بيروت تبكي، تأن، لا تشتكي* سماح مطر

كتب رئيس مجلس إدارة وناشر موقع صحافة وطن الصحافي

بيروت تلك الجريحة، المدينة التي تحملت عبء العالم بأسره، تبكي اليوم بصمتٍ مريرٍ، صرختها مغلّفة بالألم، ودموعها تسقط في هدوءٍ كأنها تخشى أن تُفزع قلوب المارّة. بيروت التي كانت موطن الإبداع والفن، الحضن الدافئ لكل من طرق أبوابها. بيروت التي أخذت بيد العالم إلى رحاب الثقافة والجمال، تقف اليوم بين أنقاضها تبحث عن من يحنو عليها، عن من يعيد إليها الحياة، فهل من مجيب؟

بيروت، ذلك الطائر الفينيق الذي حلق عالياً في سماء المعرفة والإبداع، تجد نفسها اليوم وحيدة تتساءل: هل من العدل أن تُترك في هذا السواد؟ أن تُسحق تحت عجلات الظلم والإجرام؟ بيروت التي راسلت بقلمها وجمالها كل عواصم العالم، ألم تكن جديرة بحبكم وولائكم؟

أين أنتم أيها العالم؟ العالم الذي يبدو لنا اليوم مجهولاً، لأنه مع كل صرخات بيروت لم يُصغِ، مع كل نداءاتها لم يُلبِ. العالم الذي يعلم في قرارة نفسه أن بيروت كانت واجهته، أنها كانت الوجه الذي أطل به على الشرق، هي المرآة التي عكست عظمته ورفعت رايته. هذا العالم الذي يعرف تمام المعرفة أن يوماً ما، سيعود خاضعاً إلى قدميها، راكعاً أمام عتبتها، مستجدياً الرحمة والمغفرة.

بيروت ليست مجرد مدينة، إنها قلب ينبض بالحياة رغم كل الأوجاع، هي الروح التي قاومت الظلم ولم تستسلم يوماً. فكيف نسمح لها بأن تتحول إلى يتيمة بين أنقاضها، تحكي للعالم حكاية الألم؟ بيروت، هي عنوان الكرامة والعزة، فهل سنبقى شهوداً صامتين على وجعها؟

 

Related posts

السمهوري: أين هيبة الأمم المتحدة أليست هي عنوان ورمز للنظام العالمي؟

٧ أكتوبر بعد عام … واقع فلسطيني جديد يتبلور* د. سنية الحسيني

بنيامين نتنياهو: المهندس، والمظلة، و”طاقة الدفع”؟ * د . اسعد عبد الرحمن