تحقيق الحل الوحيد الذي يضمن أمن الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة والعالم، ألا وهو السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
تبع ذلك في 24 حزيران، زيارة عمل أجراها الملك إلى فرنسا، ناقش فيها مع إيمانويل ماكرون الضرورة الملحة للغاية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من دون تأخير”، ودعا المجتمع الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة وإيصالها بكل الطرق الممكنة.
وتبعها في 13 تموز، زيارة إلى الولايات المتحدة، بحث فيها مع مجموعة من حكام الولايات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، التطورات في الإقليم والأوضاع الخطيرة في غزة، مشددا على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.
وفي 23 تموز، جدد جلالته خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر في لندن، التأكيد على أن المنطقة ستبقى رهينة العنف وعدم الاستقرار ما لم يتم إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يلبي حقوق الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيدا بدعم بريطانيا لحل الدولتين.
في الأسبوع ذاته، شدد جلالته خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على ضرورة وقف الحرب على غزة بشكل فوري، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ عبر جميع المعابر وإيصالها للمدنيين في مختلف المناطق دون أي عوائق أو تأخير.
– خطاب في الأمم المتحدة –
وألقى جلالته في 24 أيلول، خطابا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك في دورتها التاسعة والسبعين، أكد فيه أن فكرة الأردن كوطن بديل لن تحدث أبدا، ولن يقبل الأردن أبدا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو “جريمة حرب”.
وشدد الملك على أن التصعيد ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة ويجب أن يتوقف، وفي ظل غياب المساءلة الدولية تصبح الفظائع أمرا معتادا، موضحا أن حجم الفظائع غير المسبوق الذي تم إطلاقه على غزة لا يمكن تبريره.
وأكد على أن الأمم المتحدة تواجه أزمة تضرب في صميم شرعيتها وتهدد بانهيار السلطة الأخلاقية، إذ إن شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تقف بلا حراك على بعد أميال من فلسطينيين يتضورون جوعا.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية قتلت في غزة أطفالا وصحفيين وعمال إغاثة وطواقم طبية أكثر من أي حرب في التاريخ الحديث، و”غدت حصانة إسرائيل التي امتدت لعقود أسوأ عدو لها”.
وعقد جلالته سلسلة لقاءات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، شملت كلا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، نائب وزير الخزانة الأميركية والي أدييمو، الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، ولي عهد دولة الكويت، الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد البحريني، رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الرئيس البرازيلي لويز إناسيو لولا سيلفا، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إيرلندا سايمون هاريس، رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، والمستشار الألماني أولاف شولتس.
– زيارات دولية متواصلة –
في 6 تشرين الأول، الذي يسبق الذكرى السنوية الأولى للحرب على غزة، أكد جلالة الملك خلال مباحثاته مع جلالة الملك فيليب السادس ملك إسبانيا في عمّان، ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه وقف الحرب الإٍسرائيلية على غزة ولبنان، مشددا على أهمية التوصل إلى تهدئة شاملة توقف العنف وتحمي أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وفي اليوم ذاته، عقد جلالته مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الإماراتي في عمّان، مباحثات، أكدت على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية لوقف الحرب على غزة ولبنان، وحماية المدنيين، وخفض التصعيد بالمنطقة.
وركزت المباحثات على سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية للكارثة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، ونبه جلالته إلى تبعات استمرار اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين بالضفة الغربية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.
كما استقبل جلالته في قصر الحسينية، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، مؤكدا أهمية تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة شاملة تحول دون توسع الصراع في المنطقة والعالم، مشددا على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.
ونبه جلالة الملك إلى أن ممارسات الحكومة الإسرائيلية تقلص فرص السلام، لافتا النظر إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان أمن المنطقة واستقرارها.